الجمعة - 21 مارس 2025

المعركة الأخيرة..الأردن (الجزء الرابع)..!

منذ 10 أشهر
الجمعة - 21 مارس 2025

المهندس باقر جبر الزبيدي ||

في 2011 وفي خضم الربيع العربي كان الأردن يغلي بشكل تطلب اجتماع عاجل في واشنطن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه حتى ولو لفترة قصيرة.

الآن تعود الاحتجاجات بشكل أوسع وهي نابعة من أيديولوجية فلسطينية مكرسة في العقلية الأردنية ولا يمكن القضاء عليها بالقمع أو المنظمات المدعومة من السفارات حيث يرى المواطن الأردني نفسه فلسطيني بمقدار ما هو أردني.

الأردن يعاني من أزمات مالية خانقة وشحت مياه وسخط شعبي على البذخ الذي تعيشه الطبقة الحاكمة يرافقها أزمات حدود وجودية مع العراق وسوريا حيث تسيطر القبائل على تجارة المخدرات والأسلحة والإرهاب والأهم المعبر الحدودي مع السعودية الذي أصبح سلاحا ذا حدين حيث بات حبلا تخنق به الرياض الأردن كلما اختلفا في المواقف السياسية.

الأهم هو وجود قوتين خارج سيطرة الدولة هما الحركتان السلفية بقيادتها المتصلبة مثل (أبو محمد المقدسي) منظر السلفية الجهادية للقاعدة و (أبو محمد الطحاوي) صحاب فتوى الجهاد في سوريا والتي بسببها تطوع 800 شاب للقتال هناك.

القوى الأخرى هي الإخوان المسلمين الفصيل صاحب التاريخ الكبير والعمق في المجتمع والأهم التنظيم الشديد الذي عجزت محاولات الحكومة عن اختراقه.

التدابير الحكومية هي أضعف وهي تركز فقط على تحييد الأمير (حمزة) صاحب الشعبية الكبيرة بين القبائل وتغيير معالم تاريخية في الروايات الدينية مثل (وادي اليابس) الذي غيرت الحكومة اسمه إلى (وادي الريان) لكن لم تنجح في تغيير القناعة حول أهميته في المعركة الأخيرة.

الخوف الأردني الدائم كان من تغيير النظام بقرار من الخارج بينما يعلمنا التاريخ أن كل شيء يبدأ من الداخل…

 

12 أيــــــــــــــــــار 2024