أمير الكويت حل البرلمان بسبب الوهابية..!
نعيم الهاشمي الخفاجي ||
تناقلت وسائل الإعلام الكويتية والعربية والعالمية، خطاب أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الصباح، والذي بثه التلفزيون الكويتي، وتضمن قراراتٌ مهمة، وصفها أمير الكويت في قرارات لإنقاذ الكويت، وحدد بتوقيف الانتخابات لمدة أربع سنوات.
أمير الكويت تحدث عن الأسباب التي دفعته لاتخاذ قرار حل مجلس الأمة، وتعطيل الانتخابات لمدة أربع سنوات، مشاكل أسرة آل صباح مع نواب مجلس الأمة من التيارات الاخوانية الوهابية التكفيرية، متراكمة، وسبق إلى أمراء الكويت السابقين أن قاموا في حل مجلس الأمة مرات عديدة، ونظموا انتخابات، لكن إعادة الانتخابات، ليس حل، بل توجد حاضنة شعبية وقوة ونفوذ للحركات الإخوانية الوهابية، وبالتأكيد يفوزون، ويعودون إلى مجلس الأمة، بحيث وصلت الحالة، أشخاص أسرة ال صباح الحاكمة، أجبروا على تقديم تنازلات للتيارات الوهابية، مكنتهم في السطرة على مؤسسات الدولة الكويتية، التنفيذية منها والتشريعية.
بخطاب أمير الكويت، قال (إن هذا القرار جاء بعد أن وصل التمادي إلى حدود لا يمكن القبول بها أو السكوت عنها)، مؤكداً (أنه كانت هناك مصاعب وعراقيل لا يمكن تحملها).
هناك حقيقة، الدولة الكويتية، بحقبة الثمانينيات من القرن الماضي، هي التي دعمت حركة الإخوان لتوهيب الشعب الكويتي، والمعروف ولاء الإخوان إلى مراجعهم الروحيين بالمؤسسة الوهابية السعودية، أو مع المرجع الروحي للحركات الاخوانية طيب أردوغان، أو مرشد الإخوان العام في مصر والعرعور التكفيري في سوريا، بالتأكيد بظل سيطرة الإخوان على الشارع الشعبي الكويتي، يُعرض الدولة الكويتية نفسها إلى خطر كبير، من داخل دولة الكويت، بل الزعيم الإخواني عبدالله النفيسي لدى وصول مرسي إلى الرئاسة في مصر، أعلنها على ال صباح التعاون مع أردوغان، وإلا يتم ازالتهم، الإرهابي وليد الطبطبائي منحته وزارة الداخلية الكويتية الجنسية الكويتية، لكونه ترك مذهب عائلته المذهبي الشيعي وأصبح وهابي، ذهب هذا المجرم إلى سوريا وشارك بقتل أطفال ونساء سوريين في محافظة الحسكة ودير الزور في سوريا.
جماعة الإخوان بالكويت، شكلوا خطراً ممتداً لعقودٍ من الزمن، على أمن دولة الكويت، الفيالق الإعلامية البدوية الوهابية تحاول وضع الشيعة بنفس الكفة في خلق عدم استقرار بالكويت، وهذه كذبة، نعم أفراد شيعة عراقيين بسبب دعم حكومة الكويت إلى نظام صدام المجرم وتسليمهم آلاف المعارضين العراقيين الشيعة لنظام صدام وتم إعدام غالبيتهم، ولد ردود فعل، في عمل حالات فردية في ثمانينيات القرن الماضي، ضد حكومة الكويت بوقتها، لكن عندما احتل صدام الجرذ الكويت، وقف الشيعة الكويتيين ضد الغزو، ويكفي أن السيد حسين القلاف نائب برلماني كويتي سابق، هو من قاد جماعات المقاومة الشعبية في الكويت، ويكفي في انتفاضة شيعة العراق، اخرج المنتفضين الشيعة مئات المعتقلين الكويتيين من سجون صدام الجرذ في الجنوب وأوصلهم الثوار الشيعة إلى الكويت.
سبق إلى قادة الإخوان المسلمين الكويتيين أمثال الجار الله بل حتى الشاعرة الكويتية سعاد الصباح، وهي من عائلة ال صباح الحاكمة، كانت متيمة بحب صدام الجرذ، ونفس قادة الإخوان أيضا حلوا ضيوف في خيمة القذافي للتآمر على الكويت، حكومة واميراً وشعباً، والتسجيلات التي وقعت في أيدي المباحث الكويتية، إلى الإخواني الكويتي حاكم المطيري ومبارك الدويلة، وعناصر تنظيم القاعدة، و ممثلي أهل السنة في الربيع العربي عناصر تنظيم داعش، يكفي ان شعارات داعش، رفعت في شوارع الكويت، بل أئمة مساجد بالكويت اصدروا الفتاوى لجمع الأموال من داخل الكويت، للتنظيمات التكفيرية بالعراق وسوريا واليمن.
بإحتلال دولة الكويت، مرجع الشيعة العام السيد الخوئي أصدر فتوى بعدم الصلاة على الأرض المغتصبة، انا شخصيا، كنت حاضر بقيام عناصر الاستخبارات بفرقة مشاة العشرين في إلقاء القبض على مواطن كويتي وزوجته في المنطقة القريبة من منفذ السالمي المقابل إلى منطقة الرقعي السعودية، ضابط الاستخبارات خابرني وهو فرح، ويقول لي اسرع، ألقينا القبض على كويتي، جلست عنده، رأيت شاب وقع في أيدي هؤلاء الأشرار، الأراذل، ضابط الاستخبارات ذهب إلى المرحاض، قلت له اخي هذا ضابط استخبارات، وانت وقعت في ايديهم، انصحك قل لهم عدت إلى بلدي العراق و الكويت محافظة عراقية، وبلغ زوجتك ان تقول نفس كلامك، وقلت له احذر أن تقول لهم أن ضابط كان موجود قال لي قُل ذلك، يكون مصيري الاعدام، اطمئن لي سألنت انت وين اهلك بالعراق، قلت له من محافظة الكوت، قال لي أنت سني لو شيعي، ضحكت وقلت له صدام الذي ساعدتموه سني وغزاكم.
الصديق صادق الساعدي، كان ضابط شرطة من مدينة الصدر، وجدته بالسعودية، قال لي، في احتلال الكويت، تم نقلي إلى الشرطة العراقية المنتشرين في الكويت، قال لي، عن طريق الصدفة دخلت لشقة بها نساء يرقصن، ووجدت وزير كويتي يكنى في العوضي، وألقيت عليه القبض، يقول قلت له، ابقى في هذه الشقة وانا اوعدك محد يصل إليكم، وبقيت احرسهم إلى القصف الجوي وإلى هروب قوات صدام من الكويت، يقول قال لي ابقى أخ صادق ونعطيك جنسية كويتية، يقول قلت له، انا ذاهب إلى اهلي بالعراق، في أحداث الانتفاضة، هرب للسعودية، وبقى في سجون السعودية الصحراوية سنوات ولم يطلب مساعدة من الوزير الكويتي العوضي لكي يخرجه من سجون ال سعود.
الشيعة افضل الطوائف في المجتمع الكويتي، يمكن إلى أسرة ال صباح دعم الشيعة وبالذات الشيعة الشيخية، ليست لديهم طموحات سياسية في الحكم، فهم فرقة ملائمة إلى عائلة ال صباح بالبقاء في حكم دولة الكويت، الشيعة بشكل عام والشيخية بشكل خاص، يريدون وجود حاكم لديه عدالة اجتماعية، وليبقى يحكم هو وأولاده واحفاده، مرجعيات الشيعة بغالبيتهم مع إقامة دول مدنية، فقط مرجعية ولاية الفقيه، يكون الفقيه او المرجع، مرجع ديني وزعيم سياسي في آن واحد، والكثير من مرجعيات الشيعة لايتبنون نظرية ولاية الفقيه، على أسرة ال صباح وأنظمة الخليج معرفة ذلك، ولاداعي للخوف من مواطنيهم الشيعة.
الكويت حكمته أسرة ال صباح، منذ أكثر من قرنين من الزمان، سواء كانوا شيوخ، أو أمراء وقادة عندما أعلن استقلال دولة الكويت في بداية ستينات القرن الماضي، عائلة ال صباح، تعاملوا مع شعبهم في إنسانية، ولين، لذلك الحرية بالكويت وإن كانت مقيدة، لكنها لها تاريخٌ قديمٌ، وهي خيارٌ جيد ربط ال صباح مع شعبهم، نموذج الحكم في الكويت له طابع خاصٌ يختلف عن بقية دول مجلس التعاون الخليجي البدوية،
أمير الكويت، بخطابه الاخير، تحدث عن (هدم القيم الدستورية)، وإهدار (المبادئ الديمقراطية)، والتدخل في (اختصاصات الأمير)، (وحقه الدستوري)، كما تحدث عن (الفساد) الظاهر والخفي، وعن (إهدار المال العام)، وفصَّل في الحديث عمّن (دخل البلاد على حين غفلة، وتدثر في عباءة جنسيتها بغير حق، ومن انتحل نسباً غير نسبه، أو من يحمل ازدواجاً في الجنسية، أو وسوست له نفس أن يسلك طريق التزوير للحصول عليها).
اكيد أمير دولة الكويت، كان يقصد الخائن العميل وليد الطبطبائي التكفيري الذي خان شعب الكويت، لا ألوم وليد الطبطبائي كان يبحث عن اقامة واذا به يتجنس ويجلس في مجالس آل صباح، بسبب تغيره مذهبه من الشيعي إلى الوهابي، الفكر الوهابي تكفيري، لذلك لا ينجوا ال صباح من شر وشرور الوهابية،
وقال أمير الكويت: (وغدت قاعة عبد الله السالم بدلاً من أن تكون مكاناً لممارسة ديمقراطية حقيقية سليمة، مسرحاً لكل ما هو غير مألوف وغير مستحب أو مقبول من الألفاظ والعبارات، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل تعدى إلى الإفراط في استخدام حق الاستجواب، في كل صغيرة وكبيرة، مما أهدر القيمة الحقيقية لهذا الحق، بوصفه أداة راقية للمساءلة والمحاسبة، وليس وسيلة للابتزاز والتهديد أو طريقاً للحصول على مكاسبَ أو منافع شخصية).
غالبية أبناء شعب الكويت مع قرار أمير الكويت في حل مجلس الامة، لا يمكن أن تستقر دولة الكويت دون حظر الفكر الديني الوهابي وحظر الإخوان المسلمين، والعودة للمذاهب السائدة بالجزيرة الوهابية قبل فتنة محمد عبدالوهاب النجدي عميل المخابرات البريطانية، إذا ارادت أسرة آل صباح البقاء بالحكم لقرون من الزمان عليها حظر الوهابية، ودعم الشيعة فهم الافضل، لابقاء الكويت دولة مستقرة، وبالتاكيد الشيعة الشيخية يلائمون نظام حكم أسرة آل صباح بضمان عدم تبنيهم عمل ثروات تطالب في إسقاط أسرة ال صباح من حكم دولة الكويت، الفكر الشيعي الشيخي يرفضون إقامة حكم شيعي للشيخية إلا بدولة الأمام محمد بن الحسن المهدي.
نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي
كاتب وصحفي عراقي مستقل.
14/5/2024