العراق بين مطرقة سائسي العقول وسندان صانعي الأزمات..!
غيث العبيدي ||
العراق من البلدان التي أصبحت بعد 2003،حلبة للمنازلات، وميدان لصناعة الازمات، وبأوزان مختلفة ”ثقيلة، متوسطة، خفيفة، ونادرا ما نجد أزمة بوزن الريشة“ وأغلبها بذات اللون والمظهر والصفات، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية أو جغرافية، واحيانا تكون ازمات ثلاثية الأبعاد”ترمي فوق رؤوس السياسيين، تضرب الاقتصاد تحت الحزام، وتفتح النار على الشعب بمستويات صعبة“ فيضطر لأن يلعن ذلك اليوم الذي ولد فيه •
وتتنوع الأزمات في العراق، بين ماهو خارجي وبمسارات مختلفة، فتعد ”الطبخة“ بين كتلة او حزب أو جماعات معينة الداخل العملية السياسية، ممن لديهم القدرة على صناعة عوامل تعثر الدولة ومؤسساتها، و بعثرة مجهوداتها، و تهديم قواعدها، ووضع العصا في عجلات تقدمها، من خلال الاماكن الذين يعملون فيها، لمجرد أن مصالحهم انسجمت مع مصلحة الدولة التي صنعت تلك الأزمة • وبين ماهو داخلي، وترتبط نوعا ما بالازمات المعلبة والعابرة للحدود، ومن خصائصها ”الاضطراب والتغيير السريع بالقيم والعادات الاجتماعية، والمخاطرة اما بحسم قرارات مصيرية أو الغائها“
وهناك نوع ثالث من الازمات يحدث بين السياسيين، سواء كانوا فرادا أو أحزاب وتيارات، لبيان من هو السياسي الاقوى والحزب الاجدر هذا العام !! ومن هم الفاسدين والمفسدين والمصلحين والاصلاحيين ومن هم الضعفاء ومن هم مادون ذلك …. الخ
وتعد هذه الازمات هي الأخطر على الاطلاق، لأنها تضرب الدولة بقلبها، فهناك من يذكيها و يمدها بالحطب، وهناك من يحرص على ديمومتها ويسعى لا استمراريتها لأطول وقت ممكن، فكلما استمرت أكثر انقسم الشعب، طولا بعرض ونمت بذرة” الإخوة الاعداء“
والمصادقة الغريبة في مثل هكذا ازمات، هو أن هناك دائما طرف ثالث، يتدخل باللحظة المناسبة والوقت الحرح، ليفوز بالشئ ويجمع الغنائم ”الكاظمي انموذجا“
وبكيف الله •