الخميس - 06 فيراير 2025
الخميس - 06 فيراير 2025

نسرين عظيم سرحان فيلي ||

يُمثل الإعلان السياسي التلفزيوني مصدراً مهماً لتنمية المعارف الفردية حول قضايا موضوع الحوار والنقاش والجدل السياسي داخل المجتمع بما في ذلك قضايا الإصلاح السياسي والتحول الديمقراطي وهي بذلك تمتلك قدرة كبيرة على زيادة الوعي بعمليات صنع القرار السياسي وكذلك التأثير فيه من خلال تطبيقاتها التي توظف تداخل الوسائط الإعلامية عبر تقديم نصوص مدعمة بلقطات فيديو تتضمن مشاهد لحدث ما أو حوارات أو تحقيقات تلفزيونية، إضافةً الى ملفات صوتية وروابط لوسائل إعلام اخرى، ومواقع متنوعة، ناهيك عن تعليقات الجمهور وما يقدمه من مشاركات.
ويعد الاعلان السياسي أكثر أنواع الاتصال السياسي تأثيراً على الشعوب والمجتمعات ، وبخاصة في هذا الوقت الذي يشهد ثورة أتصالية كبيرة ، حيث وظف كثير من القادة والساسة وسائل الاعلام ، لخدمة أهدافهم وتحقيق غاياتهم ، أن هذا النوع من الاتصال للكثير من المشكلات التي عانت منها الشعوب ، مثل ظهور النازية في المانيا بقيادة هتلر ، الذي نجح في توظيف الاعلان السياسي والدعاية السياسية في خداع الجمهور ، ومثل تسويق المرشحين عبر الاعلانات السياسية، كما تسوق الافلام والمسلسلات والمبالغة في أعطاء المرشحين السياسين صفات لاتمت الى الحقيقة بصلة ، والمساهمة في خلخلة الانظمة السياسية وأعاقتها عن القيام بوظائفها الحقيقية من خلال تركيز هذه الاعلانات على الصفات الشخصية للمرشح ومحاولتها تحسين صورته النمطية في أذهان الناخبين على حساب القضايا الرئيسة التي يعاني منها المجتمع ، والتي تحتاج الى سرعة معالجتها ووضع الحلول اللازمة لها
وأياً كان الامر فأن الاعلان السياسي بات متغيراً رئيساً لايمكن اغفالها او تجاهلها في العملية السياسية، وبخاصة في فترات الانتخابات او المناسبات السياسية، التي يشـهد التنـافس فيهـا بين مرشحين يمثلون تيارات واتجاهات مختلفة، ويتخذون من عقـول الجماهير حلبنـة للصـراع المحموم بينهم من اجل تحقيق مقاصد معينـة واهـداف مرسـومه، ولـذلك ظهـرت دراسـات الاعلان السياسي التي تنوعت في جوانب طرقها لهـذا المتغـير، واختلفـت في طرائق عرضـها لتأثيره، وتقنياته واساليبهُ وفنونهُ ومدارسـه وانواعـه واسباب الاهتمام بـل، ومراحـل تطورهُ او في هـذا المبحث سنحاول ان نعرض ماله علاقة مهمة بـالاعلان السياسـي، وذلـك مـن خـلال تعريفـه وتبيان انواعه ومدارسه.
الإعلان هو مجموعة الانشطة التي تهدف الى الاتصال والمخاطبة الشفوية او المرئية لمجموعة مختارة من الافراد بغرض اخبارهم والتأثير عليهم لشراء سلعة او التعامل وطلب خدمة او تغيير اتجاهاتهم نحو افكار او ماركات او مؤسسات معينة، وذلك نظير أجر مدفوع لجهة إعلانية محددة
تعاني الكثير من الدول العربية شأنها في الإعلان العربي بين تشريع القوانين والممارسة شأن الدول النامية خللاً مزدوجاً في العلاقة بين القانون والحياة، يتجلى الوجه الأول لهذا الخلل في عدم وجود تطابق بشكل جزئي أو كلي مؤقت أو دائم بين جوانب عديدة من التشريعات والقوانين المكتوبة، ولا تشكل القوانين الأعلامية عامة والأعلانية خاصة أستثناء في هذا المجال بل على العكس فإن التعارض بين المكتوب والممارس هو أكثر عمقاً وشمولية من بقية القوانين السائدة في الدول العربية، لأن عملية تنظيم النشاط الإعلاني على الأخص لا ترقى في معظم تفاصيلها الى مستوى التشريع بل تقتصر على قواعد داخلية وأنظمة إدارية محفوظة في إدراج الهيئات الإعلامية ضمن القوانين العامة للدول.
ان من اهم خصائص الاعلان بصورة عامة هي:
1. ان الاعلان نشاط غير شخصي، حيث يتم الاتصال بين المعلن والجمهور بطريقة غير مباشرة، أي باستخدام وسائل الاعلان المختلفة من صحف ومجلات واذاعة وتلفزيون ووصولاً الى الانترنيت.
2. ان الاعلان لايقتصر على عرض وترويج السلع فقط بل يشمل الافكار والخدمات.
3. ان الاعلان ينطوي على تعريف الجمهور بالسلعة اوالخدمة عن طريق المعلومات وحثه على القيام بسلوك معين.
لذا يجب توجيه الوعي والذهنية السياسية للاعلان السياسي المستمر الذي يجذب الجمهور ويبني جسر الثقة مابين المعلن السياسي والجمهور .