الخميس - 13 فيراير 2025

وبقي سؤال “باسم” بلا جواب؟!

منذ 9 أشهر
الخميس - 13 فيراير 2025

حمزة مصطفى ||

في الطريق الى جامع عمر المختار في حي اليرموك لحضور مجلس الفاتحة المقام على روح المرحوم الأستاذ باسم عبد الحميد حمودي سلمني الصديق الدكتور طه جزاع نسخة من آخر كتاب صدر للمرحوم قبل وفاته وهو “العراقي دكتور داهش” مع عنوان فرعي “في صندوق الولايات”. فتحت الغلاف الأول للكتاب فقرأت الأهداء التالي “الأستاذ حمزة مصطفى .. ودا وإحتراما.. باسم عبد الحميد حمودي ,, 13 نيسان 2024”. إذن أنا تسلمت الكتاب الذي سلمه المرحوم باسم الى صديقنا المشترك الاستاذ زيد الحلي الذي جاءني مع الدكتور طه لنذهب ثلاثتنا الى الجامع والذي قام الحلي بتسليمه الى أبي ياسين لكي يوصله لي بناء على موعد كان بيننا تسلمته بعد وفاة ابي شهرزاد بيوم واحد فقط.
بين تاريخ 13 نيسان و11 إيار سلسلة من الوقائع حالت دون أن أتسلم الكتاب المرسل من أبي شهرزاد الى أبي رغدة الذي عادة ماتتجمع الكتب المرسلة لنا من عدد من الأصدقاء من بينهم المرحوم باسم في مكتبه بشارع السعدون ثم يقوم بتفريقها لنا عندما يتحقق لقاء بيننا وهو كثيرا مايحصل. تاريخ توقيع المرحوم باسم على الكتاب يحمل يوم 13 نيسان بينما كنت سافرت الى الولايات المتحدة الأميركية ضمن الوفد الحكومي برئاسة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني يوم 14 نيسان. في واشنطن وبعد يومين من وجودي هناك سالني المرحوم باسم على الماسنجر.. هل وصلك العراقي دكتور داهش؟. وبلغته المحببة التي يعرفها كل أصدقائه أضاف لقد أرسلت لك نسخة عم حمزة مع عمنا طه جزاع عبر عمنا زيد؟ لم أقل له أنا مسافر لسبب بسيط لأنه كان دخل علي في تمام الساعة الثالثة فجرا بتوقيت واشنطن بينما الوقت عصرا في بغداد لأنه لم يعرف اني مسافر. إكتفيت بالقول لم التق طه بعد ونمت.
بعد عودتي وقد علم بالزيارة بعد الضجة التي رافقت ماأدليت به من تصريحات وتسريب أحد الفيديوات عاد وسألني إن كنت تسلمت النسخة. لا ادري السبب الذي جعلني لم أجبه. حاولت التذكر لكن لم يسعفني الحظ. فبعد أيام وقبل وفاته بأيام وجدت سؤاله هذا على الماسنجر دون جواب. شعرت بالخجل ولم يعد بمقدوري بعد مرور عدة أيام “أطلع”عذر مقنع لسبب بسيط وهو إنه سوف يتعامل مع أي عذر حتى لو كان غير صحيح برحابة صدر لأنه ينظر الى الناس في ميزان خاص من الحب والود والتسامح والصدق والبراءة التي دونها أحيانا براءة الأطفال. وبين إنتظار نسختي من دكتور داهش وهو عنوان غريب يغري بالقراءة وبين موعد مع الدكتور طه تأجل أكثر من مرة سرعان ماداهمنا الخبر الذي فزعنا بآمالنا فيه الى الكذب وهو وفاة باسم عبد الحميد حمودي. لماذا فوجئت وقد أكتشفت أن أصدقاء آخرين فوجئوا مع أن الأعمار بيد الله والرجل يبلع 87 عاما هو إنه حتى آخر لحظة في كامل وضعه الصحي ولايبدو إنه يشكو من شي. مات باسم ووصل دكتور داهش وبقي السؤال معلقا.. ربما الإجابة تأتي حين افتح .. صندوق الولايات.
مقالي في جريدة ” الزوراء’ الأربعاء