“إسرائيل” اليوم هل تواجه في الشمال المحتل قوى نظامية؟!
محمود وجيه الدين ـ اليمن ||
بداية؛ حرب تموز في عام 2006م، تلك الحرب التي دارت مابين مايُسمّى حسب قرارات الأمم المُتحدة “الجيش الإسرائيلي النظامي”، ضد جماعة لبنانية ناشِئة عسكريًا اسمها المقاومة «حزب الله»، أثبتت هي مقارنةً بالقوة والآلة لدى “الجيش الإسرائيلي” المتبجّح بالقدرات، غير متكافئة معه، لكن رغم ذلك انتصرت عليه أعظم الانتصارات، وخسرَ الإسرائيليُ الحرب. وبعد حرب تموز أصبح «حزب الله» خاضعًا للاِرتقاء والتأهلِ ، مِن تعاظمِ “الآلة العسكرية “ومِن تطور ” الأداء العملياتي” إلى قوّةٍ بعد عدة أعوام تعتبر قوة “جيش نظامي”، هذا ليس بروباغندا، إنّما هذا السردُ يُبنى على حقائق وموضوعية، وقولُ الأمين العام لحزب الله عن كامل عدد المقاتلين «100 ألف» لخير شاهدٍ. فإذا كانت هذه الظاهرة «مقاومة وطنية شعبية» لديها حقوقٌ ودور سياسي على المستوى الوطني، وشرعيّة دينيةٌ ووطنية بمواجهةِ المُحتل، فإذًا ليس عجيبًا أن أولئك المقاتلين هم “جيشٌ” بالقوة والأداء، ونحيط ذِكرًا أننا ننظر في هذا الشأن من زاويةٍ واحدة فقط هيكل القوّة والأداء، لا نقصد الجيش المُعرَّف، والذي لا يتم اعتبارهُ جيشًا إلا بصلاحيات وقوانين وشروط.
مجددًا عاد حزب الله، بعد تموز وأحداث سوريا…. ، يخوضُ معركةً في مواجهة الإسرائيلي، لكنه دخل هذه المعركة لكي يُمارس الضغط العسكري حتى العدو الإسرائيلي يُوقف العدوان والحصار على #غزة. وبعد أكثر من 220 يوم من الحرب، الجبهة اللبنانية تشهدُ احتدامًا وتصعيدًا. لأن حزب الله أساسًا منذ اابداية فرضَ بهذه المعركة إستراتيجياته الإستثنائية، مكرِّسًا للإسرائيلي رُعب خيبر؛فصار الشمال المحتلة مُقفِرٌ مِن آلالاف المستوطنين، وعلى مدار 24 ساعة يصغي جيدًا لأصواتِ انذاراتٍ وانفجارات، والإسرائيلي وقف هناك “مِثل البط في حقل رماية”، وأمام أهداف حزب الله الرادعة يعيشُ صعوبةَ استعادة الردع، فأمَّا سلاح الجو الذي يمتلكه، اسقط حزب الله عليه أفخر الطائرات وهي “هيرمس 900″ وغيرها من الطائرات في لبنان، وهذا يعني جليًا تصفيد وتقييد حركة الطائرات الإسرائيلية، وأمَّا القصف الإسرائيلي على أرض لبنان وأهلها تحديدًا جنوب لبنان، حزب الله يردُّ رادِعًا، ليُثبت للمُعتدي أن من يواجه هو الخصمُ الذي لن يسكت عن أي إعتداء، فهذا عمومًا يتمحور تحت عنوان: ” الإسرائيلي في الشمال يتكلَّفُ أثمانًا باهضة وعروضهُ العسكرية على لبنان لم تستعيد الردع “.
غرِقَ الإسرائيلي في وحلِ #غزة وتكبَّد الهزائم والخسائر التاريخية، فذهب إلى رفح ليتجاوز تلك الخسائر والهزائم، لتنعكس عليه بزخمٍ جديد في الشمال، وتتزامنُ بتطورٍ جوهري، وتصاعد نوعي بعمليات حزب الله في” مسرح العمليات” نوعًا وكمًا، فتتبلّور المعركة لتقول أن حزب الله لا يهاجم عشوائيًا بل إنّ عملياته مُنظمةٌ ولها أسلوب عسكري مثلما الجيش المتطور النظامي، فينفِّذ عملياته ويحقق معادلاته الراسخة في الميدان، ولديه المسار التصعيدي المُنسجم مع مسرح العمليات والآلة العسكرية، وكذلك المُنطوي تناسبًا لكفاءةٍ معلوماتية وإستخباراتية. إجمالاً التصعيد سيستمِر، قد ربما نوعية السلاح ستتواصل بالدخول أكثر إلى المعركة تحت مُسمّى عنصر مُتزامن في المرحلة المُناسبة، فدخول الأسلحة الصاروخية والمُسيّرات الإنقضاضية والمُسلّحة في هذه الفترة لها رسائلها الخاصة، وكل عمليةٍ بتفاصيلها ورسائلها تُجدِّد وتُبيِّنُ حجم تصميم واستمرار عمليات حزب الله النابِشة والمُبعثرة عُمقًا في بصيرة “الحكومة” الإسرائيلية و”الجيش” والمستوطنين .