ايران..دولة مؤسسات وجمهورية نظام..!
د. مصطفى يوسف اللداوي ||
بسم الله الرحمن الرحيم
“ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أمواتٌ بل أحياءٌ ولكن لا تشعرون”
عظم الله أجر الأمة باستشهاد الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي، ووزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، وإخوانهم ومرافقيهم، وطاقم الطائرة التي كانت تقلهم.
رحمهم الله عز وجل رحمةً واسعةً، وغفر لهم وأسكنهم فسيح جناته، وعوض الأمة الإسلامية والشعب الإيراني المسلم العزيز عنهم خيراً، وأبدلنا بهم رجالاً مثلهم، يحفظون عهدهم، ويسيرون على دربهم، ويحملون الراية عاليةً خفاقة من بعدهم، من الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه.
لا خوف على الجمهورية الإسلامية في إيران باستشهاد رئيسها ووزير خارجيتها وإخوانهما، فهي دولة مؤسسات، وجمهورية نظام، لا تهتز أركانها باستشهاد رجلٍ ولو كان رئيسها، ولا يسقط عمادها باستهداف عظمائها، فهذه جمهوريةٌ تأسست لتبقى، وثورةٌ اندلعت لتدوم، ونحن إن كنا نحزن على ما أصابنا، إلا أننا نصبر على الفاجعة، ونحمد الله على الصبر، ونثق بأن قدر الله عز وجل بنا خيراً، وهو سيلطف بنا وسيعوضنا خيراً.
رحمة الله على الرجلين العظيمين، المؤمنين القويين، الصادقين المخلصين، السندين الأصدقين لفلسطين وشعبها، وغزة وأهلها، فقد كان الأول سنداً لفلسطين وحصناً لشعبها، يقول الحق ولا يهاب، ويصدح بالموقف ولا يتردد، وكان الثاني وزيراً لمقاومتها، منافحاً عنها، ومدافعاً عن شرعيتها، صادحاً فوق كل المنابر بحقها.
عظم الله أجرنا جميعاً بهذا المصاب الجلل والحادث الكبير، وألهمنا الصبر والسلوان، وعظم أجر إيران وشعبها، وأعزها وأهلها، وأكرمها بالثبات والقبول، وحفظ رايتها عالية، وهيبتها مصانة، ويسر لها مواصلة طريقها، وحفظ أمانتها، وتسليم رايتها لخلفٍ صادقٍ، ورئيسٍ مؤمنٍ، يسير على ذات الخطى، ويحمل الأمانة التي ضحى في سبيلها الكثيرون، ممن سبقوا قبل أن يلحق بهم الشهيدان الأغران العزيزان الأمجدان الرئيس إبراهيم رئيسي والأمين على سياسته الخارجية حسين أمير عبد اللهيان.
إنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
بيروت في 20/5/2024