الثلاثاء - 08 اكتوبر 2024

ومن يقول بأن أمريكا لا تهزم ؟!

منذ 4 أشهر
الثلاثاء - 08 اكتوبر 2024

حسين المير ـ سوريا ||

ومن يقول بأن أمريكا لا تهزم .!!!
التاريخ شاهد .. والأيام تثبت بأن مصيرها التراجع والتقهقر ولم تعد القّوة العظمى الوحيدة في العالم .!!!

لا يمكن لأحد في الكون أن ينسى أو أن تمحى من ذاكرة الشعوب .. اليوم الذي هزمت فيه الولايات المتحدة الأمريكية في فيتنام بعد خسارة كبيرة ومقتل العديد من جنودها وضباطها وبعد حرب دامت قرابة العشر سنوات .
ولا أحد في هذا العالم يستطيع نسيان هزيمة وانسحاب الأسطول الأمريكي من شواطىء البحر الأبيض المتوسط مقابل بيروت بعد العملية الاستشهادية البطولية التي نفذتها المقاومة الإسلامية في لبنان
ودمرت فيها مقر المارينز وأدت إلى مقتل عدد كبير
من القوات الأمريكية وبالنتيجة قررت الولايات المتحدة الأمريكية سحب قواتها من مشاة البحرية واسطولها المتمركز في البحر مقابل بيروت .. سنة ١٩٨٣ .
أمريكا صاحبة التاريخ الاسود الذي نشأت عليه والسجل الحافل بالجرائم والقتل وحب السيطرة واستعباد الشعوب والهيمنة على الدول الضعيفة ونهب الثروات وسرقة خيرات البلاد .
والتي تمتلك أعظم قوة عسكرية واقتصادية تتباهى فيها وتهدد بها دائماً للوصول إلى أهدافها وتنفيذ مخططاتها .
وبعد انتهاء الحرب الباردة وتفكك الاتحاد السوفييتي
وامتلاكها للسلاح النووي وعضويتها الدائمة في مجلس الأمن الدولي وعضويتها في منظمة حلف شمال الأطلسي كل هذه المتغيرات الدولية والتفكك الحاصل جعل منها قوة كبيرة قادرة على التفرد والهيمنة والتحكم بكل القرارات والشؤون الدولية .!!

والتساؤل الآن : لماذا حكام العرب وبعض دول العالم
يقولون دائماً لايمكننا مواجهة أمريكا أو رفض مطالبها
فالعين لا تستطيع مواجهة المخرز حسب مفهومهم
وقناعاتهم لكن الحقيقة أن كل الأنظمة العربية التي
تصرح عن قوة أمريكا وانه لا يمكن هزيمتها لأن قوتهم
وبقاءهم في الحكم مرتبط بالدعم الأمريكي لهم كونهم
أدوات عند أمريكا وينفذون أجندتها ومشاريعها وهي التي تحافظ على وجودهم .!!

ولكن ولباقي الشعوب التي تخشى من أمريكا ؟؟
لماذا كل هذا الخوف والضعف والجبن امام معادلة ليست بالصعبة أو المستحيلة والتجارب تثبت ذلك
إن هزيمة أمريكا في فيتنام وهروبها وانسحابها من بيروت وشواطىء لبنان هذه الدولة الصغيرة .
وهروبها من الصومال وقد تم سحل جنودها ..
وانسحابها من العراق سنة ٢٠١١ بعد مواجهة دامت لعدة سنوات مع المقاومة العراقية الباسلة التي أثبتت قوتها وشجاعتها على الأرض وأن صاحب الحق هو المنتصر .
ويعتبر انسحابها المذل من أفغانستان بعد سنوات طويلة من الحرب والإحتلال والمواجهة مع طالبان هو أحدث نماذج سقوط الردع الأمريكي في المنطقة .!!
وهي تخرج وتنسحب وتترك خلفها الفوضى والدمار
وتتخلى عن حلفاءها تتركهم لمصيرهم المحتوم .!!!
هذا ما ستفعله قريباً في المناطق الشرقية لسوريا التي احتلتها بمساعدة ميليشيا قسد الإنفصالية الكردية .
إن نظرية الضعفاء من العرب الذين صوروا لشعوبهم
بأن أمريكا البعبع والقوة التي لا يمكن مجابهتها
أو مواجهتها أو التصدي لمخططاتها وإن كسرها
مستحيل وانها القدر المحتوم.!!
هاهو محور المقاومة والانتصار الذي غير المعادلات في المنطقة ويتصدى لكل المخططات الأمريكية وتمكن من كسر هيبة أمريكا والكيان الصهيوني الغاصب لفلسطين العربية .
محور المقاومة الذي تدعمه الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومنذ أكثر من أربعين عاماً بعد نجاح الثورة الإسلامية في إيران وإغلاق القنصلية الإسرائيلية في طهران وتحويلها إلى سفارة لدولة فلسطين العربية .
إيران وحلفاءها تمكنوا من إفشال المشروع الأمريكي
في منطقتنا ( الشرق الأوسط الجديد ) ومازال محور
المقاومة يواجه ويتصدى لكل مشاريع أمريكا في المنطقة إن كان في سوريا أو العراق واليمن .
وما عملية طوفان الأقصى البطولية التي نفذتها الفصائل الفلسطينية المقاومة في غزة يوم السابع من أكتوبر إلا هزيمة أمريكية جديدة في المنطقة !!!
وزلزال كبير صدع وشوه صورة الجيش الذي لا يقهر
الذي تخافه كل الأنظمة العربية المطبعة .
ومازالت المعركة مستمرة بعد ثمانية أشهر ورغم التدمير الواسع والإجرام والدعم الأمريكي اللا محدود
والقتل والإبادة الجماعية بحق الأطفال والشعب الفلسطيني إلا أن الصمود والعزيمة التي تبديها المقاومة الفلسطينية مدعومة من محور الإنتصار فهي مستمرة
حتى هزيمة العدوان الصهيو أمريكي على غزة .
وماوحدة الساحات من جبهة لبنان المساندة والداعمة لغزة والعمليات البطولية التي ينفذها الجيش اليمني الباسل وحركة انصار الله في البحر الأحمر وخليج عدن والتطور الجديد في وصول عملياته إلى البحر الأبيض المتوسط وسوريا المساندة رغم جراحها وحصارها
وعمليات المقاومة العراقية الباسلة المساندة كذلك
إلا شاهداً على فشل الحرب الأمريكية الصهيونية على غزة وتقهقر وسقوط ما يسمى بالردع الأمريكي الصهيوني في المنطقة .
كل هذه العوامل والجبهات الخاسرة التي يفتحها الأمريكي كل فترة وآخرها في أوكرانيا وتايوان وغزة ماهي إلا الدليل القاطع على تراجع القوة والهيمنة الأمريكية في العالم وبعد فقدان الثقة بها من بعض العرب والدول .
وارتفاع الثقة لدى جمهور العرب بأن إسرائيل ومشروعها
وداعميها وحليفتها أمريكا باتت هزيمتهم قريبة وزوال
إسرائيل محتوم لأن الحق مهما طال سيعود لصاحبه
وما اخذ بالقوة لا يسترد بغيرها كما قال الراحل جمال عبد الناصر .
وكما قال الزعيم أنطون سعادة لأبناء حزبه وامته
إن فيكم قوة لو فعلت لغيرت وجه التاريخ !!!!
وقال أيضاً : مارسوا البطولة ولا تخافوا الحرب بل خافوا الفشل ..
الاعتماد والرهان سيكون على شعوب أمتنا الحرة والمقاومة التي تمتلك من العزيمة والوعي وهي التي ستتكفل بمواجهة كل مشاريع الاستكبار العالمي فهي تمتلك العقيدة اللازمة و قوة الإيمان والساعد والسيف الذي سيقطع كل الأيادي العابثة بأوطاننا وأمتنا ..
حسين المير
سوريا