الأيديولوجية اليهودية وأحتدام الصراع بين يهود الغرب ويهود الشرق..!
غيث العبيدي ||
بشكل عام أدرك الإسرائيليون بعد عملية طوفان الأقصى المباركة، أنهم مقبلين على هوة كبيرة، بين الشعب ونفسه من جانب، وبين الشعب والحكومة من جانب آخر، بحيث بات ”الفرد ضد الأسرة، والأسرة ضد نصف المجتمع، ونصف المجتمع الشرقي ضد نصفه الغربي، وكل المجتمع ضد الحكومة، والحكومة ضد نفسها“فيما يذهب بعض الخبراء والمحللين والستراتيجيين والدبلوماسيين، إلى أنهم انزلقوا فعلا ”بالترعة“ التي لايمكن الخلاص!! منها لأمتلاء جوف اغلب المتشددين، من الشعب والاحزاب والحكومة شرا مستطيرا، بحيث أصبح لايمكن الخلاص منهم أو السيطرة عليهم.
ويمكن أن نقول بأن عملية طوفان الأقصى، هي من جسدت وأبرزت مفاهيم الصراعات والنزاعات الداخلية الصهيونية بالصورة التي نراها اليوم، وهي التي حولت الأفكار والمشاعر وأخرجتها من قوقعتها لتصبح اشياء مادية ملموسة.
العلاقة بين اليهود الشرقيين واليهود الغربيين، وعلاقة كلاهما بالصهيونية، قائمة على ”انفصال وتواصل، وأقصاء وتكامل“ وبموجب الصهيونية، باعتبارها ”حركة قومية، عرقية، علمانية، صرفه“ على المرء أن يكون إما ملحد أو يهودي جيد، وهذا الأمر لا يروق لليهود المتدينين، سواء كانوا شرقيين ام غربيين، ويعتبر تهديد مباشر لهم، فيما اعتبر الغير متدينين من اليهود الغربيين، أنها الحركة
الوحيدة التي تحافظ على وجودهم، من خلال استأثارهم بعالم اليهود العلماني في كامل اسرائيل، واقصاء العلمانيين الشرقيين منه، لذلك اعتبرت في الأوساط الشعبية اليهودية، أن الصهيونية موجهة ضد الدين من جانب، وضد اليهود الشرقيين من جانب آخر!!
وعليه يمكن الاستنتاج بأن العلاقة بين الثالوث اعلاه، علاقة استفزازية ومعقدة، كانت سابقا سرية وبعد طوفان الأقصى أصبحت علنية، لأسباب تتعلق بالصورة المتوحشة التى أظهرتهم بها الصهيونية أمام العالم أجمع، ليكون هذا الصراع قائم أما ”ببتر الصهيونية أو من يمثلها وضمان استمرارية إسرائيل“ أو ”بقائها وزوال اسرائيل“
وبكيف الله.