خطورة إيقاظ الغرائز..!
د.أمل الأسدي ||
أود التحدث ومن دون مقدمة أو تعريف عن ظاهرة نشر المقاطع الفيديوية للشبان والشابات والأطفال،فلا أفهم ولا أصدق كيف يسمح الأهل لبناتهم أن يصورن أنفسهن في مقاطع فيديو ومعها مقطع من الأغاني الهابطة المثيرة!!
ما معنی أن تفرح الأم أو يسعد الأب وهو يری ابنته تنشر يومياتها مع مقطع من اغنية يقول:
لذة الحب بحضنتك؟؟
ويقول: اختصار الكون كله بلمسة ايدك
وانت صدگي والباقي چذبه
انت روتيني الاحبه
الف مرة مستعد حبك اجربه!
ماذا جری لهذه العوائل؟ أي نوع من الأمهات نشاهد؟
كيف لا تخاف الأم علی ابنتها وهي تفجر غرائزها وتوقظها مبكرا، وتحثها علی الفجور؟
تدربها علی أن هوی الإنسان وغريزته هي الأهم وهي الروتين الطبيعي اليومي؟!!
ماذا يجري؟ أين الأخلاق في حياتنا؟أين هويتنا الإسلامية؟
أين عراقيتنا وبيئتنا التي ننتمي إليها؟
ولعل أحدهم يقول: منذ القدم؛ كان هناك أشعار غزل صريح وقصص وروايات، فنقول له: إن القراءة فعل واع نخبوي، القراءة تثقيف وتهذيب، بخلاف ما نشاهده اليوم من إثارة غرائز المراهقين!
فمن جهة؛ إعلانات النوادي الليلية معروضة وبلا حساب او رقابة، ومشاهد فاضحة ومخزية، ومن جهة أخری العوائل تركت أبناءها للجوال والبرامج، ويری الأبناء ما يريدونه وفي أي وقت!!
ومن جهة ثالثة غياب المركزية التربوية الموجهة للمجتمع، ومن جهة رابعة؛ الدولة وأجهزتها لاتسيطر علی الواقع، بل لا تستطيع أن تضع شكلا وتعريفا جامعا مانعا للفعل الأخلاقي والفعل اللا أخلاقي؛ لهذا أصبحت مظاهر الفساد والفحش والشذوذ تتلبس بلبوس المهرجانات الرسمية المدعومة من الدولة أو التي تقيمها الدولة!!
الآن من يسيطر علی هذه الأجيال بغرائزها المُثارة؟
من يحميها؟
أين الإسلام في حياتنا؟ أين حرصه علی حماية الأطفال من تفجير الغرائز؟ ألم تسمع العوائل الكريمة بقوله تعالی:((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلاةِ الْعِشَاء ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ۞وَإِذَا بَلَغَ الأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ))
ألم يتوقفوا عند هذه التربية والتهذيب؟
ألم يفهموا معنی حماية الأطفال وصيانتهم من أن يروا ما يفجّر غرائزهم مبكرا؟
إن الله تعالی خلق الإنسان وفطره فطرةً سلمية، أي خلقه صالحا، متوجها نحو الخير والقيم الأخلاقية وعبادة الله تعالی، أما الغرائز فهي محركات السلوك نحو فعل معين، ومن ذلك الغريزة الجنسية، وهذه الغرائز يضبطها العقل ويتحكم في حركتها ، فإن الله تعالی تعبّد الإنسان بعقله!
فكيف نعرّض الأطفال والمراهقين إلی محركات غريزية هائلة ومباشرة وهم لم يبلغوا سن الرشد ليستعينوا بعقولهم، أو ليواجهوا هوی النفس ويكبحوا جماحه؟
من يتحمل المسؤولية؟
وماذا أصاب الناس؟ كيف تسمح الأم لابنتها أن تنشر يومياتها علنا وتضع معها الأغاني كي تزيد الإثارة؟
كيف تنام الأم وفيديو ابنتها تشاهده العيون؟ هل أفرحتها التعليقات؟ فرحت أن ابنتها يقال لها:
ايتگلب حگه يتگلب
يگلبي اشتعل غاليه
أين عاداتنا وتقاليدنا؟ أين أمثالنا الشعبية التي تحث علی الالتزام والأخلاق؟
أين ذهبت الغيرة؟
من المسؤول عن تشويه صورة المرأة العراقية؟
ـــــــــــــــــــ