اين انتم من الرئيس الخدوم يا مسؤولينا؟!
عدنان جواد ||
الرئيس الخدوم كما وصفه الامام الخامنئي (حفظه الله)، بالعالم المجاهد الشعبي الكفوء والدؤوب خادم الامام الرضا (عليه السلام)، وهو الرئيس الثامن للجمهورية الاسلامية الايرانية، وكان احد الشخصيات المقربة من المرشد الاعلى والمرشحة لخلافته، وهو قاض وسياسي ورجل دين يحمل درجة الدكتوراه في الفقه الاسلامي والقانون القضائي، وفي فترة توليه السلطة القضائية في 2019رفع شعار محاكمة المفسدين، وحقق مع الكثير من السياسيين الكبار، رفض ربط التفاوض في الملف النووي مع ملف الصواريخ وقال انه غير قابل للتفاوض، وحذر من التفاوض بالشأن النووي على حساب المصالح الوطنية، اهتم بالعلاقات مع الدول المجاورة ودول الشرق بالذات في فترة رئاسته، فزار الصين والباكستان والسعودية، ساهم في دخول ايران في المنظمات الدولية كشنكاهي وبريكس وغيرها، وصرف جله وقته لخدمة الناس في الداخل ترك الجلوس على كرسي السلطة فكان ينفذ منهج الامام علي (عليه السلام) قولا وفعلا سكن في منزل مساحته(140 م) بسيط ومتواضع لا يملك قصور ولا فلل ولا اموال ، وكان دائما يتمنى الشهادة في سبيل الله فنالها، امتاز بالتواضع والخدمة والبساطة ومحبة الناس وخاصة الفقراء، فكان قدوة في العمل والخدمة، ورغم كل حملات التسقيط والدعايات الاعلامية وصرف مليارات الدولارات من قبل الاعداء، والاغتيالات والترهيب والترغيب والحصار القاتل، بان النظام الايراني ذاهب الى الزوال، وان الشعب الايراني سوف يسقط نظامه، وانه غير راضي عن قيادته لأنها تصرف الاموال على محور المقاومة وتضحي بقادتها العسكريين في سوريا والعراق ومن اجل فلسطين التي تركها العرب وهم اولياء الدم والاخوة، وتاركة الشعب الايراني يعاني الحاجة، وتضيق على الحريات الشخصية وفرض لبس الحجاب على النساء، والإساءة للأقليات وغيرها، حتى ان بعض المحللين وخاصة العرب منهم في قنوات العربية وجماعتها قالوا ان التشييع لجثامين الشهداء سوف يكون متواضعاً، فكانت المفاجئة للتشييع المليوني بكل اطياف الشعب وبجميع فئاته وقومياته من الاطفال الى النساء الى الشباب الى كبار السن وهم يبكون بدل الدموع دماً، الامر الذي ضرب كل التكهنات بان النظام ضعفت شعبيته، وظنوا ان بفقدان الرئيس ورفقاه سوف تضعف الجمهورية الاسلامية في ايران، بالعكس زاد تلاحمهم، وهم يعيشون في دولة قوية ومتماسكة، ولديهم دستور يعالج كل شيء، ولا يوجد اي فراغ دستوري ، فالدولة دولة مؤسسات ويوجد على راسها قائد شجاع.
اما عندنا اذا دعاهم فقير صدوا وجوههم عنه، واذا دعاهم غني ذهبوا اليه، يدعون انهم يسيرون على منهج الامام علي عليه السلام ولكن في القول فقط، فبالفعل يمارسون بالضد منها حتى ان المرجعية اغلقت ابوابها بوجوههم لأنها فقدت الامل بصلاحهم، خطاهم عالية مستعلية، مواكبهم ضخمة يجوبون المدن المهمة كأمراء وحكام طغاة وليس كخدم كما هو المطلوب في النظام الديمقراطي والاسلامي الذي يدعون الانتماء اليه، تبدا من رؤساء الحكومات ووزرائها الى اعضاء البرلمان ومجالس المحافظات ومحافظيها، يتقاسمون الغنائم على الاماكن المهمة والاراضي الخصبة، وفي مناطق راقية ومتميزة فيمنحونها لأنفسهم وفق مبدا(الحاكم يوزع لنفسه)، وما شاهدناه مؤخراً من كتاب لمجلس المحافظة في بغداد يطلب تخصيص قطع اراضي مميزة لأعضائه، نتساءل اين مؤسسات الدولة وقوانينها؟ وهناك جهات فوق القانون وفوق الدولة، تقسم الاراضي وتستحوذ عليها بالقوة مرة ، واخرى بالحيل القانونية والالتفاف على الانظمة والتعليمات، فيكون الضغط والابتزاز وفرض الارادات، فيتحول كل شيء الى خراب وتعم الفوضى وتبدد الثروات ويعم الفساد، حتى انه صار ثقافة وشطارة وذكاء، ومع الاسف صار المجتمع ينظر الى السارق (الحجي) بالرجل المحترم يوسع له المكان وتأخذ له التحايا، برغم علمهم بفساده، فهذه مدن الجنوب تنهب ثرواتها جهاراً نهاراً، لتذهب لتمويل محافظات اخرى وعصابات الجريمة وهم يعانون، ومع الاسف هم جيوش تهتف لهذا وتقدس ذاك من دون ان تنظر الى ناسها وحالها ومدنها وشوارعها، فاين انتم من هذا الرئيس الخدوم، ولماذا لا تسألون انفسكم عن المليارات التي تمتلكون؟!، وعن القصور والفلل التي تسكنون، وهناك الملايين تسكن من شعبكم الحواسم والتجاوز وبعضهم في بضع امتار يتكدسون، كما في مدن شرق القناة ، الا تنظرون الى مصيركم بعد الموت وكيف سيكون وقوفكم امام الله، ومن سيخرج الى تشيعكم ، وحتى لو تم تشيعكم من اجل المجاملة فسوف يلعنكم اغلب من يسير خلف جنائزكم لأنكم لم تعطون كل صاحب حق حقه، ومنحتموها لحواشيكم وتقاسمتموها فيما بينكم، ونحن ننظر بأمل ضعيف في رئيس الوزراء الحالي محمـد شياع السوداني بان يسير بخطا الرئيس رئيسي فيحبه شعبه ويكسب رضا الله، يحارب الفاسدون بصدق وبدون مجاملة ويوفر السكن الكريم ويقدم الخدمة لجميع افراد الشعب وان توزع التعينات حسب الكفاءة والقدرة، وترك التعينات بتوزيع الوزارات المهمة بين الاحزاب وترك الشباب ابناء الفقراء للبطالة والمخدرات والضياع فاين العدالة والمساواة في توزيع الثروات.