سياسة ايران تجاه العراق بعد الرئيس رئيسي..!
أ. د. جاسم يونس الحريري ||
تعتبر ايران دولة تحكمها المؤسسات وغياب رئيس الدولة لن يترك أثراً سلبياً على سير الأمور، خصوصاً وأن السياسة الإيرانية الخارجية لا ترتبط بشخص الرئيس بل يحدّدها المرشد الأعلى لان السيد خامنئي مصمم على ضمان وجود مؤسسات وأشخاص مناسبين في الأماكن المناسبة، أن المرحلة التالية لرئيسي لن تتغير على الإطلاق فيما يتعلق بالنهج الذي تسلكه القيادة الإيرانية تجاه العراق خاصة في وقت تشهد فيه المنطقة صراعات محتدمة، أن طبيعة النظام السياسي في إيران والذي تعود فيه الكلمة الفصل إلى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية يجعل من الرئيس وطاقمه مجرد منفذين لسياسات الدولة ومن ثم أن من سيخلف رئيسي سيمضي على نهجه بالتأكيد. وقال القائم بأعمال الرئيس الإيراني “محمد مخبر”، “إن طهران ستواصل سياسة الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي بشأن العراق بكامل القوة”.
القائم بأعمال الرئيس عن دور رئيسي في تعزيز محور المقاومة وتعطيل معادلات القوة في العالم ودحر الهيمنة الأمريكية والكيان الصهيوني، خاصة خلال جرائم “إسرائيل” في غزة. أن ايران سوف تبقي علاقاتها مع العراق بشكل استراتيجي حتى بعد الرئيس رئيسي لان للبلدين لهما مصالح سياسية واقتصادية وحتى عسكرية ناهيك أن ايران والعراق من أهم العناصر في محور المقاومة تجاه كل المخططات الاسرائيلية والامريكية التي تنال من امن المنطقة واستقرارها ولنا أمثلة حية وشواهد كثيرة على ذلك حيث أكد المرشد الإيراني “علي خامنئي” استمرار «العلاقات الوثيقة» بين بلاده والعراق، خلال استقباله رئيس الحكومة محمد شياع السوداني الذي وصل طهران لتقديم التعازي بوفاة الرئيس إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته حسين أمير عبداللهيان ومسؤولين آخرين.
واستقبل خامنئي السوداني في مقر إقامته بطهران، وكان إلى جانبه الرئيس المكلف “محمد مخبر”، وقال إن الأخير «سيواصل مسيرة التعاون مع الحكومة العراقية» وتابع “لقد فقدنا شخصية متميزة، لقد كان الرئيس أخا طيبا للغاية ومسؤولا كفؤا ومخلصا وجديا”. مضيفا “وفق الدستور تقع على محمد مخبر مسؤولية كبيرة وسيواصل مسيرة التعاون مع الحكومة العراقية”.. وقال السوداني، وفقاً لبيان حكومي، إن «إبراهيم رئيسي قدّم خدمات ملموسة لتحقيق الاستقرار الإقليمي ورحيله خسارة للمنطقة وليس لإيران فقط».
وأضاف السوداني: «العراق لم يرَ سوى الصدق والإخلاص والعمل والخدمة من الرئيس الإيراني الراحل». ومن المؤمل استمرار ايران بفتح حدودها للمسافرين العراقيين للسياحة او العلاج او الزيارات الدينية للمقامات الشيعية فيها. وقد جعلت هذه السياسة ايران وجهة مفضلة للمسافرين العراقيين.
وبالاضافة الى ذلك، فانه بينما واصلت الدول الاخرى زيادة صعوبات الحصول على التأشيرات للعراقيين، فان ايران وقعت اتفاقية مع العراق لتسهيل التأشيرات. وكشفت شبكة “ذا نيو اراب”، يوم الثلاثاء الموافق (21 آيار 2024)، عن تبعات مصرع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ووزير خارجيته امير عبد الهيان على العلاقات الإيرانية العراقية، إن “العلاقات الإيرانية العراقية متعددة الاشكال، حيث تملك ايران اكثر من جهة تعمل على الملف العراقي لأهميته للحكومة الإيرانية”، موضحة، أن “التوقعات تشير الى أن مصرع رئيسي وعبد اللهيان لن تؤثر بشكل كبير على العلاقات العراقية الإيرانية خلال مرحلة الخمسين يوماً المقبلة، حيث سيكون تأثيرها طفيفا”. الشبكة اشارت أيضا الى أن “العلاقات العراقية الإيرانية وعلى الرغم من ثباتها النسبي، الا انها ما تزال خاضعة للسياسة الخارجية التي تضعها الحكومة الإيرانية والتي (قد تتغير) بمجيء رئيس ووزير خارجية جديدين الى السلطة عقب الانتخابات”.
بروفيسور العلوم السياسية والعلاقات الدولية
[email protected]