الاثنين - 14 اكتوبر 2024

ما وراء الأحداث المتصاعدة..المآلات والتداعيات الخطيرة..!

الاثنين - 14 اكتوبر 2024

عبد الجبار الغراب ||

تتسارع مجمل الأحداث الجارية وتتصاعد حدتها في المنطقة عمومآ جراء إستمرار الحرب الإجرامية الوحشية التي يشنها كيان الإحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة ولثمانية أشهر متتالية في إخراجها لكل السيناريوهات الممكنة وبكافة الخيارات اللازمة التي تمتلكها جبهات الإسناد الداعمة للقضية الفلسطينية، والتي قد تتدحرج فيها الأمور الى نطاقات واسعة لم يكن يرجوا حدوثها الأمريكان طالما وأستمر جيش الكيان بإرتكابه للمجازر الوحشية بحق سكان قطاع غزة ومنطقة رفح بالتحديد والتي تأوي أكثر من مليون ونصف نازح فلسطيني هجرهم الإحتلال من مناطق عدة في شمال ووسط وجنوب القطاع، وعدم التزامه بقرار محكمة العدل الدولية بإيقافه للعمليات العسكرية في رفح، فكان لفضاعة المجزرة المروعة التي إرتكابها الكيان في مخيم المواصي برفح الذي يأوي النازحين وبصورة وحشية تم إحراق كل المخيم وإستشهاد العشرات اغلبهم من الأطفال والنساء وإصابة المئات من الجرحى، لتتصاعد شدة الإدانات من قبل كل المؤسسات الدولية وتلك الادانة التي وجهها مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوربي وطلبه لإسرائيل بتنفيذ قرار المحكمة الدولية، لتتطور مستويات ردود الأفعال ومن عدة مسارات مختلفة وتنكشف معها خبايا هي في الأصل واضحة فلا كان للرصيف البحري الذي أنشاته أمريكا قبالة ساحل غزة فعاليته لإدخال المساعدات الى القطاع والذي تم إعلان افتتاحه في يوم سيطرة الصهاينة على معبر رفح، لتؤكد كل الدلائل الكاملة صوابية التوقعات ومنها ما صرح وتكلم به السيد القائد عبدالملك الحوثي ان الأمريكان غرضهم انشاء قاعدة عسكرية بدواعي إنسانية كشفتها الأحداث وبينتها يوم سيطرة الصهاينة على معبر رفح، ليتضح التسيق التام بين الصهاينة والأمريكان على احتلال معبر رفح واستبدال كل المعابر بالرصيف البحري وهذا ما تم فشله وعجزة بعدم تلبية هذا الرصيف لإدخال المساعدات لسكان القطاع.
الاستهداف الممنهج لجيش الكيان والذي يأخذ طابع الانتقام المتعمد، والاستمرار على نهجه الدائم في إرتكابه لكل أنواع وأبشع المجازر، وضربه لكل القرارات الدولية بعرض الحائط، وعدم تجاوبه واستخدامه للأساليب والمرواغات لكل ما قدمه الوسطاء من حلول وخلاصات ونتائج، والذي تم قبوله موخرآ من جانب فصائل المقاومة الفلسطينية قد تفضي الى اتفاق بين الخصوم تهرب منه الكيان وافشل بذلك المفاوضات، وإصراره الواضح لممارسة المزيد من الإبادة الجماعية بحق الفلسطينين رغم كل التحذيرات الدولية والمصرية بوجه الخصوص كبلد جوار من مغبة الإقدام العسكري لإجتياح مدينة رفح، وأكاذيبهم المتفقين بها مع الأمريكان بعملية محدودة وغير واسعة لمنطقة رفح التي نزح اليها اكثر من مليون ونصف من السكان: كل هذه لها مآلاتها الكبرى لتوسع دائرة الصراع وانتقاله لمواجهات طالما تهرب منها الأمريكان، وهذا ما اوضحته وكشفته مجددآ الأساليب والمغالطات الامريكية في استخدامها للضغوطات على الكيان الإسرائيلي من خلال إجراءاتها الكاذبة في تجميدها لصفقات أسلحة للصهاينة اذا ما اقدم على عملية عسكرية في رفح، لتنكشف وبسرعة اكاذيب الأمريكان المستمرة في موافقة الكونغرس بالسماح بوصول المساعدات العسكرية لجيش الإحتلال الصهيوني.
ما وراء هذه الأحداث المتصاعدة في المنطقة والتي أقدم عليها الاحتلال الإسرائيلي بإرتكابه للمجزرة الوحشية بمدينة رفح واستهدافه المباشر لمخيم النازحين مخلفآ عشرات الشهداء اغلبهم من الأطفال والنساء ومئات الجرحى تداعياتها الخطيرة فقد اظهرت وبشكلها السريع مد جهوزية الأفعال اليمنية في استهدافها لعدد من السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر والمحيط الهندي ومدمرتيين امريكيتين ردآ على استمرار مجازر كيان الإحتلال الوحشية والجبانة، وبها أعطت العمليات اليمنية ابعادها التاكيدية لقدراتها القادمة لإحداث عمليات تصعدية اكبر قد تتجاوز المعقول والتي قد حذرت منه القيادة اليمنية انه لا خطوط حمراء في ذلك، وقد يكون للإعلان عن الجولة الخامسة وقتها للدخول اذا ما إستدعت الأمور وتصاعدت حدة العدوان الإسرائيلي في إرتكابه للمزيد من المجازر بحق السكان بقطاع غزة، أو أن مسارات المفاوضات والمناقشات الحالية في باريس قد تأخذ قبولها لاتفاق يقبله الفلسطينين ويوقف بموجبها الكيان الحرب.
المآلات والتداعيات كثيرة والتي أسفرت عنها الأحداث الأخيرة لتتوتر العلاقات المصرية والاسرائيلية خصوصآ بعد إحتلال الكيان لمعبر رفح الفلسطيني والذي يعتبر تجاوزآ صريحآ لمعاهدة السلام الموقعة مع الجانب المصري عام 1979 وملحقها الأمني عام 2005 والذي لا يسمح بأي تواجد صهيوني مهما كان بمعبر رفح، مرورآ بسيطرة الكيان على محور فيلادليفا، وهذا ما سيخلق تداعياته القادمة لتصاعد حدة الخلاقات بين الجانبين مالم يكون للنظرة المصرية بقائها للمحافظة على دورها كوسيط لخلق وحل الكثير من المعضلات، وللأيام القليلة القادمة كشفها للكثير، فالقوة ولا سواها هي الفاصلة لإركاع الصهاينة والأمريكان ولكم من أهل الإيمان والحكمة عبرة يا اولي الألباب.