من منهج محمد وشجاعة علي كان حصنا الهياً..!
رسول حسين ||
من منهج محمد وشجاعة علي كان حصنا الهياً ورجلاً فدائياً
الامام الراحل روح الله الخميني قدس سره الشريف
عندما نتحدث عن شخصية ونهج الامام الخميني قدس سره الشريف هو نفس الحديث عن الإسلام الرسالي والتدين الواقعي والشخصية المثالية و النموذجية التي تبلور فيها منهج الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، كانت شخصية الأمام مرآة انعكست فيها كل المقومات العلمية والعملية للإنسان الذي يصدق عليه انه الإيمان الناطق .
كان الامام فقيه ومحدث ومفسر من الطراز الأول ، وفيلسوف ومتكلم وعارف من الطراز الأول ، وسياسي وقائد وثائر ورجل دولة من الطراز الأول ، وقد اصطبغت حياته المباركة كلها بالصبغة العرفانية الصافية المعين والصادقة في القول والفعل وكانت تلك الخصائص التي امتلكها الإمام الخميني قدس سره الشريف لها تأثير واضح في منهجه الفكري والعملي ، فاتصف بالدقة العلمية والدينية والعمق والسعة والقوة والإحكام ، وأورثت الاطمئنان لدى الواردين لحياضه الصافية في الفكر والعمل .
تجلت في شخصية الامام الراحل كل صفات الإنسان المثالي الذي بدأ حياته بالعلم والتقوى والإيمان والعمل الجاد والدؤوب ، فلم يخف في الله لومة لائم ، ولم تمنعه كل الحواجز المادية والدنيوية عن أن يجسد الحقائق الإسلامية الأصيلة فهو بالتأكيد يمثل منهج الرسول الاكرم ويستمد من تلك الشخصية العظيمة كل الصفات المذكورة اعلاه ، والحديث عن منهج وشخصية الامام له اهمية خاصة لأنها تشكل الملاك والمعيار الواقعي للإنسان المستقيم وللشخصية الصالحة ، وعلى كل فإن بعض العلماء يرى أن الخصائص الذي اجتمعت في شخصية الإمام الخميني قدس سره الشريف لـم تجتمع في إنسان غيره في عصر الغيبة الكبرى ، لـهذا تم وصفه في اكثر من موقع بأنه أعظم إنسان في عصر الغيبة الكبرى .
عندما نقول بأن منهج الامام الراحل مستمد من منهج الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، لأنه مبني على أساس التوحيد الذي جاء في الرسالة المحمدية فكانت عقيدة التوحيد عند الامام الخميني هي التي تحكم فكره ومشاعره وسلوكه ومواقفه ، ويرى الواقع وجميع شؤون الحياة على أساسها ، ويسعى لصياغة الواقع كله على أضوائها القدسية النيرة ، وذلك بالتأكيد وفق أحكام الشريعة الإسلامية مع الاخذ بعين الاعتبار خصائص الزمان والمكان والموضوع والأبعاد الشمولية للدين على كافة الأصعدة والمستويات ، وأن من أهم ما جاء في منهج الامام الخميني قدس سره الشريف هوه الواقعية والشمولية ، حيث مهدت هذه الخاصية الطريق لطرح الإسلام باعتباره حضارة راقية عملت على إشاعة الوعي والتقدم والصحوة في المجتمع الإسلامي. لقد اهتم الإمام بقضايا العالم الإسلامي وعالجها بواقعية، وكشف عن الخطوط المقابلة لهذا التوجه، فترك تأثيرا كبيرا على الشعوب الإسلامية .
وبالحديث عن شجاعة الامام الخميني قدس سره الشريف فهو يستمد تلك الشجاعة من جده الامام علي عليه السلام وكما يتم وصف شجاعة أمير المؤمنين بأنها كالشمس في رابعة النهار ، فأن شجاعة الأمام الخميني كانت نادرة قل مثيلها لما یمتلكه من الجرأة الكافیة و الشهامة القویة فهو لم يعرف الخوف طوال حياته ، أن صلابة الامام الخميني الراحل كانت نتيجة للايمان والمعرفة التي اودعها الله في قلبه ، فقد أيقظت شجاعة الامام مشروع الجهاد ضد الاستكبار والطواغيت من سباته العميق ومعه تعرفنا الى الوجه الأصيل للاسلام ، الإسلام المقاوم والمدافع عن حقوق الشعوب في تقرير مصيرها ، الإسلام الذي يرفض الذل والمهانة من أي جهة جاءت وفي أي زي تزيت .
كان الامام هماما مقداما ، بطلا ضرغاما ، صاحب العزم الراسخ ، لايُجارى في بطولته ورجولته ، جرأة وحماسة وبسالة ، حيرت الدنيا ، إذ لم تُبصر مثيلا له في وقتها المعاصر ، فهو من الأشخاص المعدودين الذين وقفوا في وجه الطاغوت بهذا الشكل فاستطاع أن يحطم الأصنام والانظمة الظالمة وأزال عقائد الشرك وأفهم الجميع ان صيرورة الانسان إنسانا حرا ليست أسطورة و أفهم الشعوب أن الاقتدار وكسر قيد الأسر وتوجيه ضربة الى المتسلطين هي أمور ممكنة ، أن الامام الخميني حالة فريدة في المرجعيات الشيعية والقيادات الإسلامية ، فلم يشهد تاريخنا الإسلامي المعاصر شخصية مثله ، امتلكت الشجاعة والإصرار على المواصلة والتحدي رغم كل التحديات والظروف ، من أجل تحقيق هدف الإسلام في إقامة حكم الله في الأرض .
و على مستوى الرؤية كانت رؤية الامام الخميني واضحة لحقيقة الصراع مع الاستكبار منذ الأيام الأولى ، كما تميز القائد بقدرته على التنبؤ بالمستقبل ، وهذا ما أثبتته لا سيما في القضية الأولى التي تهم إيران والعالم ، وهي قضية الملف النووي ورؤيته لهذه القضية المركزية واخباره مسبقا بمستقبل هذا الملف الخطير ، كان الإمام الخميني واضحاً و زعيما لكل أبناء الأمة الإسلامية ، وقف طوال حياته أمام الأعداء ، ولم يبال بأي شيء سوى الإسلام ، فكان يقود سفينة المستضعفين في العالم في أصعب مهاوي ومزالق المتغيرات الدولية ولا يعبأ بعواصف التهديدات وأنواء التهويلات وهو في غاية الطمأنينة .
وهنا أرغب في الإشارة إلى نقطة في غاية الأهمية أن الإمام الخميني قدس سره الشريف تميز في منهجه ونجح في تهذيب نفسه وبناء شخصيته الاستثنائية ومواجهة التحديات والصعوبات التي واجهته في الحياة على كافة الأصعدة والمستويات ، ونجح في قهر الطغاة وإسقاطهم ، وإقامة دولة الإسلام ، ومواجهة جميع قوى الاستكبار وفي مقدمتها أمريكا الشيطان الدموي الوقح ، ونجح في تغيير المعادلات الدولية وقلب موازين القوى على الساحة الدولية والإقليمية ، وأعاد للإسلام مجده الغابر وللمسلمين ثقتهم بأنفسهم وبدينهم ، وأصبح رمزا وقدوة حسنة للمجاهدين الأبطال يستلهمون من أقواله وأفعاله الصدق والإخلاص في المقاومة والتضحية والفداء .