الاثنين - 14 اكتوبر 2024

كربلاء تعود؛ والعرب اما قاتل او بين القعود..!

منذ 5 أشهر
الاثنين - 14 اكتوبر 2024

عدنان جواد ||

الحقيقة ان واقعة كربلاء تمثل الحق واهله والباطل في المقابل واهله، وهي مثلت القلة القليلة التي تعرف الحق وماهي مخاطر السير في طريقه الموحش لقلة سالكيه، من محاضرة سمعتها لسماحة السيد حسن نصر الله (حفظه الله)اخذ مضمون مقالتي، فيقول اننا مسؤولون امام الله تعالى، وربما يقول البعض انني اصوم واصلي وادي الخمس والزكاة والدعاء والحج، وهذا يكفي لأني اؤدي واجباتي الدينية تجاه الله، ويهمل القضايا العامة في بلده ومدينته ووطنه وامته، وهو ما يرتب مسؤوليات كبيرة وخطيرة، فنحن نقول في زيارة الامام الحسين عليه السلام: لعن الله امة قتلتك، وخذلتك وامة سمعت بذلك فرضيت به، والامة معناها جماعة من الناس، وان عدم نصرة اهل الحق والرضا بما يتعرضون له هو هذا حال المشاركين في قتل الامام الحسين(عليه السلام)، ومن يقبل الحق ويعمل به هم اصحاب الحسين ، الذين يحكمون لأنفسهم مثل ما يحكمون للناس، والذي قد يكلفك نفسك ومالك وعيالك، وما يصاحبها من صبر والعمل بالحق، وكما حصل في كربلاء تتحمل كل الافتراءات والعدوان الجسدي والمعنوي، لان طريق الحق شاق وصعب ومكلف، لكن من يكن مع الله يكون الله معه وناصره وكفيلة ومعينة، وهذا يترتب عليه قوة معنوية وصلابة وشجاعة وامل، وهذا ما يتمتع به اصحاب الامام الحسين، لذلك ينهزم امامهم جيش الدنيا ، مثل ما يحدث اليوم انهزام جيش نتن ياهو ام المجاهدين في غزة ولبنان، البعض يلتحقون بالحق ومسيرة الحق ولكن يضعفون ويسقطون وينحرفون في وسط المسير، والبعض لا يملك طريق المواجهة فينهزم، والبعض تقبل عليه الدنيا بمزاياها من مناصب وثروات واموال فيسقطون مع حبائل الشيطان، وكما كان مصير كبار القادة في جيش عمر بن سعد كانوا قبل(21) سنة مع الامام علي (عليه السلام) في معركة صفين، صاروا يحملون السيف لقتل ابن امامهم الذين كانوا يقاتلون تحت رايته!، بدافع الضغينة والحقد والعصبية، وكم اخذت منا هذه الضغينة والحقد والعصبية من اطفال وشباب ونساء في سوريا والعراق واليمن ، قتلهم من يدعي الجهاد في سبيل الله، القاعدة وبعدها داعش واليوم صمتوا بعد ان ظهر الحق واهله لانهم مع الباطل.
لفت انتباهي لافته كاتبتها متظاهرة بريطانية كاتبة عليها يا مسلمي العالم: قادتكم كلاب الصهاينة، سمحوا لأسيادهم بتجويع وذبح اخوانكم الفلسطينيين، دافعوا عن اخوانكم، صدقت تلك الفتاة وقالت الحقيقة التي عجزت الشعوب العربية المدجنة من قولها، اليوم جيش يزيد ومعاوية والنازية الجديدة، ومع الاسف العرب يقتل اشقائهم وهم يعيشون في فرح وكيف وتشفي بأبناء جلدتهم، وذلك لان حماس تمردت على من يقتل ابنائهم ويشردهم ويسجنهم ويذلهم يومياً ومنذ (75) سنة، ومع الاسف اكبر دولتين عربيتين السعودية ومصر تتفق مع حكومة اسرائيل بقتل اهل غزة وحماس بالذات، وكل هم تلك الحكومات البقاء في السلطة والتطبيع بعد ذلك، والاشد قسوة ومذلة وظلماً ان يقفون مع الظالم، فيمنعون المساعدات في الوصول لغزة، ويسقطون الصواريخ والمسيرات التي تنطلق من العراق واليمن كم تفعل الاردن، واخيرا مجازر المخيمات التي تذكرنا بمخيمات عائلة الحسين التي احرقها جيش عمر بن سعد ، وكأن كربلاء تتكرر مرة اخرى، ومع الاسف تنادي الدول الاجنبية اسبانيا وايرلندا بالوقف الفوري للقتال والاعتراف بفلسطين كدولة بينما يغمض العرب اعينهم ويغطون رؤوسهم في الرمال وبعضهم يشارك في القتل، وسقطت الاقنعة عن الدول التي تدعي الديمقراطية وحقوق الانسان واحترام القوانين والشرعية الدولية، فهي ترى القاتل لحظة بلحظة وتزوده بأسلحة القتل وتدعمه بالإعلام، وتمنع عنه اي عقوبة او ادانة في مجلس الامن ، والعرب بين مشارك في القتل وبين متخاذل وبين متفرج قاعد، يحكمون بالإعدام على العلماء والمصلحين في السعودية والبحرين، وذبحوا ابناء العراق وسوريا بحجة الجهاد ضد الرافضة والحفاظ على حقوق السنة، واليوم اين انتم من اهل السنة في غزة وليس بينكم وبينهم الا امتار فمالذي يمنعكم من نصرة اهل السنة فان لم تنصروهم فانتم مشاركين في قتلهم ؟!!