السعودية ضد السعودية وال سعود ضد الدين، موجات التغريب والتطبيع مع الإلحاد..!
غيث العبيدي ||
تعتبر السعودية الثالثة ”المملكة الحالية“ وريثة الدولتين السعوديتين الأولى والثانية، حيث يتصدر مشاهدها السياسية والدينية والاجتماعية، عائلتان بارزتان هما.. عائلة ال سعود «أبناء وأحفاد الملك عبدالعزيز مؤسس الدولة الحالية» وعائلة ال الشيخ «احفاد المتمشيخ محمد بن عبد الوهاب» وعملتا بالاتفاق على تقاسم الحكم فيما بينهما، للأل سعود “الحكم السياسي المطلق“ وللأل الشيخ ”الشؤون الدينية والاجتماعية“ وتكريس الدعم الملموس فيما بين الطرفين، لتجسيد مفهوم الدولة السعودية، وهويتها السياسية والدينية، وتحديد أهدافها ومهامها، حسب ميول ورغبات العائلتان اعلاه، ليستمر هذا الالتزام قائم والى هذه اللحظة.
ومع أن السعودية بشقيها السياسي والديني، تعد ”الخارطة المستقبلية“ لعموم الاسلام الأموي والعباسي، فهي التراث الحقيقي لقواعدهم ومعتقداتهم وعاداتهم ومبادئهم ! الا أنها في عهد صبي ال سعود ”محمد بن سلمان“ بدأت تهتم بأقبح انواع الثقافات الغربية، لتكون دين الدولة الجديد !! ولتصبح السعودية تحت توصيات ”صبي المملكة“ الجزء الغربي الشاذ من كوكب الارض في الوطن العربي، معتقدا بأن الانقلاب على كل ماهو سائد سابقا، هي ظاهرة تفوق وحالة استعلاء، ستمنح الدولة وتمنحه شخصيا إمكانات القوة، وستفتح له ابواب السيطرة المطلقة والهيمنة التامة، وستسوغ له
ممارسات أخرى بلا حسيب ولا رقيب ليكون ”السعودي الاستثنائي“ والعلامة الفارقة وصاحب المهارات الذي استطاع أن يضع نفسه وبلاده في القمة.
وفي ظل التقلبات الاجتماعية والدينية الصادمة التي تشهدها السعودية في عهد ”صبي المملكة“
محمد بن سلمان، المياه الفيروزية، الرمال البيضاء، الشواطئ الموحدة، الانوار الراقصة، الخمور والمسكرات، حفلات الغناء وعروض الأزياء، حماسة الشباب و بيكيني الفتيات، الاختلاط بلا حدود ، الشموع والقلوب النابضة بالغرام، التعري و خرق الحواجز !! مع تأكيد المسؤولين التام، لحصول كل عشيقين و حبيبين و رفيقين، على اوقات مميزة ولحظات رومنسية، بلا ازعاج ! غابت من الساحة، هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولم نعد نرى شرطة المطاوعة في الشارع، واختفى المتشددون وأصحاب فتاوى التكفير وحوريات الجنة، والعشاء مع النبي.وبات السعوديون يستعرضون أجواء الملاهي والسهرات والمراقص، وكل ماكان بالسر وفي مساكن خاصة، وأماكن مخالفة لقوانين الدولة، أصبح بالعلن ووفق القوانين الجديدة التي سنتها عائلة ال سعود وأيدتها عائلة ال الشيخ.
ومن الملاحظ أن السعودية بوضعها الحالي، تسير بخطى ثابتة نحو ”السعودية الجديدة“ والتغيير لن يستثني اي مجال، وسيدخل البيوت المحافظة، وسيحارب كل من يمتلك نزعة دينية، وستتشعب العلاقات المحرمة، وسيموت الدين غير مأسوفا عليه من وجهة نظر دعاة التحرر والانفتاح، فإذا اليوم أصبح «لبيك الله لاحج إلا بتصريح» غدا لن يكون هناك حج، لا عمرة ولا دين !!
بداية انهيار وأفول عصر مملكة آل سعود.
وبكيف الله .