الإسلام وإصلاح شؤون الحياة..!
القاضي حسين بن محمد المهدي ـ اليمن ||
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الإسلام أقام حدودا ووضع قواعد وأحكاما قائمة على العدل والصدق والأمانة من أجل إصلاح شؤون الحياة فحرم كلما فيه ظلم على الإنسان فحرم الافساد في الأرض والاستيلاء على أموال الناس بالباطل، والسرقة والارتشاء، والخيانة والتزوير، والغدر واكل الربا فما يكسب في هذه الأحوال يجلب ضررا على الغير.
لقد احلت الشريعة الإسلامية للإنسان الحلال الذي تنصلح به شؤون الحياة وحرم الخبيث وكلما فيه ضرر
وحرمت الكذب والغيبة والنميمة والافتراء؛ لأنها تجلب الضرر إلى الغير
وكذلك حرمت القمار والميسر واليانصيب والغرر؛ لأنها مبنية على مجلبة الضرر على الغير
كما حرمت البغي، والقتل بغير الحق، والافساد في الأرض وافشاء الفتنة
إن الشريعة الإسلامية جعلت من علائق الناس وصلاتهم ببعضهم قائمة على مافيه إصلاح شؤون الحياة
فحينما حرمت الزنا، وعمل قوم لوط المثلية التي تنادي بها الصهيونية الأمريكية واليهودية هي مما تفسد على الإنسان صحته واخلاقه، وتؤدي إلى تفشي الاباحة والوقاحة والاستهتار وتفضي إلى انتشار الأمراض الخبيثة، وتزعزع قواعد الحضارة المدنية.
إن أولئك الذين يداجون أهل الكفر، ويروجون للثقافة الغربية المنحطة وكأنهم قد انعدم لديهم التمييز بين الحلال والحرام، والطيب والخبيث، والضار والنافع، إن اي شيء منعه الله والرسول لايجوز إن يستبيحه المسلمون لأنفسهم
فلايملك الحاكم ان يلغي قانونا جاء به القرآن، من أجل مصلحة من مصالحهم الشخصية الصغرى، كما هو حال من يمالئون الصهيونية واعداء الإسلام حرصا على كراسي السلطة فذلك نفاق
فالأمة التي يعم فيها مرض النفاق، وضعف الاعتقاد يموت فيها الاحساس بالواجب، ويذهب عنها حمية الإسلام.
فالانحطاط الخلقي قد بلغ عند البعض قرار الذلة والهوان،
انهم يفقدون الغيرة والحمية على شريعتهم وعلى بلدانهم شيئا فشيئا
فهم يطيعون عدوهم ويداهنونة، غير متدبرين قول الحق سبحانه وتعالى(وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَما كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَواءً).
إن اتباعهم الظن بأن من يوالوهم من الكفار يقدرون على حمايتهم او تقديم الخير لبلدانهم في غير محله، (إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَ إِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئاً).( إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَ ما تَهْوَى الْأَنْفُسُ وَ لَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى)، إنه الضلال بعينه (أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلَّهُ اللَّهُ عَلى عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّـهِ أَ فَلا تَذَكَّرُونَ).(وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّـهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)
إن الذين لايستعملون عقولهم وافهامهم ولا يميزون بين الضار والنافع، ولا يستمعون إلى كلام الله فيتبعونه هم في الواقع قد خرجوا عن الإسلام وهم لايشعرون.
فالاسلام يعني الانقياد والطاعة لله والرسول (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ).
وهذه فلسطين الجريحة تناديهم،
وهذا القرآن يامرهم بالجهاد فيعرضوا عنه،
وقد شاء الله لمحور المقاومة ان يستجيبوا لداع الجهاد وسيسود وينتصر بإذن الله،
فلعل الله قد استبدل بهولاء الغافلين غيرهم (وَ إِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ).
إن المطبعين مع إسرائيل قد تركوا القرآن جانبا، وركنوا إلى أعداء الإسلام، وقد جاء في الحديث ( من مشى مع ظالم ليقويه وهو يعلم أنه ظالم فقد خرج من الإسلام)
وفي الذكر الحكيم(لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائِيلَ عَلى لِسانِ داوُدَ وَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِما عَصَوْا وَ كانُوا يَعْتَدُونَ…) قالوا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم متكئا فجلس فقال:( لا والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يد المسيء ولتاطرنه على الحق اطرا او ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض وليلعننكم كما لعنهم)
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين ولانامت أعين الجبناء(وَ لَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)