العلمانية واضرار فصل الدين عن الحياة (2)
الشيخ جاسم الجشعمي ||
ان مؤسسي العلمانية لوكانو على دراية بالاسلام ومنظومته التشريعية على جميع الاصعدة الحياتية وان الاسلام دين كامل وشامل لجميع اوجه الحياة وانه اسس نظاما صالحا للحياة واسس حضارات كبرى في التاريخ لعلهم كانوا لايعممون نظرتهم السيئة الى الدين الاسلامي وعلماءه كما كانت نظرتهم إلى المسيحية وزعماؤها من القساوسة . ولفرقوا بين دين وآخر وبين علماء الاديان . ولو علم مؤسسوا العلمانية ان علماء المسلمين على مر التاريخ وقفوا ضد الظلم والظالمين ووقفوا الى جانب المستضعفين والفقراء والكادحين وقدموا ارواحهم رخيصة في تحقيق ذلك لاختلف نظرتهم إلى الدين الاسلامي ولعلماءه فيما اذا كانوا احراراً غير مرتبطين بدوائر ماسونيةً تسعى لتدمير الاسلام وقيمه البناءة .
التناقض الذي وقع فيه
العلمانيون الغربيون :
رغم القوانين الصارمة في فصل الدين عن الحياة الاجتماعية والسياسية في الدول الغربية استخدمت القوى السياسية الدين ورقة رابحة في الانتخابات وفي والحراك السياسي وفي الحروب . فاليهودية عامل مهم في اللوبيات السياسية في مفاصل الدول ، وهكذا المسيحية . وقد اطلق الرئيس الامريكي للحرب العراقية الامريكية بالحرب الصليبية استخداما للدين في الحرب وتحفيزا للجنود المسيح الامريكان وغيرهم للاندفاع الى التضحية من اجل الرب والمسيح الابن على زعمهم . ووزير خارجية امريكا زار اسرائيل بعد طوفان الاقصى وصرح بمقولته الشهيرة ( انني لا ازور اسرائيل بصفتي وزيراً وانما بصفتي يهودياً جئت لنصرة اسرائيل . عندما حاصرة القوات الالمانية لننگراد الروسية امر القيادة الشيوعية الحاكمة في الاتحاد السوفييتي السابق بارسال رجال الدين المسيح الى جبهات القتال لالقاء تواشيح دينية لرفع معنويات الجنود الروس المدافعين عن المدينة وامرت الكنائس في روسيا بدق اجراس الكنائس ارفع معنويات الشعب الروسي . هذه الامور جميعها تدل على ان الدول الغربية تناقض نفسها في ابعاد الدين عن المجتمع واقصاءه عن دوره البناء
في الحياة .
ان الدين حالة فطرية فطر الله الانسان عليه . وقد ادرك ذلك زعماء البلاد فيستخدمونها في اهدافهم الشيطانية . وهكذا تستخدم السعودية للوهابية المنحرفة التي تكفر المسلمين وتؤسس منظمات ارهابية تستخدمها لاهدافها الشيطانية . فتعاليم المسيحية رغم بساطتها بقيت في قلوب المسيحيين لم تستطع العلمانية انهاءها . فلازال النبي عيسى عليه السلام يحبه ويقدسه جميع المسيحيين ويقسمون عليه . فالعلمانية فشلت في اسعاد الشعوب وانما سببت في شقاءها وتعاستها وضلالها .
العلمانية المسلمة
في تناقض وصراع :
وهكذا العلمانية المسلمة اقصد بها المسلمين المؤمنين بالعلمانية كنظام حياة فأنها فشلت كذلك في الدول الاسلامية كفشل العلمانيةفي الدول الغربية
في تأسيس نظام حياة سعيدة للانسان الغربي الاوربي . وفاصطدمت الغلمانيةبالاسلام الصادح بالتشريعات الحياتية التي توفر وتؤسس وتنظم حياة سعيدة للانسان ان طبقتها الانظمة في الدول الاسلامية .
ان طرح شعار فصل الدين عن السياسة بدعوى ان السياسة عمل قذر ودجل وخداع وكذب لايناسب الدين ورجال الدين ان يمارسوها لقداسة الدين هو طرح خادع وكاذب فلو كان الدين مقدساَ في نظرهم لاحترمه العلمانيون ولما اقصوه عن الحياة وحاربوه وسجنوه في المعابد . وكذلك فهم في الحقيقة لايقصون الدين عن السياسة فقط فهذا الشعار كذبة علمانية وانما يقضون الدين عن الحياة . ولكن بعض المسلمين غير الواعين ينساقون وراء هذا الشعار بدون وعي وادراك لخطورة هذه ا الشعار . فالشعار يعزل الدين عن كل شئ حتى الاحوال الشخصية والقضاء والتشريع وكل شيئ . والاسلام ليس صلاة في المساجد فحسب انما يتناول كل اوجه الحياة قال تعالى
( اليوم اكملت لكم دينكم ،،،،)
فالاسلام دين ونظام حياة . عندما اعتقل ازلام الشاه الايراني الامام الخميني رضوان الله عليه قالوا له ياسيد انت عالم دين مقدس والسياسة عما قذر فهو دجل وكذب وخداع فأجابهم : ( سياستكم دجل وكذب وخداع اما سياستنا صدق وعدل وانصاف وخدمة للناس )