الاثنين - 14 اكتوبر 2024

تنومة ذكرى لمجزرة سعودية ماضية..وإستذكار لجرائمها ومؤامراتها الحالية..!

الاثنين - 14 اكتوبر 2024

عبد الجبار الغراب ||

عشرة عقود كاملة ونيف من السنوات الماضية لعمر أفضع وأبشع مجزرة دموية حدثت في التأريخ البشري الإنساني الماضي وحتى عصرنا الحديث أرتكبها النظام السعودي بحق الحجاج اليمنيين في17 ذي القعدة1341هجرية لعام 1923 ميلادية مسجلين بذلك لأكبر وأوحش واقعة في الحدوث وبمستواها الإجرامي الذي لم يسبق لها مثيل أن حدثت وبهذا الشكل الرهيب وبكل الأنواع من الوسائل الإجرامية المستخدمة في إرتكابهم لهذه المجزرة، وما تحملها من معايرها ومعطياتها الإنسانية ودلالاتها ورمزيتها الدينية ومكانتها وقيمها الأخلاقية وبقداستها للأشخاص المؤمنين بلباسهم الديني الإحرام وجهتهم صوب بيت الله الحرام للزيارة والسعي والطواف لأداء فريضة الحج قوامهم يزيد عن (3500) حاج أغلبهم من كبار السن والنساء ومعهم أطفال صغار وهم الذين كان لبعضهم النجاة ليروي الأحداث التي ترسخت في الذاكرة وظلت محفورة في الواجدان شاهدة على همجية ووحشية النظام السعودي المدججين بالسلاح وبمنطقة تنومة بإمارة عسير أنهالوا وبصورة مباشرة في سفكهم لدماء الأبرياء الطاهرين الحجاج العزل الآمنين وبكل وحشية ولاخوف من الله فعلوا فعلتهم الخبيثة ليروح ضحية هذه الحادثة الأليمة قرابة (3000) حاج من اليمنيين.
مجزرة تنومة وذكراها الأليمة الماضية الموصوفة بأكبر مجازر العصر التي قام بها بني سعود بحق حجاج بيت الله الحرام يحيها اليمنيين جاعلين منها توعية شاملة يستذكرون معها كل ألاف المجازر الصادمة للانسانية وللحصار الظالم الجائر ولتسعة أعوام من الحرب والدمار والذي ما زال مستمرا والى الآن مخلفين عشرات الألأف من الضحايا والجرحى، وحتى في ظل خفض التصعيد العسكري والذين هم يدركون خصوصآ مع تطورات الأحداث الحالية الدائرة في قطاع غزة وماحققه الموقف اليمني من انتصارات للفلسطينين، فالمحاولات المستمرة من الأمريكان لإشعال الحرب في اليمن من جديد عن طريق وكلائهم السعوديين وبتصريحاتهم المعادية للموقف اليمني الذين فرضوا إغلاق بحري تام ومن كل الجهات على كيان الإحتلال بأن ذلك يؤثر على الملاحة العالمية وهذا ما قاله ولي عهد السعودية لإعادة أوراق لترتيبها من جديد لإضافة مجازر هي بالنسبة لهم إنتقام لخسائرهم المتلاحقة التي إصابتهم ووضعتهم في خذلان كبير رغم كل محاولاتهم لتحقيق الانتصار على اليمن وشعبها، وايضا يجعلون منها إستذكار دائم لكل جرائم بني سعود المستمرة والمتكررة على مد عقود من الزمان وذلك من أجل لم الشمل والإصطفاف والتوحد ومد الأيادي مع بعضها ليكون الزناد موجها ضد الإعداد.
فشل سعودي أمريكي بريطاني صهيوني كامل وفي كافة المستويات والمحاور، فإنحسار وإنكسار ولتسعة أعوام خاضوها وبمختلف الأساليب والأشكال عسكريآ واقتصاديآ مع اليمن وأهلها، وهم في إستمرارهم الحالي لهم مآرب وأوهام وأماني لإعادة سيناريو الحرب وبشكله السابق والإجرامي بعد خفض التصعيد العسكري الموجود الحالي بينهم وبين الشعب اليمني غرضهم الكبير لخدمة الكيان لأسباب وقوف اليمنيين بالقوة وبالأفعال وبشكل مباشرا عسكريآ في إسنادهم للمقاومة الفلسطينية منذ معركة طوفان الأقصى، والفشل الكبير لحلف الأمريكان الازدهار لحماية سفن الإحتلال في البحار واعتدائهم الجبان مع الإنجليز وتنفيذهم لمئات الغارات على مدن عدة في اليمن، لكن كان للثبات والتصعيد أستمراره مهما كانت التحديات فقد وصلت عمليات إستهدافهم للسفن المتعلقة بكيان الإحتلال وأمريكا والإنجليز (129) سفينة تم استهدافها في البحر الأحمر والعربي والمتوسط والمحيط الهندي وإسقاط 6 طائرات مسيرة أمريكية من نوع MQ9 من أجود وأفخر صناعتها التي تتفاخر بها عالميآ لتسقط قيمتها ويعزف الطلب عليها.
المحاولات السعودية لإرضاء الأمريكان متعددة منها ما عبرت عنه بوصفها للموقف اليمني المساند للقضية الفلسطينية بالمؤثر على الملاحة العالمية أو ما تحاول إدخاله حاليآ من مؤامرات في تأثيرها على القطاع المصرفي اليمني بالضغط على البنوك في صنعاء، وهذا ما سوف يقلب الطاولة فوق رأسها كونها تخدم وتنفذ ما يملئ عليها من الصهاينة والأمريكان، واليمنيين وجيشهم ردودهم جاهزة فالتطور العسكري خرج وبان وفي تصاعد ملوحظ وما أظهرتها القوات اليمنية في إسنادها لقطاع غزة وإخراجها لعمليات نوعية في ضربها للسفن الإسرائيلية والأمريكية والبريطانية وبوارجهم ومدمـراتهم الحربية في البحار والمحيطات والى أبعد مكان لم يكن ليتصوره أحد وما خفى أشد واعظم وفي طور الإستعداد وفق ما تقتضية المرحلة، والتعبئة العامة الشعبية للحشد العسكري والجهوزية القتالية بلغ قوامها أكثر من(380،000) مجاهد، والتحذيرات قد أطلقها السيد القائد وشدد عليها وبوضوح لعدم تورط السعودية بذاتها لخدمة الأمريكان والصهاينة وإصفآ ذلك بالعار والخزي عندما تدمر غزة بأكملها ويباد جميع سكانها والمؤامرات تدار وتحاك لكيفية تدمير اليمن وأهلها الذين يخوضون معركة الكرامة لمساندة الشعب الفلسطيني، وهي الرسالة الواجب على ملوك وأمراء بني سعود وعيها وإدراكها لما سيترتب عليها من عواقب قادمة بمختلف تأثيراتها المتعددة لأي تورط للإعتداء على اليمن ومن أيتها نواحي من شأنه يؤثر على كامل الشعب اليمني.