الثلاثاء - 15 اكتوبر 2024

صلاح الدين الايوبي وأرتباطاته الغربية ودوره في هزائم المسلمين..!

منذ 5 أشهر
الثلاثاء - 15 اكتوبر 2024

غيث العبيدي ||

دائما ما تأمل الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها التقليدين، من الدول العربية، على تحقيق نفس النتيجة، ويستندون على نفس الرغبة، وتجمعهم رؤية موحدة، بالقضايا التي تخص إيران ومحور المقاومة والمرجعيات الدينية والفصائل الفلسطينية وإسرائيل، وهي؛ القضاء على ”النبتة الحضارية الإسلامية، في كل من العراق وإيران، وإقامة سلام دائم مع إسرائيل“

ويمكن أن نقول إن الوضع الراهن ماهو الا ملحق للدبلوماسية التي أسسها صلاح الدين الايوبي!! و ترأسها الصليبيين، ضد الدولة الفاطمية، المتحكمة بخطوط الملاحة العالمية، والمزدهرة اقتصاديا والتي تعد عملتها ”الذهبية“ آنذاك بمثابة ”الدولار الأمريكي“حاليا.

البروباغندا التبريرية التي اعتمدها صلاح الدين الايوبي، وتلقفها المؤرخين من بعده، وخلطوا فيها الحابل بالنابل، والحق بالباطل، والافتراء والبهتان، واختراع قضايا لا أساس لها، ليبتلي بها خصومهم قائمة على الخيال والعاطفة، لتعطيه الحق في القضاء على الدولة الفاطمية، وحضارتها الإسلامية وصبغتها الدينية، بذريعة أنها تقاعست عن مواجهة الصليبيين آنذاك .

الاسئلة الحائرة التي يخشاها كل المؤرخين والطبالين، وكل من أدان الدولة الفاطمية، وبالغ في محو آثار قرنين من الزمن، واصحاب الإيحاءات بأن صلاح الدين الايوبي بطل خارق لا يخاف ولا يهادن ولا يساوم !! هي..
كيف ارتبط بالغرب وهو عدوهم الأول، ولماذا زوج اخوه العادل من أبنت ملك بريطانيا المعروف بالقب ”ريتشارد قلب الأسد“ ؟
وكيف اصبحت القوة والزعامة والقيادة بيد الغربيين في عهد الايوبيين ؟

كان الغرب يطمح لإزالة الإمبراطورية البيزنطية، وثوابت المسيحية الشرقية، والدولة الفاطمية، وهيمنتها على طرق التجارة الخارجية وممرات البحر المتوسط والبحر الأحمر، ويملك صلاح الدين الأيوبي نفس ذلك الطموح، والا كيف توصل لإحلال السلام وهو في حالة حرب معهم!! وكيف تنازل لهم عن”حيفا ويافا وصور والقيسارية وعسقلان والرملة واللد وعكا“ بحيث أصبحت لهم كل فلسطين الا قليل، وهو للتو من أستردها منهم بمعركة حطين، وكيف طبع معهم، واعترف بوجودهم، وخضع لشروطهم، وهو من وضع السيف على رقابهم وانتصر عليهم!! الا يبدوا الأمر غريبا أن يرفع العنت عنهم ويمنحهم فرصة ذهبية للذهاب بما حملوه معهم من نفائس وذهب وأموال
وهو في كامل قوته، لم يضعف ولم يتقهقر .

لو كان المجرم صلاح الدين الايوبي، مثلما نقل عنه عروبي وقومي وإسلامي، لما رفض طلب نور الدين زنكي ولي نعمتة، بمحاصرة الصليبيين من الشام ومصر والقضاء عليهم، ورفضه القاطع والذي وصل لحد التمرد، لكل طلبات الناصر العباسي المتكرره، لارسال جيش لمعاضدتة في حربه مع الصليبيين!!

والحقيقة التي يجب أن يعرفها الجميع أن الايوبي ماهو الا مجرم احتمى بالصليبين، لتحقيق امجاد شخصية، ولتمكين الغرب من الشرق، يعتبر الواضع الحقيقي لأسس صفقة القرن، والعامل على ظهور الأمة الإسلامية ظهور غير لائق، علما الدولة الفاطمية كانت السد المنيع لكل أطماع الغربيين، والحارس القوي لثغور الاسلام والمسلمين، ومنذ أن أسقطها الايوبيين، انحط المسلمين بالصورة التي نراهم بها اليوم .

وبكيف الله .