الحرب الإقتصادية على اليمن ليست جديدة وستنتهي بالفشل..!
محمد علي الحريشي ـ اليمن ||
بذلت الحكومة الأمريكيّة كل ما في وسعها من قوة لتحييد اليمن عن مشاركته في معركة طوفان الأقصى،لكنها فشلت، دخل اليمن بقوة كطرف رئيسي في معركة طوفان الأقصى إلى جانب قوى محور الجهاد والمقاومة، لم يتوقع الخبراء والمخططون الأمريكيون والصهاينة أن يطول عدوانهم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة كل تلك الفترة الزمنية التي قاربت على نهاية الشهر الثامن من بداية العدوان عقب السابع من أكتوبر /تشرين الأول الماضي،، كانت المخططات الأمريكية والصهيونية في عدوانهم على الشعب الفلسطيني أن تكون حرباً خاطفة لاتزيد عن أربعين يوماً، حتى تستمكل السيطرة على القطاع والقضاء على المقاومة الإسلامية الفلسطينيةفيه، رغم ممارسة العدو الصهيوني أبشع جرائم القتل والتدمير والتجويع التي إعتمد فيها على أحدث أنواع الحروب التي أطلق عليها الخبراء بالجيل الخامس من الحروب،نعرج قليلاً لنعرف خطورة العدوان الأمريكي الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة الذي مارس جيشه أقذر حرب عرفها التاريخ،وهي حرب أمريكية بإمتياز،حرب إبادة وحرب دمار شامل، مارست أمريكا نسخ من تلك الحرب في سنوات سابقة على أفغانستان والعراق وليبيا وسوريا واليمن عبر تحالفات عسكرية، كان لأبطال المقاومة الإسلامية اللبنانية بقيادة سماحة السيد حسن نصرالله فضل السبق في هزيمة الجيل الخامس من الحروب في العدوان الصهيوني على لبنان عام 2006 ، لأن المقاومة اللبنانية من أبطال حزب الله صمدوا تحت قصف كثيف من نيران الجيش الصهيوني ومارسوا تكتيكات قتالية جديدة فاجئت العدو الصهيوني وفي تلك المعركة الفاصلة وصلت صواريخ المقاومة الإسلامية اللبنانية إلى مستوطنات العدو في شمال فلسطين المحتلة رغم الدفاعات الجوية الصهيونية الحديثة التي زودت بها أمريكا كيانها الغاصب، إختراق صواريخ حزب الله اللبناني أحدث الدفاعات الصهيونية الأمريكية هي مرحلة جديدة غيرت من قواعد الإشتباك لصالح قوى المقاومة، هذا ما إستفادت منه المقاومة الإسلامية الفلسطينية في قطاع غزة في المعركة مع العدو الصهيوني التي حدثت قبل معركة سيف القدس وفي معركة سيف القدس، اليمن هيأ الله لها قائداً حكيماً هو السيد عبدالملك الحوثي يحفظه الله الذي قاد معركة الجهاد ضد رأس الشر والإجرام أمريكا فتم هزيمتها وهزيمة أفخر صناعاتها الحربية، لم يكن العدولن الأمريكي السعودي على اليمن عدواناً عسكرياً فقط، بل كان عدواناً إقتصادياً أيضا، أضرار الحرب الإقتصادية على اليمن كانت أكبر من أضرار الحرب العسكرية لأن الأضرار الإقتصادية وصلت إلى كل أفراد الشعب اليمني، وكان ضحاياها من الشهداء الذين توفوا وقتلوا نتيجة للحصار خاصة من الأطفال والمرضى وغيرهم من الفئات، أكثر من الذين أستشهدوا في ميادين المعركة أو الذين أستشهدوا تحت القصف، عندما فشلت أمريكا في تحقيق أهداف عدوانها على اليمن، إتجهت إلى الحرب الإقتصادية، هذا ماصرح به السفير الأمريكي في اليمن عند إنعقاد
مفاوضات الكويت بين حكومة صنعاء وحكومة المرتزقة بوساطة كويتية، عندما رفض الوفد الوطني المفاوض الشروط الأمريكية في وقف العدوان على اليمن، هدد السفير الأمريكي بالحرب الإقتصادية، وشرع في تنفيذ تهديدات حكومته بالحرب الاقتصادية ضد الشعب اليمني، منها: تحويل وظيفة البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن، والسيطرة على الموارد النفطية والغازية اليمنية، وطبع كميات مهولة من النقد بالريال اليمني من دون غطاء، لكن المخططات الأمريكية في الحرب الإقتصادية تم إفشالها، كانت أول خطوة في الإتجاه المضاد تبنتها اللجنة الثورية العليا،أعلى سلطة سياسية في اليمن في ذلك الوقت عام ( 2016) هي تبني حملة شعبية واسعة لدعم البنك المركزي اليمني بإيداع المذخرات النقدية للمواطنين في حسابات شخصية مصرفية في البنك المركزي اليمني بصنعاء وفي حسابات لدى الهيئة العامة للبريد، فهب المواطنون لدعم البنك المركزي اليمني بالمدخرات النقدية وكان لتلك الخطوة الموفقة الأثر الكبير في إفشال أهداف الحرب الاقتصادية الأمريكية ضد اليمن والتقليل من آثارها الكارثية، لأن العدو الأمريكي توقع إنهيار حكومة صنعاء في فترة زمنية وجيزة بعد نقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى مدينة عدن التي إتخذها تحالف العدوان عاصمة مؤقتة بديلة عن العاصمة صنعاء للشرعية المزعومة، الحملة الشعبية لدعم البنك المركزي اليمني في صنعاء ساهمت في إفشال أهم أهداف الحرب الإقتصادية الأمريكية وهي خلق حالة الإرباك والفوضى وإنهيار مؤسسات الدولة وغيرها من النتائج المدمرة، قابل إعلام تحالف العدوان إجراءات قيادة اللجنة الثورية العليا في حملة دعم البنك المركزى بنوع من السخرية والتهكم، والشماتة لأنهم كانوا في منتهى النشوة والغرور، قامت حكومة صنعاء بعد ذلك بخطوات إقتصادية حكيمة في مواجهة الحرب الإقتصادية الأمريكية، منها حضر التعامل بالعملة النقدية اليمنية في مناطق سيطرة حكومة صنعاء التي تم طباعتها بكميات كبيرة، وضخها في السوق المحلية، تعاون الشعب اليمني بوعيه ووطنيته وحبه لليمن ووقوفه مع قيادته كان له الأثر الكبير في إفشال المخططات الأمريكية الخبيثة بحكمة قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي تجاوز اليمن محطات حرجة من المؤامرات الأمريكية ، اليوم تريد امريكا ممارسة سيناريوهات جديدة في حربها الإقتصادية ضد اليمن، وذلك لممارسة الضغط على القيادة والشعب اليمني ليوقف حصاره التجاري البحري على العدو الصهيوني، وليوقف مشاركته في معركة طوفان الأقصى، لكن نقول للأمريكي ومن يدور في فلكه هيهات له تحقيق أهدافه، وبنفس الروح والثقة والإيمان والتوكل على الله الذي واجهت به القيادة والشعب اليمني المخططات الأمريكية الخبيثة، سوف يواجه اليمن قيادة وشعباً المخططات الجديدة في المعركة الإقتصادية ويفشلها وقد تغيرت الخارطة السياسية في المنطقة لصالح اليمن، هذا ماحذر منه السيد عبد الملك الحوثي عصر الخميس الماضي في خطابه الأسبوعي المناصر للشعب الفلسطيني، الذي أرسل عدة رسائل تحذيرية لعدد من الأطراف ومنها النظام السعودي، لا أظن إن النظام السعودي سوف يغامر ويتهور مقابل خدمة العدو الصهيوني،من المرجح إن النظام السعودي لن يتورط في الحرب الإقتصادية الأمريكية الجديدة على اليمن وسوف يتملص من الضغوط الأمريكية كما تملص عن مشاركته في تحالف «حارس الازدهار» البحري الأمريكي ضد اليمن، رسائل قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي سلام الله عليه في خطابه الأسبوعي عصر الخميس الماضي واضحة والأطراف المعنية قد فهمتها،أما الردود الأولية اليمنية على المخططات الأمريكية الجديدة فقد جاء الرد سريعاً على أمريكا في البحر الأحمر بالقصف الجوي بالصواريخ والمسيرات على حاملات الطائرات الأمريكية «ايزنهاور»، نقول لن تستطيع أمريكا حرف اليمن عن مساره ومنع وقوفه مع الشعب الفلسطيني ولن تستطيع تحقيق أهدافها في الحرب الإقتصادية الجديدة، لأن اليمن قادر على الدفاع عن حقوقه ومصالح شعبه.