كلمة في أمتحانات السادس الاعدادي (البكالوريا)
د. نعمه العبادي ||
أيام قليلة تفصلنا عن الامتحانات النهائية لمرحلة السادس الاعدادي الصف (١٢) والمسماة بالبكالوريا، وهي مرحلة مهمة ومصيرية في حياة الطالب العراقي وأسرته، ولعلها بذات الاهمية في بلدان تعتمد النظام الدراسي نفسه، وهذه العملية تتقوم بأربعة اطراف: (اللجان التي تضع الاسئلة، الطالب، عائلة الطالب، المراقبة والاشراف على الامتحان)، طبعا المدرسة هي الطرف الاساس في العملية لكننا في هذا المقال، نحاول تقديم بعض النصائح والافكار لبعض اطراف العملية وكالآتي:
أ. أسرة الطالب:
– من المهم جدا، ان يتفهم أهل الطالب، ان مستويات الفهم متفاوتة حتى بين الاخوان، ومع تأثير الجينات، لكن لا وراثة في هذا المجال، فإصرار العائلة وترهيب الطالب او الطالبة او التعسف بمعاملتهم او اظهار الحزن او القلق غير المبرر، لكي يحقق الطالب ما حققه ذويه او اخوته من معدل او فرصة قبول، امر غير موضوعي، فلكل انسان نصيبه من الحياة.
– لا يساوي التفهم المشار إليه اعلاه، إهمال الطالب وتركه، وعدم مشاركته التفكير، فالانسان في هذه المرحلة العمرية، يحتاج الى المساعدة والتشجيع ورفع ثقته بنفسه وتهوين المصاعب عليه والدعاء له بإخلاص، بل يحتاج بعض التشدد المبرر خاصة فيما يتعلق بالقراءة واستثمار الوقت وتدارك الفرصة.
– احذروا ابتزاز بعض الابناء في هذه المرحلة، فالبعض يحاول استغلال قلق الاهل ورغبتهم في تحقيق معدل جيد، بزيادة الطلبات والمبالغة بها، وفرض شروط ترهق كاهل الاسرة، وتصوير الحال، بأنه متفضل على الاهل في دراسته ونجاحه، وعليهم، ان يتذللوا له، ويسمعوا لرغباته غير المشروعة، بل يضعهم في جو من القلق والخوف المستمر.
– شرف الاسرة وكرامتها منوط بأمور اخرى، وليس بنجاح او رسوب طالب او طالبة، فليتحرر الاهل من فوبيا شماتة العمات والخالات وزوجات الاخ والاقارب والجيران، بل هو امر طبيعي، وهو امتحان فيه النجاح وفيه الفشل.
– من الضروري، ان تحافظ الاسرة على جو الهدوء والطمأنينة خلال الامتحانات، وتبعد الطالب عن المشاكل وتداعياتها، بل حتى المناسبات الاجتماعية مثل الزيارات والفواتح والاعراس وامثالها، فهذه الفرصة مصيرية للطالب.
– هناك فرق بين تكريم الابناء ورعايتهم والاستجابة لمطالبهم المشروعة وبين الدلال المفرط الذي طالما خرب الابناء وافسدهم، لذلك، لا يتوقع من استعمل فلسفة الدلال والتميع، ان يقابله الطالب المستغل برد حسن في الامتحانات، فهذا النوع من التربية يضعف الشعور بالمسؤولية لدى الانسان ويخربه.
– ان الكلمات الطيبة واللمسات الحنونة وعبارات التشجيع والدعاء الصادق المخلص لها فعلها السحري في رفع قدرات الممتحن، وتنعكس بشكل ايجابي على نتائجه.
ب. الطالب:
– إعلم ان الامتحان مهمتك ووظيفتك ومسؤوليتك وحدك، ومحاولة إلقاء اللوم على الآخرين وتشتيت المسؤوليات، لن يجدي نفعا، ولن يحقق نجاحا، ولا توجد درجات اضافية تعطى للطالب تحت عنوان ظروف سيئة، بل درجتك يحددها ما تكتبه في الامتحان.
– من الانصاف والمروءة ورد الجميل والاحسان، ان ترد لأهلك وذويك ومدرستك ومدرسيك، جهدهم وتعبهم وحرصهم عليك، ورغبتهم في نجاحك، فلا تكن انانيا، وتذكر دوما قلق والديك واحبتك وخوفهم عليك، وكل الجهود المميزة التي قدمت لك.
– السادس الاعدادي مرحلة صعبة، والامتحانات تربك وتزعج الشاطر والكسلان، وكلنا عشنا قلق الامتحان والخوف منه، وهناك تقصير في بعص المدارس وارباك في نظام التعليم، وظروف الحياة صعبة على كثيرين، وربما تكون جزء من اسرة لا يعنيها تعليمك ولا تهمها شهادتك او انها غارقة بالمشاكل والتحديات او لديك معاناة صحية او نفسية، كل ذلك يبرر لك بعض النتائج في الامتحان، لكن فكر في أمر وهو، ان هناك فرصة للخلاص من كل هذا، وتغيير حالك للابد من خلال نتيجتك في الامتحان.
– رغم اني لا أتماهى كثيرا مع مقولة الحظ، لكن وقائع الحياة تشير الى ذلك، فلطالما لم يرافق الحظ طلاب كانوا على مستوى عالي من التفوق خلال مسيرتهم العلمية، وأتت نتائج السادس مخيبة وانعكست على مسيرة حياتهم، بل الامر موجود في كثير من مجالات الحياة، لكن هذا لا يساوي المراهنة والاعتماد على الحظ، ولا اليأس والتسليم للفشل تحت مقولة ما عندي حظ.
– ينخرط عدد غير قليل من الطلبة في موال التأجيل بحجة الاستعداد لفرصة قادمة او ان الوضع سيكون احسن، وهكذا يبدأ الامر من تفكير بتأجيل مادة الى تأجيل كل المواد، وهذا امر غير مجدي ونادرا ما كان مفيدا، فتوكل على الله، وقرر من البداية اداء الامتحان لجميع دروسك والله الموفق والمعين.
– هناك بعض الطلبة، يعملون بفلسفة خاصة قائمة على ترك فصول وصفحات وموضوعات تحت عنوان (ما راح تجي)، وهذا اسلوب غير علمي وغير صحيح، فإدرس المادة كلها وفكر ان الامتحان يأتي من كل صفحة من الكتاب، وادرس في الكتاب المقرر وليس في الملازم والملخصات، وحاول حل اسئلة الكتاب والسنوات السابقة، فكل ذلك يزيد فرصتك في الامتحان.
– هناك حالة يعرفها معظمنا تأتي في اللحظات الاولى من الاطلاع على الاسئلة، إذ يشعر الطالب انه نسى كل شيء، ولا يتذكر اي شيء من الاجابة، لكن هذا الامر يتبدد تدريجيا، وتعود ذاكرة الطالب، ويبدأ بالاجابة، لذلك عليك ان تنتبه لهذه القضية اذا حدثت عندك، وحاول التذكر المتدرج، وراجع اجاباتك اكثر من مرة لكن لا على نحو الوسواس الذي يدفع بعض الطلبة لتغيير اجاباتهم بلا مبرر.
– أفصل بين نجاحك في الامتحان وفرص القبول، فالاول مسؤوليتك انت، والثاني تحكمه ظروف واوضاع، وعليك، ان تبذل ما تستطيع وما هو ممكن وكفى.
ج. الرقابة والاشراف:
– هناك فرق بين ضبط القاعة وتحكيمها وبين خلق جو من الخوف والرعب والارباك للطلبة.
– ان تهاونك وسماحك بالغش لطالب او طلبة، يظلم طلاب آخرين بذلوا جهدا وادوا الامتحان اعتمادا على جهودهم.
– كلمات الطمأنينة والتشجيع لها دورها الفاعل في تبديد الخوف من الامتحان.
– هناك بعض الطلبة الذين يعانون من بطء كتابتهم او لديهم مشاكل نفسية، يحتاجون الى إلتفاتة من المراقبين على القاعات.
– صيف العراق مرهق وحار، والامتحان يرفع درجة حرارة افضل الطلاب، فمن المهم توفير الممكن من الظروف والدعم الذي يساهم في نجاح الطلبة.
ارجو ان تكون هذه الكلمات مفيدة ومساعدة لأحبتي الطلبة، ومن المهم توسيع نشرها، واتمنى حظا سعيدا للجميع ونجاحا باهرا.