ماذا يعني الاستنكار والشجب من الدولة؟!
السيد مانع الزاملي ||
الثلاثي المعروف في كل دولة هو السلطة التنفيذية ، والسلطة التشريعية ، والسلطة القضائية ،وهناك سلطة للمجاملة يقال عنها السلطة الرابعة وهي فيلق الاعلام المنضبط الهادف ،
وفي حالة حصول مخالفة او خروج على القانون او كل ممارسة تهم امن وسلامة المواطن احتماعيا وسياسيا واقتصاديا ،تكون الحكومة هي الرادع والضابط لايقاع الممارسات ايجابيها وسلبيها مستفيدة من الاجراءت والقوانين التي تمتلكها السلطة القضائية التي هي الفيصل التي ينبغي ان تمتثل لقراراته كل المكونات والاطياف والشرائح المجتمعية ، وكذلك طرح المشاريع للتصديق عليها من السلطة التشريعية ، او ان السلطة التشريعية هي تسن ماتراه ضروريا وواجبا لتسيير امور الدولة ، وتقوم السلطة الرابعة اي الاعلام الوطني بألقاء الضوء على الايجابيات والحث على الاكثار منها ، او انتقاد كل تصرف يحول دون تسيير امور البلد نحو الامام ، وللانصاف لدينا اعلام واعلاميين ترفع لهم القبعة لما لهم من ممارسات قيمة وطنية لدعم الحكومة وكل من يساهم في تطور مسيرة البلد نحو الامام ، ويقابلهم اعلام شجاع يشخص السلبيات ويحث على معالجتها ، ولكن مما يؤسف له ان نسمع وفي حالات تتطلب قرار حكومي وتشريعي وقضائي حالات غريبة من باب نستنكر وبشدة قيام مجموعة تابعة للطيف الفلاني بالاخلال بأمن منطقة معينة ، او نعبر عن شديد استنكارنا عن قيام مجموعة مجهولة بالسطو على المؤسسة او الدار العائدة لفلان ، وهذه الجمل ومثيلاتها تقدح بهيبة السلطة وقاطعية القضاء، وكلنا شاهدنا قيام الامن الفرنسي قبل سنة كيف بطش بمتظاهرين سلميين لأنهم تجاوزوا على رجل امن فرنسي مع ان فرنسا من طلائع الدول الديمقراطية في العالم وكذلك ماقام به الامريكان ضد الشباب الامريكي المحتج على جرائم الصهاينة ، انا لست في موقع اقدم به النصح للقيادات اصحاب القرار لكني بصفتي مراقب ارى ان المرونة احيانا ومداراة الخواطر تعصف بأمن العباد والبلاد ، علينا ان نقول للاسود انت اسود مهما كانت درجة قربه او بعده عنا ، ويقيني ان البلدان لاتبنى ولاتتطور بالمجاملات وغض الطرف ، لكي لاينزعج زيد او يتأثر عمرو ! بعض الاحيان نتردد حتى في التعبير عن مناسباتنا بقوة بحجة ان المخالف لنا يتحسس من ذلك ! لندع الاخرين واحاسيسهم جانبا ! علينا ان نمارس مانعتقد بصوابه بكل شجاعة وقوة لان زمن المسح على اكتاف المخالفين قد ولى وعلينا مغادرته ! لنستفيد من تجارب العالم كيف تعبر عن شدتها في التعبير عما تعتقده صوابا ! القي ببصرك اتجاه ايران الاسلام كيف تتصرف وتقف شامخة رغم الصعاب والحصار وتقول كلمتها بشجاعة وما موقفها من دعم المقاومين في غزة اوضح مثال !
ان التردد في موقع الحزم يعود علينا بخسارة لاتعوض ، هناك صفحات اعلامية ماكرة وكاذبة ومنافقة على الحكومة ان تتصدى لها بقوة القانون دون التراجع بحجة حقوق انسان اوحرية رأي لان الشيطان لم يقل لآدم اعصي ربك بل تظاهر بالحرص انظر قوله تعالى ( وقاسمها اني لكما من الناصحين ) وحقيقة الاعداء هكذا تأتي بحجج مقبولة لكن في باطنها الخبث والتآمر وسوء السريرة ، علينا ان نقف صفا لحماية مكتسبات شعبنا وتضحياته وان لانسلم زمام امورنا بيد من نعلم انهم بقايا من اذابوا اسلافنا الصالحين بأحواض التيزاب تحت يافطة عفى الله عما سلف .