إلى صنّاع الكلمة وسفراء الإعلام..!
كوثر العزاوي ||
وبعد مرور عَقد من الزمن من عمر “العراق” مرّ كما الحلم، بمحطاتٍ شهدتها سوح الدفاع في أرض المقدسات، حيث أضاءت صفحة التاريخ بمعاني التفاني والإيثار لتُسهِمَ في بناء الحضارة الإسلامية لأجيال متعاقبة آتية، ينبغي على كلّ حرّ أن يساهم في الحفاظ على تلك المكتسبات التي تشكّل منجزًا مهمًا في مرحلة الغيبة الكبرى والتمهيد لصاحب العصر والزمان”أرواحنا فداه” كلٌّ من موضعه وضمن تكليفه
وعلى حملة الأقلام وسفراء الكلمة الثقل الأكبر، تَقصّوا..تَفحَّصوا، ابحثوا عن حقيقة تضحيات الحشد الشعبي، انبشُوا التاريخ المشرق القريب الذي تجاوز عقده الأول، دوّنوهُ بدقة قبل أن يندثر، فالأمة التي لا تخلّد شهداءها وعظماءها أمة جَحُود!
-لاتَدَعوا جريمة سبايكر وبشاعة مقتل الشهيد “مصطفى العذاري” والذبح على الهوية يطويها النسيان وهي أكبر وأقسى جريمة على واجهة الانسانية!!
-أُحصُوا أعداد يتامى الشهداء وأراملَهم وأكرموهم فذا كلّ إرثهم وما بقي خلفهم.
-اهتم أيها الإعلام الشريف وانت على الساتر الثقافي بكيفية إيصال الحقيقة، فكّر بالوسائل واجرِ المقابلات مع أصدقاء وأقارب أبطال الحشد المقدس، وَثِّقوا حكاياتهم، بدعوةِ كلّ من احتفظَ بقصةٍ مؤثرة أو موقف بطوليّ وقع عفويًا في سوح المواجهة، ثمّ اصنعوا مونتاجًا لعمل برامجَ هادفة مربّية يستذوقها الكبار والصغار داخل وخارج البلد،
-وجّهوا دعوة للفنانين والأدباء والشعراء كي يصنعوا ملحمة تحكي مآثر وأمجاد اولئك الأبطال المضحين الرجال الذين صدقوا ماعاهدوا الله عليه..
-قولوا لجيل اليوم وجيل الغد، إنْ تسألوا عن الحشد المقدس، فإنهم ابطالٌ شمّروا عن سواعد العشق للشهادة، هم حشدٌ مخلص ورجال أزاحوا ببسالتهم الظلام والكوارث عن أرضكم وعِرضكم، وقد كنتم على شفا حفرة من الضياع فاستلَّ الحشد سيفهُ من فتوى الجهاد الكفائي ملبيًا، ليجود بنفسه ونفيسِهِ وعصابة رأسهِ {لبيك يامهدي}{لبيك ياحسين}
-قُصّوا على مسامع صغاركم قصص المقاتلين من طلبة الحوزة العلمية وكيف عافوا درسهم ومستقبلهم العلمي والتحقوا للقتال والدفاع عن الانسانية، وكيف تعاملوا مع أهالي الموصل وصلاح الدين بالودّ والأمان عندما انتشلوهم ونساؤهم من سطوة وحوش داعش، فهؤلاء الاطفال هم الآن شباب، فإن زَيَّفوا ما لَمَستهُ الأمة من حقائق فسوفَ تُسألون! لِيَسألَ الصادقينَ عن صِدقِهِم.
-وبعد أيها المرابطون الراصدون أحداثًا وحوادث، أرّخوا مواقف أولئك الرجال المشاركون إخوتهم إذ أقبَلوا من وراء الحدود حاملين النفوس على الأكف، بدروع العشق، ليثبتوا الإخلاص للحق بدافع الأنصار والأعوان كما عابس وجون يوم الطف! وأنّى لمثلِ “سليماني يُنسى!! ومثل حميد تقوي فر ، ومحمد نصر الله، ومحمد هادي ذوالفقاري” وغيرهم، وكم أغاضوا الاستكبار ورفعوا منسوب حنق الخصماء والاعداء!! فحريّ باقلامكم وأجدر بأمانتكم أن لاتنسَوا نحتَ هذه المواقف على حجر التاريخ المُشرَّف
-ثم حدّثوا جهارًا، ليلًا ونهارًا عن يومِ الفتوى يوم الدفاع الكفائي ضدّ كيان داعش الإرهابي، وكيف نوديَ بها في روضة سيد الشهداء رمز الإباء، ليعلو من منائرها أذان الجهاد الكفائي ليملأ الآفاق غِيرةً وشهامة، فتجلّت لوحة العزّ ناصعة في فضاء كربلاء، والتي ستبقى شاهدةً لصاحبها بالخلود، يوم رسمت حكمة مَرجعنا العظيم طريق الفداء ببصيرة الأولياء، ونقشت متفائلة صورة النصر المحتوم على أيدي الغيارى الأبطال، الملبّين لفتواه، عندما قالها متيقّنًا بنصر الله تعالى: {سيكون النصر حليفكم وهو أقرب من لمح البصر بعون الله تعالى} وفعلا، كان حقًّا على الله نصر المؤمنين، كما هو حقّ أوجبهُ سبحانه وتعالى على نفسه تكرّمًا وتفضّلا!!
فياصنّاع الكلمة الحرّة وسفراء الإعلام:
-وثِّقوا صدقًا وحقّا، لازيفًا وزورا وتعصّبًا، -اقمعوا الإعلام المضلِّل بواقعية تضحياتكم، واكتبوا التاريخ بمداد الحبّ والإخلاص، بيراع التقوى والاعتدال، بأمانة الأحرار، بروح الأبرار، ببصيرة الورعين، فاصحاب الأقلام ووسائل الإعلام وحملة الكاميرات، مدعوّونَ اليوم لتأمّل قوله تعالى وهو يقول:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} الانفال٢٧
٥-ذوالحجة-١٤٤٥هجري
١١-حزيران-٢٠٢٤م