وعند الله تجتمع الخصوم (سبايكر)..!
إنتصار الماهود ||
1700 لا عددهم كان 2000، عن ماذا تتحدثون؟!، إن عددهم الحقيقي فاق 2200 شاب شيعي عراقي قتلوا بدم بارد، ودوافع طائفية مقيتة بشعة.
أكبر جريمة إبادة جماعية، بحق الشيعة في عصرنا هذا والمنفذ هو عشائر تكريت، التي تدين بولائها القذر لجرذ الحفرة صدام إبن العوجة.
إتفقوا على إستباحة دماء أولادنا العزل، فمنهم من أعدموه بإطلاق النار في رأسه ورموه في نهر دجلة، ومنهم من ذبحوه ومنهم من دفنوه حيا وهو يستغيث، يا الله بأي ذنب قُتلت تلك النفوس.
سبايكر أيها الجرح الغائر في قلبي وقلب كل عراقي شريف، سبايكر جريمة هزت العالم بأجمعه، لكنها لم تهز قلوب من أرتكبوها عمدا وخبثا وحقدا.
كل عام في مثل هذا الوقت يمر شريط ذلك الحدث الأليم، وكأنه حصل اليوم، والله وبالله إنني أقف عاجزة عن ترجمة حجم الألم والغضب والحنق الذي أشعر به، فكيف هو حال أمهاتهم وآبائهم، زوجاتهم وأبنائهم؟!.
ألا يعلمون أن زوال الدنيا هو أهون عند الله من إراقة دم مسلم؟!، أي عقيدة مشوهة يحملون، وأي دين هم يدعون (كفرة فجرة)، لم يراعوا في الله ذمة.
الزمان هو 12 من حزيران عام 2014، المكان هو قاعدة الشهيد الطيار ماجد التميمي، (سبايكر سابقا)، في محافظة صلاح الدين كانت القاعدة تضم أكثر من 4000 طالب ومنتسب، طوقت عشائر تكريت القاعدة، بحجة حماية الشباب الموجودين من هجمات داعش، وعقدوا لهم ميثاق رجولة بانهم تحت حمايتهم وفي منازلهم، (عهد الشيطان أشرف من عهودكم يا أبالسة الإنس)، لم يعرف أبناؤنا أن الغدر يكون على أيدي تلك المجاميع الإرهابية، التي إرتكبت جريمتها بفخر، حيث ساقوا التلاميذ ووزعوهم الى مجموعات، كانوا عزلا إقتيدوا الى القصور الرئاسية في تكريت وأماكن أخرى متفرقة، حيث تولت العشائر السنية الموالية لنظام البعث المقبور، إعدامهم ميدانيا ورميهم في دجلة، أو دفنهم في مقابر جماعية، داعش لم تقتل أولادنا بل كانت تشرف فقط على من إرتكب هذه الجريمة القبيحة، من أبناء بلدنا و أنفسنا.
هل كان ذنبهم أنهم من أبناء الجنوب، كما كان يحسبهم صدام بأنهم مواطنين من الدرجة الدنيا أم هنالك أمر آخر نجهله نحن؟!، هل هنالك دوافع خفية لإرتكاب مثل هذا الفعل القبيح؟!.
صدقا لا أعرف كيف أفسر ما حدث، ولا أحد إستطاع فهم السبب، وأنا أنظر الى تلك الدماء الموجودة على دكات القصر الملعون في تكريت، فكل قطرة تحكي لنا قصص وحكايات للحظات الأخيرة من حياة شبابنا المغدورين، كيف كان شعورهم وهم يساقون الى الموت دون ذنب، ماذا لو رأت أمهاتهم حالهم هذا؟!، ماذا ستفعل تلك الجنوبية الثكلى، وهي التي تتأمل أن يعود لها فلذة كبدها، لازالت كل يوم تناديه بتهويدتها الحزينة وهي لا تعلم ماذا حل به:
بلكي الله إعله غفلة تدك بيدك الباب
وتمر إعله ربعك بعد طول الغياب
وتعبر عالجسر وتفرح الصوبين.
يبن عشرين ياليتمت شياب.
لقد إعتبرت الأمم المتحدة بأن مجزرة سبايكر، هي من جرائم الحرب الطائفية والتصفيات العرقية عن طريق التصفية الجسدية، لأبناء الطائفة الشيعية وتم إدراجها تحت بند المادة 6، من قانون المحكمة الجنائية الدولية، والذي يمنح العراق الحق بمقاضاة الدول التي دعمت الإرهاب، وشجعت عليه وأرسلت مقاتليها الى العراق، والحصول على تعويضات لضحايا إرهابهم، كما هو الحال بقانون (جستا) هل تعلم السعودية أم لا تعلم.
لقد وصل عدد الذين تم إعدامهم من المجرمين المشاركين أكثر من 45 مجرما، وأصدار أحكام الإعدام بحق 36 آخرين، كما أن هنالك أوامر إلقاء القبض على 150 آخرين داخل وخارج البلاد، عدا من لم تتمكن التحقيقات من الكشف عنهم.
إستمرت المجزرة من يوم 12 حزيران وحتى يوم 15 من ذات الشهر، حل الغروب لذلك اليوم المشؤوم، هدأت الأصوات وصمتت البنادق التي إغتالت زهورنا، أُنهِكت سكاكينهم الوقحة، بعدما إستباحت حرمة نحور علي وحسن وأحمد ومحمد وإخوانهم، هم مثل إمامهم الحسين عليه السلام قتلوا ظلما وذبحا.
هللوا وكبروا تكبيرا ونشروا الفرح والسرور، نعم فقد أتموا مهمة الشيطان على أكمل وجه، وقدموا القرابين الطاهرة على مذبح الشر.
ستطاردكم يا عشائر تكريت أرواحهم وتلعنكم أنتم وسلالتكم الى أبد الآبدين، ستصبح أرضكم ملعونة ونسلكم عقيم، ألا لعنة الله عليكم في الأولين والآخرين يا من سلبتم أرواحنا مع أرواح أبنائنا.
وبعد عشر سنوات لاتزال تجلس أمام باب دارها في أقصى الجنوب، تنتظر عودة عبد الزهرة، لا يهم كيف سيصل لها مجرد ملابس او هوية تعريفية ، أو مجرد عظام ملفوفة بالعلم العراقي، هي تريد أن تعرف أين ولدها، تريد أن تدفن حتى ولو جزء بسيط منه بجوار إمامها وشفيعها، كي تزوره وتبكي على قبره، أنتم لا تعرفون أي ألم هو ألم فقدان الولد وأي حرقة يتركها في الصدور، أم عبد الزهرة لازالت تنظر الى الطريق، عسى أن يطل ذلك الأسمر المبتسم عليها لآخر مرة، تخاطبه وكأنه أمامها، وتعاتبه وكأن ما حدث من غياب ذنبه لأنه تركها:
يمة يمة عليك جنوني شابت والگلب شاب.
أطلبنك رباي وهز كواريك.
وأطلبنك شبابي الصار منعاب.
يا حزني وفرحتي وأغلى الأحباب.
يا ترى هل هنالك من سيأخذ بثأر عبد الزهرة وعبد الحسين ويعدم من تبقى من المجرمين الذين ثبتت عليهم الإدانة بجريمة سبايكر؟!
بقت يم الله حبوبة.