جهاد الاعلام والعلماء لنصرة فلسطين..!
رسول حسين ||
من أبواب الجهاد المعاصرة باب الإعلام وباب العلم، وهما من الأدوات المؤثرة عالميا، و من المجالات التي يسيطر عليها اليهود، من خلال الامبراطوريات الإعلامية الضخمة التي يمتلكونها مثل شبكة فوكس نيوز وغيرها، كذلك السيطرة على بعض العقول العلمية، وجلعهم يظهروا بصورة متكررة ليفندوا جرائم الاحتلال الغاشم.
رأينا منذ بداية الحرب آلة الإعلام الصهيونية، وهي تشيطن المقاومة الفلسطينية، وتتهمها بالإرهاب وارتكاب جرائم بحق المدنيين، وبأنها تستخدم المدنيين دروعا بشرية، وأن أفرادها يختبؤون تحت المستشفيات، في محاولة اخرى لتزييف الحقيقة ونشر الأفكار الخبيثة لدى الوعي العام.
رغم محاولات العدو الا أن المقاومة ربحت المعركة الإعلامية، والدليل على ذلك هو التعاطف العالمي الذي حظيت به غزة وفلسطين خلال أيام العدوان المتواصل على قطاع غزة، والكثير من الناشطين والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي نسفوا أكاذيب نتنياهو وبايدن، وتصدوا بشراسة لحملات التضليل الإعلامي، وفضحوا الانحياز الأعمى لإسرائيل.
وهنا نوضح بأن جهاد الاعلام هو تزويد الجماهير بحقائق الجهاد ومقاصده وآثاره، ونقلُ الأخبار والوقائع والمعلومات المتعلقة به بصورة صحيحة ومنضبطة وموثقة داخل الأمة الإسلامية وخارجِها، وكذلك ردّ الشبهات والافتراءات والشائعات التي تُثار حوله للطعن فيه وفي أهله، وتحفيز المسلمين لأدائه أو دعمِه.
أن الإعلام الجهادي، هو أحد أشكال الجهاد، وهذا يعني أن الإعلام الجهادي لايمكن إلغاؤه أو تأجيله أو إهماله، مهما كانت الظروف، ومهما كان حال الأمة الإسلامية. والجهاد الإعلامي ضد المنافقين لا يسقط بحال، وأية مجموعة لن تحقق التمكين إلا إذا استوفت أنواع الجهاد الثلاثة، وحتى أصحاب الأعذار لا يسقط عنهم هذا النوع من الجهاد ما استطاعوا.
ليأتي الدور بعد ذلك على العلماء، فدور العلماء يتمثل في بيان الحق للناس، وبيان أن نصرة إخواننا المستضعفين في فلسطين واجبة وليست منة أو تطوعا، وبيان منزلة المسجد الأقصى وفلسطين في الإسلام، وتجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب.
والدور الأهم هو الرد على فقهاء السوء والسلطان، الذين يقفون في صف المعتدي ويبررون جرائمه، أو أولئك الذين يحملون المقاومة المسؤولية عن الاعتداءات الوحشية للكيان الصهيوني الغاصب، أو أولئك الذين يقولون كذبا، إن واجبنا نحو إخواننا في غزة هو الدعاء فقط…!!!.
ومن واجبات العلماء بيان الحقائق التاريخية المتعلقة بفلسطين، ومواجهة التي الأكاذيب التي يروج لها الكيان الصهيوني منذ نشأته. ومن واجباتهم أيضا تجديد الخطاب الدعوي، والتركيز على قضايا الأمة المصيرية، ومحاولة تغيير الصورة النمطية التي رسمها الغرب للإسلام، ومخاطبة النخبة والجماهير في العالم باللغة التي يفهمونها.