عام هجري جديد فيه يوم للعزاء والتبريك معاً..!
عدنان جواد ||
هو يوم للتبريك للامة الاسلامية، وبالخصوص العربية منها، فتلك الامة التي كانت تعيش اتون الجهل والظلام والتمزق، امة مشتتة ضائعة متناحرة يقتل بعضها البعض، بالغزوات وبالغارات وبحروب تدوم سنوات، بعضها عميل للروم والبعض الاخر عميل للفرس، يئدون بناتهم خوفاً من ان تسبى فتصبح عاراً عليهم، يعبدون اصناماً يصنعونها من حجر وخشب وتمر، امة تأكل القد تحولت الى امة موحدة تخشاها الامم ، بوجود الرسول محمـد (صلى الله عليه واله) (وما ارسلناك الا رحمة للعالمين) الانبياء: 107، (هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلوا عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين) ذكرت الآية ثلاث وظائف للنبي: التلاوة، والتزكية، والتعليم، والكتاب والحكمة هي ولاية علي بن ابي طالب (عليه السلام)، جعلت تلك الامة سيدة الامم خضعت لها الامبراطوريات في العالم في ذلك الزمان والى يومنا هذا لكنها مع الاسف لم تتبع المنهج الصحيح فخضعت مرة اخرى للامم الاخرى.
ويوم للعزاء لصاحب الزمان(عج) وللمراجع العظام ولكل محبي اهل البيت عليهم السلام، فهي بداية انقلاب الامة على الحق والعودة الى الجاهلية، بداية محرم الحرام، بداية المسير للإمام الحسين عليه السلام الى كربلاء، بداية الثورة، ثورة الحق ضد الباطل، ثورة الثبات على الدين ضد الانحراف ، وعلاوة على ذلك فقد اعتادت المجتمعات البشرية على أن تقوم بإحياء حوادث الماضي بشكل من الأشكال، وأن تجلّيها وتضفي عليها ألواناً من الاحترام والتقدير, سواء أكانت تلك الحوادث متعلقة بأشخاص كان لهم دور مؤثر في رقي مجتمعاتهم كالعلماء والمكتشفين، أم كانت متعلقة بأشخاص تميّزوا بدور حساس في تحرير أممهم من الناحية السياسية والاجتماعية وأصبحوا أبطالا وطنين.
وربما يثار سؤال بل وتم طرحه من قبل المخالفين، لماذا يقام العزاء للإمام الحسين عليه السلام كل سنة؟ والجواب على هذا السؤال هو لتذكير المؤمنين بمسؤولياتهم تجاه الدين واخوانهم المسلمين، فان الحسين اوقف انحراف الدين ، لذلك اتباع الحسين اليوم يقفون مع المظلوم المستضعف، والذي كلفهم الكثير من الانفس والاموال والحصار، كما هو حزب الله في لبنان وانصار الله في اليمن واسنادهم من العراق وايران ما لذي يجبرهم بالوقوف مع غزة؟، هي مسؤولية تصدى لها الحسين، فانه امتداد للرسول وكما في رواية عبدالله بن الفضل الهاشمي التي رواها الشيخ الصدوق في العلل قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام، يابن رسول الله كيف صار يوم عاشوراء يوم مصيبة وغم وحزن وبكاء دون اليوم الذي قبض فيه رسول الله(صلى الله عليه واله)، واليوم الذي ماتت فيه فاطمة(عليها السلام)، واليوم الذي قتل فيه امير المؤمنين(عليه السلام)، واليوم الذي قتل فيه الحسن بالسم؟ فقال: ان يوم الحسين اعظم مصيبة من جميع سائر الايام، وذلك ان اصحاب الكساء الذين كانوا اكرم الخلق على الله عز وجل خمسة، فلما مضى عنهم النبي بقوا اربعة، بقى امير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين فيهم للناس عزاء وسلوة، فلما مضى امير المؤمنين كان للناس في الحسن والحسين عزاء وسلوة، فلما مضى الحسن كان للناس في الحسين عزاء وسلوة، فلما قتل الحسين لم يكن قد بقي من اصحاب الكساء احد للناس فيه بعده عزاء وسلوة، فكان ذهابه كذهابهم جميعهم، كما كان بقاؤه كبقائهم جميعهم، فلذلك صار يومه اعظم الايام مصيبة، جعلنا الله واياكم من انصارهم والسائرين على نهجهم الى يوم الدين.