حركة الامامة..!
الشيخ محمد الربيعي ||
إنَّ حركة الامام الحسين (ع) كانت حركة الإمامة في موقعه، ولم تكن حركةً ذاتيّةً أو شخصيّةً، ولم يكن (ع) طالب سلطان، ولكنَّه كان إماماً يشعر بأنَّ الإمامة تفرض عليه الامتداد في كلِّ قضايا النّاس، ليمنحهم القيمة العليا في روحانيَّتها وحركيَّتها وكلّ المواقع التي ترتفع بمستواهم.
ولذلك، أراد الحسين (ع) للحاكم الإسلاميّ أن يجسِّد الإسلام في عقله ليكون خيراً كلّه، وفي قلبه ليكون الخيرَ كلّه، وأن يجسِّد العدل في حياته لتكون حياته عدلاً كلّها، بحيث يعيش آلام النّاس
ومشاكلهم، وليجعل الحياة كلّها صلاحاً وإصلاحاً: “إنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمَّة جدّي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر”، ولم يكن الحسين (ع) إنسان العنف، بل كان إنسان الرّفق: “فمَنْ قبلني بقبول الحقّ فالله أولى بالحقّ، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتّى يقضي الله بيني وبين القوم بالحقّ، وهو خير الحاكمين” .
وانطلق الحسين (ع) ليكون إنسان الحوار مع خصومه وأعدائه الَّذين تغلغلت الدّنيا في عقولهم، فكانت قلوبهم معه ولكنّ سيوفهم عليه، فكان يقف أمامهم بين وقتٍ وآخر، ليرشدهم ويبصّرهم بالحقيقة كلّها، ولكنّ الدّنيا شغلتهم وراقهم زبرجها… حتّى إذا أرادوا منه أن يقرّ بشرعيَّة حكم يزيد وابن زياد ، وينزل على حكمهم، انتفض (ع) انتفاضة الإنسان الَّذي انطلق الحقّ في كل كيانه، وبكلّ مسؤوليّة قال لهم: “ألا وإنَّ الدعيّ ابن الدعيّ قد ركز بين اثنتين؛ بين السلّة والذلّة، وهيهات منَّا الذلَّة! يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وأنوف حميّة، ونفوس أبيّة، من أن نؤثر طاعة اللّئام على مصارع الكرام” .
وقال لهم بكلِّ شجاعة وقوّةٍ في الموقف: “لا والله، لا أعطيكم بيدي إعطاء الذَّليل – فالعزّة لله ولرسوله وللمؤمنين – ولا أقرُّ لَكُمْ إقرارَ العبيد” ، لأنّني أعيش الحرّيّة التي منحها الله للإنسان، وقد رفض له أن يذلَّ نفسه.
وكان (ع) مثال الإمامة المسؤولة، والرّسالة المتحدّية، والشّجاعة الصَّابرة، وهو وإن قُتل في تلك المرحلة، إلا أنَّه بقي حيّاً في الأمَّة، ليكون ثورةً في كلّ جيل، وحركةً في كلّ موقع من مواقع مواجهة الاستكبار.
ونحن ان كنا نريد ان نكون فعلا معزين الى الامام الحسين ( ع ) علينا ايضا ان لانتحرك بعزائنا من ذاتنا وانما تحركنا يكون ضمن موقع تحرك الامامة بمعنا لانشرع شعائر او افعال او اقوال بما تهوى انفسنا غير مراعين بذلك هل هي مطابقة لضوابط الشريعة او انها غير مطابقة ، ولا نجعل من ذواتنا القاصرة تحدد جواز كل شيء،بدعوى انها للامام الحسين ( ع ) فهذا وقعا غير وارد ابدا ، علينا كل تصرف اتجاه القضية الحسينية عرضه على شريعة المقدسة لمعرفة جاهزيته الشرعية ليستحق ان يكون فعلا يليق بالقضية الامام الحسين ( ع ) .
اللهم احفظ الاسلام واهله
اللهم احفظ العراق وشعبه
🖋️ الشيخ محمد الربيعي
إنَّ حركة الامام الحسين (ع) كانت حركة الإمامة في موقعه، ولم تكن حركةً ذاتيّةً أو شخصيّةً، ولم يكن (ع) طالب سلطان، ولكنَّه كان إماماً يشعر بأنَّ الإمامة تفرض عليه الامتداد في كلِّ قضايا النّاس، ليمنحهم القيمة العليا في روحانيَّتها وحركيَّتها وكلّ المواقع التي ترتفع بمستواهم.
ولذلك، أراد الحسين (ع) للحاكم الإسلاميّ أن يجسِّد الإسلام في عقله ليكون خيراً كلّه، وفي قلبه ليكون الخيرَ كلّه، وأن يجسِّد العدل في حياته لتكون حياته عدلاً كلّها، بحيث يعيش آلام النّاس
ومشاكلهم، وليجعل الحياة كلّها صلاحاً وإصلاحاً: “إنّما خرجت لطلب الإصلاح في أمَّة جدّي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر”، ولم يكن الحسين (ع) إنسان العنف، بل كان إنسان الرّفق: “فمَنْ قبلني بقبول الحقّ فالله أولى بالحقّ، ومن ردّ عليّ هذا أصبر حتّى يقضي الله بيني وبين القوم بالحقّ، وهو خير الحاكمين” .
وانطلق الحسين (ع) ليكون إنسان الحوار مع خصومه وأعدائه الَّذين تغلغلت الدّنيا في عقولهم، فكانت قلوبهم معه ولكنّ سيوفهم عليه، فكان يقف أمامهم بين وقتٍ وآخر، ليرشدهم ويبصّرهم بالحقيقة كلّها، ولكنّ الدّنيا شغلتهم وراقهم زبرجها… حتّى إذا أرادوا منه أن يقرّ بشرعيَّة حكم يزيد وابن زياد ، وينزل على حكمهم، انتفض (ع) انتفاضة الإنسان الَّذي انطلق الحقّ في كل كيانه، وبكلّ مسؤوليّة قال لهم: “ألا وإنَّ الدعيّ ابن الدعيّ قد ركز بين اثنتين؛ بين السلّة والذلّة، وهيهات منَّا الذلَّة! يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون، وحجور طابت وطهرت، وأنوف حميّة، ونفوس أبيّة، من أن نؤثر طاعة اللّئام على مصارع الكرام” .
وقال لهم بكلِّ شجاعة وقوّةٍ في الموقف: “لا والله، لا أعطيكم بيدي إعطاء الذَّليل – فالعزّة لله ولرسوله وللمؤمنين – ولا أقرُّ لَكُمْ إقرارَ العبيد” ، لأنّني أعيش الحرّيّة التي منحها الله للإنسان، وقد رفض له أن يذلَّ نفسه.
وكان (ع) مثال الإمامة المسؤولة، والرّسالة المتحدّية، والشّجاعة الصَّابرة، وهو وإن قُتل في تلك المرحلة، إلا أنَّه بقي حيّاً في الأمَّة، ليكون ثورةً في كلّ جيل، وحركةً في كلّ موقع من مواقع مواجهة الاستكبار.
ونحن ان كنا نريد ان نكون فعلا معزين الى الامام الحسين ( ع ) علينا ايضا ان لانتحرك بعزائنا من ذاتنا وانما تحركنا يكون ضمن موقع تحرك الامامة بمعنا لانشرع شعائر او افعال او اقوال بما تهوى انفسنا غير مراعين بذلك هل هي مطابقة لضوابط الشريعة او انها غير مطابقة ، ولا نجعل من ذواتنا القاصرة تحدد جواز كل شيء،بدعوى انها للامام الحسين ( ع ) فهذا وقعا غير وارد ابدا ، علينا كل تصرف اتجاه القضية الحسينية عرضه على شريعة المقدسة لمعرفة جاهزيته الشرعية ليستحق ان يكون فعلا يليق بالقضية الامام الحسين ( ع ) .
اللهم احفظ الاسلام واهله
اللهم احفظ العراق وشعبه