الاثنين - 20 يناير 2025
منذ 6 أشهر
الاثنين - 20 يناير 2025

زمزم العمران ||

قال تعالى في كتابه الكريم :(وَمَن يَخۡرُجۡ مِنۢ بَيۡتِهِۦ مُهَاجِرًا إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ ثُمَّ يُدۡرِكۡهُ ٱلۡمَوۡتُ فَقَدۡ وَقَعَ أَجۡرُهُۥ عَلَى ٱللَّهِۗ وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُورٗا رَّحِيمٗا )

في الاول من ربيع الاول ، من العام الثالث للبعثة النبوية الشريفة هاجر النبي محمد صلى الله عليه واله لكي يرسم طريقا رساليا وهو القائل في دعائه :

اللهم إليك أشكو ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين أنت رب المستضعفين، وأنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهّمني أو إلى عدوٍ ملكته أمري، إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي ولكن عافيتك هي أوسع لي أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك أو تحل عليّ سخطك لك العتبى حتى ترضى لا حول ولا قوة إلا بك.

خط طريقه نحو العشق الالهي ، وقد عانى في سبيل الله ما لم يعانيه نبي من الانبياء ، حتى ورد عنه صلى الله عليه واله : ما اوذي نبي مثلما اوذيت ،
حتى نال مبتغاه واستشهد في الثامن والعشرين من صفر مسموما في رواية اختلف الرواة في نقل ماهيتها الحقيقية، وعلى هذه الهجرة هاجر سبطه وحفيده،
تاركا في يوم الثامن من ذي الحجة الكعبة المشرفة، حفاظا على قدسيتها من الانتهاك لانه كان يعرف السلطة الاموية وبطشها ، وعدم مراعاتها لاي حرمة فقال مقولته المشهورة : انهم سيقتلونني ولو وجدوني متعلقا بأستار الكعبة .

ليشق طريقه نحو قبلة اخرى اسسها للعشق ، وهي كربلاء فقدم كل شي في سبيل معشوقه حتى نسب اليه :

تركتُ الخلقَ طراً في هواكا * وأيتمتُ العيالَ لكي أراكا
فلو قطّعتني في الحب إرباً * لما مال الفؤادُ إلى سواكا

لذلك سجل في ملحمة كربلاء ، ما عجزت عن فهمه العقول في تقديم القرابين الواحد تلو الاخر ، شملت حتى الطفل الرضيع وماكان للعقيلة زينب عليها السلام جبل الصبر الا ان تكون شاهدا ومبلغا لهذه الملحمة ، التي جسدت فناء العاشق في معشوقه بعبارتها المشهورة الهي اذا كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى .