وبدأت القيادة الزينبية لاستكمال المسيرة الحسينية..!
🖋 الشيخ محمد الربيعي ||
هي هي القائد السيدة زينب ( ع ) بدأ دورها الفعلي كقائدا ظاهريا لضرورة شرعية لحماية القيادة الربانية الامامة من نهاية اخر نفسا صدر من الامام الحسين الشهيد ( ع ) .
فالسيدة زينب صاحبة التكليف الرباني لحماية الامامة …
محل الشاهدة :
القائد و السيّدة زينب(ع) مثالاً لأمّها، فقد عاشت في أحضان أمّها وهي طفلة، وعاشت في أحضان أبيها وهي شابّة، وعاشت مع أخويها الحسن والحسين(ع) في كلّ أسرار الإمامة وانطلاقة العلم، ولذلك، كانت تمثّل المرأة التي امتلأ عقلها بالعلم، وامتلأت حياتها بالإخلاص لله تعالى والجهاد في سبيله.
هذه هي القائد السيدة زينب؛ الإنسانة المسلمة القويّة التي لم تستطع كلّ الضغوط وكلّ الآلام وكلّ الفجائع وكلّ المآسي أن تُسْقِطَ موقفها، وأن تجعلها تنسحبُ من السّاحة.
وعندما نقدّم زينب (ع) إلى جانب الحسين (ع)، نستذكر أنّ أُمّها فاطمة كانت إلى جانب عليّ (ع)، وأنَّ جدّتها خديجة كانت إلى جانب رسول الله (ص).
عاشت السيّدة زينب (ع) روح القوّة في الإسلام… لأنّها تربَّت في حضن رسول الله (ص)، وفي أحضان فاطمة (ع) وعليّ (ع)، وعاشت مع أخويها الحسن والحسين (ع)، ولهذا أصبحت الإنسانة المملوءة علماً وإسلاماً ووعياً وقوّة .
ونفهم من هذا، أنَّ الله يريدُ للمرأة المسلمة أن تقف وقفةَ الحقّ، وأن تواجه الظّالمين، وأن تواجهَ الطّغاة، وأن تملك القوّة في المواقع التي تفرض عليها أن تقول كلمة الحقّ، فالله لم يكلِّف الرّجل فقط في ما هي مسألة الجهاد في المواقف، بل كلَّف المرأة والرّجل، قد لا يكون كلَّف المرأة بالجهاد المسلَّح، ولكنَّه كلَّفها بالجهاد السياسيّ الّذي تقف فيه ضدّ الظالم.
{ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ… }. ولهذا، فإنَّ الله كلَّف هذا، وكلَّف تلك ، ومسألة عاشوراء، هي مسألة الرّجل المسلم والمرأة المسلمة، والخطّ الإسلاميّ الذي يجب أن يتعاون فيه الرَّجل والمرأة من أجل بلوغ الغاية في نصرة الله، ونصرة دينه، ونصرة رسول الله.
القائد السيدة زينب (ع) حاضرة بيننا، وهي من الأشخاص التّاريخيّين الّذين لا يمكن للزّمن أن يؤطِّرهم بإطاره، أو يحبسهم في سجنه، لأنَّهم انطلقوا من عمق الحياة في كلّ معانيها الخالدة.
فنحن نحتاج إلى زينب (ع)…
في كل زمان وكل مكان لكل الرجال و النساء و النساء خصوصا ..
لتتعلم الناس فن القيادة والصبر و الايمان باضنك الظروف من القائد السيدة زينب ( ع ) حيث كانت زينب(ع) رفيقة الحسين(ع)، فامتلأ قلبها بحبّ أخيها، لأنَّ قلبها امتلأ بحبّ الرّسالة التي حملها أخوها الحسين(ع)، ولهذا تركت زوجها وابن عمها عبدالله بن جعفر في المدينة، وجاءت مع الإمام الحسين(ع) إلى كربلاء، ومعها ولداها. وكانت إلى جانب الحسين(ع) ترعى كلَّ عياله وكلّ عيال أصحابه، وكانت هي التي تشرف على علاج ابن أخيها الإمام عليّ بن الحسين(ع) عندما كان مريضاً في كربلاء، وكانت تجلس إلى الإمام الحسين، تتحدّث معه وتسأله عن طبيعة الموقف ومجريات المعركة، وكانت تعيش القلق على حياته، حتى إنها عندما سمعته ينشد شعراً، شعرت بأنّه ينعى نفسه، فأخذتها العاطفة، وانطلق الإمام الحسين(ع) يصبّرها ويقوّي موقفها ويوصيها بوصاياه: “إذا أنا هلكت فلا تشقّي عليَّ جيباً، ولا تخمشي عليَّ وجهاً، ولا تدعي بالويل والثّبور”، وكأنه يقول: “لا تشمتي بنا الأعداء”.
في يوم عاشوراء وانتهاء المعركة بدات قيادة السيدة الشريفة الظاهرية فعالة لتحمي بذلك الامامة بكل معانيها وقد ادت وظيفتها الرباني باكمل وجه الايمان والحمد لله رب العالمين
اللهم احفظ الاسلام واهله
اللهم احفظ العراق و شعبه