الخميس - 10 يوليو 2025

الإمام الحسين”ع”إمام المتقين وسيد الشهداء المجاهدين..!

الخميس - 10 يوليو 2025

القاضي حسين بن محمد المهدي ـ اليمن ||

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الإمام الحسين عليه السلام سبط رسول الله من أهل الفضل في اللب،
والوفاء في الود،
والكرم في الخلق،
والصدق في الإيمان،
والعلم بالاحكام الذي جعل لهم الله لسان صدق يشيد بفضلهم،
ويخبر بصحة صدقهم،
وينبئ عن خشيتهم لربهم.
لقد كان الحسين عليه السلام عَلَمٌ من أعلام الأمة،
وعالمٌ من العلماء الذي رفع الله مكانتهم (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ لايَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ).(شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)( إِنَّما يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ)
لقد كان الإمام الحسين عليه السلام من العلماء العاملين،
والفضلاء الصادقين كما وصفه رسول رب العالمين(حسين مني وأنا منه أحب الله من أحب حسينا) (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وابوهما خير منهما) والحديث صحيح.
لما ادلهمت الخطوب
واعتسفت الأمة
واغتصبت السلطة من قبل الجلف الجافي يزيد المتسكع في ظلام الفتنة ومهاوي الهلكة مع رعاع عاثوا في الأرض فسادا
وانتهكوا حرم الله ورسوله استخفافا
وبدلوا نعمة الله كفرا
واستحلوا دماء فضلاء هذه الأمة
راسل أهل العراق إلى الإمام الحسين من أجل إنقاذ الخلق ونصرة الحق وعلاء كلمة الرب ووعدوه النصر فاخلفوه فذاقوا بعد ذلك وبال أمرهم.
لقد نهض الإمام الحسين مؤديا حق الله عليه فاحيا بجده وجهاده فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بصبر و تقوى وعزيمة وثبات
فكتب الله له ولأهله ولصحبه وقرابته الشهادة (وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).
لقد تلقى الإمام الحسين عليه السلام الموت فرحا مستبشرا بلقاء ربه رافعا هامته مؤديا واجبه سابقا إلى جنة ربه
وما الموت إلا رحلة غير أنها
من المنزل الفاني إلى المنزل الباقي
إن الموت في سبيل الله حياة وفوز وفلاح ونجاح(إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى‏ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ فَيَقْتُلُونَ وَ يُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِيلِ وَ الْقُرْآنِ وَ مَنْ أَوْفى‏ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّـهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)(وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)
فثورة الإمام الحسين عليه السلام خالدة في وجدان المسلمين إلى يوم الدين ويرحم الله شوقي حيث يقول:
فليس الخلد مرتبة تلقى
وتؤخذ من شفاه الجاهلينا
ولكن منتهى همم كبار
إذا ذهبت مصادرها بقينا
وسر العبقرية حين يسري
فينتظم الصنائع والفنونا
وأثار الرجال إذا تناهت
إلى التاريخ خير الحاكمينا
واخذك من فم الدنيا ثناء
وتركك في مسامعها طنينا.
لقد بقيت ثورة الحسين عليه السلام وروحه تحلق في سماء المجد خالدة
تتهيبها الاجيال
وتقتبس منها العزيمة على مقارعة الظالمين،
وتتعلم الثبات والنصر مهما كان العدو متغطرسا فضا جهولا كما كان يزيد وابن زياد واتباعهم من الرعاع المتهالكين المفسدين.
إن الأمة بكل أطيافها وعلمائها ومذاهبها ومدارسها الشيعية والسنية تتفق على فسق يزيد بن معاوية وأتباعه من الرعاع الذين اشتركوافي قتل الإمام الحسين وظلمهم وجهلهم ولا اعتداد بمن شذ
فهولاء شيوخ السنة يصرحون بلعنهم فيقول العلامة ابن تيمية: اما من قتل الحسين أو رضي به فعليه لعنة الله والملائكة والناس اجمعين.
وهذا شيخ السنة العلامة محمد بن اسماعيل الأمير الصنعاني حينما غمزه بعض الناس بموالاة معاوية ونجله يزيد يقول
لقد نسب الأنام إليّ قولا
عليهم ربنا فيه شهيد
وقالوا قد تولينا ابن هند
وقلنا انه رجل رشيد
كذبتم انه والله عندي
لفسيق وشيطان مريد
وملعون بما كسبت يداه
كذلك نجله الطاغي يزيد.
إن إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام سيد الشهداء فيه إحياء لمسيرته الجهادية
وفيه عظة واعتبار
وتحفيز على مقارعة الظلم وعدم الاستسلام للمجرمين
وهاهي اليمن تستلهم ثباتها من ثورة الحسين وثباته، وهاهو شعب فلسطين يقتدي بالحسين في تضحيته وجهاده.
فالتاريخ يتشابه إلى حد كبير.
إن من اخلص في جده واجتهاده وجهاده وان تمالا على خذلانه الكثير فإن الله سبحانه وتعالى سيكتب له الخلود، ويكتب له النصر
ولعل سر خلود ثورة الإمام الحسين تباطؤ الكثير عن نصرته في حينه،وان كانت قلوبهم معه
فلذلك شاءت إرادة الله أن يبقى خالدا
وان تهب الملائين من المسلمين لزيارته والدعاء له، وان يكون قدوة واسوة لكل المصلحين في كل زمان ومكان
إن تكريم الله للامام الحسين في هذه الحياة واضح للعيان لايحتاج إلى برهان، غير أنه لايكفي لنصرة الإمام الحسين الخروج في مسيرات أو شتم قاتليه دون الخروج للانتصار على مثل ماقاتل عليه الحسين
فالتاريخ وان لم يعد نفسه ولكنه يتشابه، لقد ظلمت اليمن وحوصرت وقوتلت واستشهد الكثير لأنها رفعت رآية الجهاد ضد الصهيونية.
لقد حوصرت اليمن وقتل قائد المسيرة القرآنية السيد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي رحمه الله كما قتل الإمام الحسين،
احسين انت اخو الشهيد بكربلاء
ورفيق زيد في نعيم ترفع
لقد تم محاربة اليمن ومحاصرتها على مراى ومسمع من المسلمين في أوضاع شبيهة بالاوضاع التي حدثت فيها ثورة الإمام الحسين إلا دعم الثورة الإسلامية في ايران للمسيرة القرآنية وقائدها المجاهد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله بعد استشهاد السيد حسين بدر الدين الحوثي رحمه الله يرفع المعنويات فجزاهم الله خيرا
ونحن نشاهد احداثا في فلسطين شبيهة بالأحداث في كربلاء والكثير من المسلمين يتفرجون على قتل النساء والشيوخ والاطفال وكأن أيديهم مكتوفة وتلك فاجعة كبرى
إن المسلمين اليوم مدعوون لاداء الواجب الإسلامي والانساني والاخلاقي تجاه شعب فلسطين وفاء ببعض حقهم، وخوفا من عذاب ربهم الذي يقول في محكم كتابه( انْفِرُوا خِفافاً وَ ثِقالاً وَ جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)(إِلاَّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً وَ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَ لا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَ اللَّهُ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ
إن الحق سبحانه وتعالى توعد المتثاقلين المتخاذلين عن نصرة اخوانهم ودينهم بالعذاب فقال سبحانه (إِلاَّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ)
الشكر والتقدير والثناء الكبير لقائد المسيرة القرآنية السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وأنصار الله وحزبه الذين استجابوا لله ولرسوله، ورفعوا رآية الجهاد وتضامنوا مع الشعب الفلسطيني فنالوا بذلك شرف الدنيا والآخرة وان الله سبحانه وتعالى على نصرهم لقدير
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين ولانامت أعين الجبناء(وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)