الثلاثاء - 20 مايو 2025
الثلاثاء - 20 مايو 2025

ضياء ابو معارج الدراجي ||

بعد فشل البعثية والجماعات التكفيرية والإرهابية من السيطرة على العراق والعودة به إلى ما قبل 2003 خلال العشرين سنة الماضي منذ رفضهم دخول (سنة العراق) إلى الانتخابات عام 2005 بفتاوي التكفير ضد كل من يشارك ليخسر أنفسنا السنة منصب رئاسة الجمهورية لمصلحة إخوتنا الأكراد، ثم عملياتهم الإجرامية ضد أبناء الشعب بالتفخيخ والذبح والانتحاريين تحت مسمى تنظيم القاعدة الذي انتهى بقتل قادته إلى رأس الهرم ثم محاولة الانقلاب العسكري البعثي في الموصل عام 2014 تحت غطاء ثورة العشائر السنية الذي سيطر على الموصل وتكريت والأنبار وسلمها على طبق من ذهب إلى تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا ليتحول اسمه إلى تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، (داعش) التنظيم الإرهابية الأقوى منذ سقوط الدولة العثمانية والذي يستخدم الإسلام غطاء لعملياته الإجرامية ضد شعوب المنطقة والعالم والذي قضت عليه كلمة صدحت من بيت متهالك في زاوية من زوايا النجف الأشرف نطق بها مرجع الشيعة الأعلى السيد علي السيستاني أدام الله ظله على الأمة الاسلامية والذي اعلن فيها جهاد كفائي بفتوى قلبت التوقعات رأسا على عقب وانهزم التنظيم الى غير رجعة ليعود عناصره -من جديد- مع البعثية والغمان بصفة مدنية باسم ثورة تشرين اغلقوا بها العراق وحاربوا الدوام ومنعوا كل صور الحياة ونجحوا باقالة الحكومة ونصبوا احد قياداتهم (مصطفى الكاظمي) رئيسا للوزراء بعد ان قتلوا غدرا وغيلة بمساعدة امريكا والغمان اغلب من كان سببا في دحرهم خلال كل حروبهم في السنوات الماضية، رجال الله (المهندس والجنرال والعلياوي وغيرهم من شرفاء الوطن وابناء فتوى الجهاد الكفائي).
وبفضل من الله والمرجعية الرشيدة استطاع الشعب العراقي أن ينتخب حكومته الجديدة وعزل الكاظمي ومن تبعه والتي باشرت بإعمار العراق منذ اللحظة الأولى و-خصوصا- الخدمات والمستشفيات، وخلال مرحلة الاستقرار هذه أطل علينا بعض المنبوذين من الفشلة والخاسرين عسكريا وانتخابيا ودينيا بمحاولة تقسيم العراق وإعلان الإقليم السني العربي بخرائط تنشر على صفحات التواصل الاجتماعي وتطبيل لها من قبل الجيوش إلالكترونية والوهمية للضغط على الحكومة المركزية وتعطيل عجلة الإعمار فيها رغم أن قيادات السنة الشرفاء ترفض رفضا قاطعا ما يسمى بالإقليم السني وتعتبره دعوة للتقسيم و-خصوصا- أن بعض المحافظات المشتركة التي تمت الإشارة إليها ضمن ذلك الإقليم المزعوم لا يمكن أن تقبل بذلك الإقليم لأنها متعددة القوميات والطوائف مثل الموصل وديالى وصلاح الدين وكركوك وبغداد والتي يتوزع سكانهم ما بين كورد (سنة وشيعة) وعرب (سنة وشيعة) وتركمان (سنة وشيعة) وكورد فيليه وكلدان وآشورين وايزيدين، الذين لن يقبلوا بهذا الإقليم وحتى ان إقليم كردستان لن يقبل بهذا الاقليم المزعوم لان لديه مناطق في تلك المحافظات يريد ضمها الى اقليم كردستان من اجل اعلان دولة كردستان الكبرى.
كذلك حتى محافظة الأنبار والتي تعتبر مركز ذلك الإقليم المزعوم وذات الأغلبية السنية لا يقبل ساستها على إعلان إقليم السنة لأنهم يعرفون جيدا أن الأنبار وحدها ستكون إقليما دون ضم أي محافظة أخرى خالية من كل مقومات الإقليم تجاريا وعسكريا وماليا وإداريا وسوف تسيطر عليها الجماعات الإرهابية المتطرفة -من جديد- وتصبح ساحة عمليات عسكرية الخاسر الوحيد فيها المواطن الأنباري، كذلك هم على اطلاع تام منذ 2003 إلى اليوم على المشاكل الإدارية والمالية والعسكرية بين حكومة المركز وإقليم كردستان والتي لم تحل لحد الآن ولا يريدون تكرار ذلك معهم خصوصا وهم الان مسيطرين على محافظتهم و يستلمون كامل حقوقها المالية من قبل حكومة المركز، لذلك أن قضية إعلان الاقليم العربي السني قضية امنيات لن تتحقق وهدف اصحاب هذا الاعلان هو هدف انتخابي لغرض الفوز باعلى الاصوات في الانتخابات البرلمانية القادمة في المحافظات السنية وحتى ان فازوا فعلا بمقعد او اكثر لن يكون الاقليم ضمن مخططاتهم في الاعم الاغلب.

ضياء أبو معارج الدراجي