إصبع على الجرح..الثابتون..!
منهل المرشدي ||
ثلة من الأولين وقليل من الآخرين ..!
من دون ادنى شك إن الناس كل الناس أغنياء كانوا ام فقراء اعلام كانوا ام بسطاء صغارا او كبار نساء او رجال ساسة وغير الساسة ، جميعهم ومن حيث يعلمون ام لا يعلموا شاءوا أم أبوا مأسورين في هوى الدنيا وجهاد النفس ونوازع الطموح وعالم الأحلا.
بعيدا عن الخوض في حيثيات تلك المفردات هوى الدنيا والطموح والأحلام ما بين المشروع واللامشروع وما بين الحق واللاحق وما بين المعقول واللامعقول والمقبول واللامقبول فإن خاتمة الأمور للجميع إن الله سيلزم كل انسان طائره في عنقه ويخرج له يوم القيامة كتابا منشورا حيث يكون حسيبا على نفسه .
مغريات الدنيا لدى البعض وما ال بهم الحال شيء أكبر من ان يحتمل سواء من اعتلى المناصب فجأة بعدما كان لا يلقى من يسمعه فأمسى الكل يصغي اليه رئيس وزعيما ويتملق له بين يديه حاشية وحمايات أو من امتلك الأموال خلسة وأمسى ملياديرا محاط بالخدم والحشم والقصور بعدما كان يعز عليه ان يرد عليه السلام لو حيا القوم ويعز عليه قوت يومه لعياله .
في دولة الامتيازات اللامألوفة والرواتب المجنونة والطبقية المشرعنة بحكم الدستور والسطوة الطوبائية لكل من هب ودب !! في زمن تفشى به القلق لدى الكل من الكل والخوف عند الجميع من الجميع وامست نظرية المؤامرة هي القاعدة عند الغالب الأعم والثقة والطمأنينة للآخر إلا ما رحم ربي .
لا يحق لنا أن نبخس حق الشرفاء والمخلصين والثابتين على الثوابت والمبادئ رغم انهم ثلة من الأولين وقليل من الآخرين غرباء مستغربين يعانون من وحشة طريق الحق لقلة سالكيه .
لكن كم من رؤساء احزاب انقلبوا على احزابهم وزعماء كتل وشيوخ قوم انقلبوا على احزابهم وأقوامهم واقلام رخصت واصوات ذلت لا لعدل ابتغوه او حق ينشدوه إنما لهوى الدنيا وصراع الجاه والسلطة والسلطان وكأنهم نسوا اوتناسوا وجهلوا أو يتجاهلوا ان الله خاطب سيد الكائنات وخاتم الرسل والأنبياء ( إنك ميت وإنهم ميتون ) .
يبقى النفيس النقي الغالي الثمن قليلا في كل زمان ومكان ولا يعجبك كثرة الخبيث ولله در أبا القاسم محمد صلى الله عليه وآله الذي وصف جهاد الحرب بالجهاد الأصغر وجهاد النفس بالجهاد الأكبر . أخيرا وليس آخرا نبارك لكل من لا زال ثابتا صابرا محتسبا في النهج والثوابت والدين والوطن رغم اننا على يقين إنهم ثلة من الأولين وقليل من الآخرين . ..