التسميم السياسي في العراق بعد 2003 Iraq After 2003 In Political Intoxication الجزء الثاني
الباحث والاكاديمي صلاح الاركوازي ||
العوامل الذاتيه والعوامل الموضوعيه
فمن من منظور الباحث العامل الخارجي يقصد به كل ما هو خارجي عن ذات الشخص المستهدف في عمليه التسميم فقد يكون هذا العامل حزبا او جهه او تيارا او دوله او منظمه لها مصلحه في تنفيذ هذا البرنامج وهذه السياسه او هذه الصوره من صور تغيير اشكال العدو يعني صوره العدو بتقنيه او باسلوب {التسميم السياسي } حيث يدل على مدى تغلغل ومدى عمق هذه الدوله والتي ممكن احيانا ان نسميها (( الدوله العميقه )) في الداخل دوله الام وبالتالي هذا سيعطيها مرونه واستمراريه ومجال حركه ومناوره وحصانة واسعه لاختيار الشخصيات والنخب وبالتالي لعب دورا في التسميم السياسي ونجاحها من اجل ايصال الشخص او المجتمع الى ما يريده المُنّظِر او واضع الخطه اتجاه الهدف ولذلك نجد ان وهذا هو راي الباحث الغالبيه المطلقه من الاشخاص التي تم اختيارهم قد نجحت معهم عمليه التسميم السياسي وبامتياز وما يجري اليوم على الساحه العراقيه لخير مثال على مدى نجاح هذه السياسه ومدى أهمية وقوة وفعالية دور العامل الموضوعي (الخارجي ) في رسم السياسات التكتيكيه والمستقبليه للعراق ((لكن بحسب نظر الباحث فان وجود النخبه الصادقه من رجال صدقوا ما عهدوا الله عليه ووجود المرجعيه الرشيده ووجود المراقد والائمه هذه كلها تعطي بعد الروحيا وانسانيا وعقائديا للسائرين على نهج ان يكون العراق عراقا حرا ابيا عراق علي وحسين والائمه والصالحين تحت رعايه المرجعيه الرشيده وبالتالي فان هذه الارض التي دفن فيها هذه الاجساد الطاهره لن ولم ولن نخشى عليها فانها بعين الله وبعين ورعايه صاحب العصر والزمان عجل الله تعالى فرجه شريف)) لذلك فان المتتبع يجد ان خطورة التسميم السياسي تكمن في ما يمتلكه هذا الاسلوب للحرب النفسية من مقومات،
1. تستخدم اسلوب التوجيه الدقيق في توجيه الخطاب الاعلامي نحو الخصم لهز قيمه وثوابته وأصوله والركائز الفكرية والمعنوية والاخلاقية والتربوية التي يعتمد عليها،
2. وذلك بتخطيط واِدارة من قبل متخصصين ومتمرسين في هذا الاسلوب :-
1) احداث عملية شلل كبير ، لشل العدو ( شل عقلة وقدرة على التخطيط واتخاذ القرارات) .
2) ومن ثم عملية سلب ارادته ( وهذه اهم نفطتين )، وكما حصل في العراق بعد احتلال عام 2003.
وبالتالي فاِن المختصين متفقين بان العامل الخارجي {{ لعب ويلعب وسيلعب }} في العراق وتحديدا بعد عام 2003 دورا مهما في الكثير بل في معظم من الاحيان لعبت دورا في تحديد مسار السياسات الخارجيه منها والداخليه حتى وصل الى كل مفاصل ودقائق الحياه في العراق وخصوصا موضوعنا التسميم السياسي / حيث أن العامل الخارجي كانت واحدة ( ان لم تكن اهمها واكثرها خطورة ودماراً ) من المحركات القويه والتي لا تقل اهميه عن العامل الذاتي ، حيث نجد انه دور هذا العامل كان فعًالاً في تحديد :-
1. تحديد واختيار الشخصيات
2. السياسات .
3. وحتى القرارات .
4. والتوجهات .
5. والتبعيه.
6. ومقدار هذه التبعيه
7. واتجاه هذه التبعية .
والشيء المهم والملفت للنظر ايضا ، ان الذي يمكن رؤيته والاحساس به ولمسه بوضوح وبشكل جلي اِن هذا قد :-
a) يؤدي الى تفكيك النسيج والبنية الاجتماعي الاصيلة ، وذلك :-
1. بفك أواصر وعناصر الكيان الوطني الاصيلة والمتجذرة .
2. وبعثرتها عشوائيا وافقادها اصالتها وارتباطها بماضيها والاتصال بالحاضر والمستقبل
3. بحيث يغدو كل عنصر منها عاجزا عن اداء وظائفه الطبيعية بشكل كامل،
b) وبذلك يكون القائم بالتسميم السياسي وكأنه المنقذ والمخلص الذي لا يبخل بتقديم معوناته وخدماته للجسد المريض بجرعات محسوبة،
وفعلا حدث الكثير من هذا في العراق على غرار الاتفاقات الامنية والصفقات السياسية، والتبادل التجاري ولكن ما حصل هو بتر مقومات البنية التحتية في العراق وإعاقتها لكي يبقى العراق مستوردا لك شيء ومن دون تخطيط وادراك وطني.
بعد ذلك يحدث الشيء الخطير والكارثي اي بعد عملية التفكيك تتم:-
1. عملية التبعية الشاملة العمياء لجهة التسميم السياسي،
2. ما يجعل من المجتمع بشكل عام تابعا ومنفذا ( اصابته بشلل تام او شبه تام يفقده صفة اتخاذ القرار والمواجهة وبلتحدي والسير والعمل بالشخصية السابقة ..قبل التسميم )) لكل ما يخططه القائم بالعمل النفسي، عبر عملية التسميم السياسي،
3. لذا فانه يعد من أكبر المشكلات العالمية فضلا عن كونه سببا رئيسا لتنامي أعمال المفككة للمجتمع ولنسيج الدولة (الارهاب والمخدرات والمافيات..الخ )
ولعل صورة التسميم السياسي باتت اليوم اكثر وضوحا في العراق بعد 2003 كما اثبتت وستبثت الكثير من الوقائع، لذا يحتاج العراق لمنظومة علمية وعملية ومهنية أحترافية تخطيطية استراتيجية من متخصصين وخبراء في مكافحة التسميم السياسي ( لانك في الكثير من الاحيان تقاتل عدوا شبحيا ):-
1. للقيام بالخطط والأعمال والاجراءات اللازمة والإصلاحات المطلوبة،
2. وإعادة بناء المجتمع وترسيخ الثقافة والتثقيف في الشؤون التعليمية والاجتماعية والإدارية والوطنية، لإنقاذ البلاد من براثن التسميم السياسي وتداعياته المستقبلية.
تنويه :- حيث من منظور الكاتب المقصود بالعوامل الذاتيه هي العوامل الداخليه والشخصيه والعوامل الموضوعيه هي العوامل الخارجيه ( سواء المفروضة قسرا او المطلوبة حبا ) ..
خلاصة الاجابة على موضوعنا العراق يأن على جراحات التسميم السياسي اما الثمن :-
1) للسائرين على درب الذي اراده الباريء جل وعلا . فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون .( الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر)
2) وللسائرين على درب الوصولية وعلى الاكتاف وممن لم يتعّظوا من التاريخ (وسكنتم في مساكن الذين ظلموا أنفسهم وتبين لكم كيف فعلنا بهم وضربنا لكم الأمثال) .
والعاقبة للمتقين .