الأربعاء - 06 نوفمبر 2024

المنبر ميدان أصحاب البصيرة ..!

منذ 4 أشهر
الأربعاء - 06 نوفمبر 2024

مازن الولائي ||

١٦ محرم ١٤٤٦هجري
١ مرداد ١٤٠٣
٢٠٢٤/٧/٢٢م

من المؤلم جدا والمحزن أن نرى هذا التساقط المتكرر والهفوات لبعض الخطباء ممن واضح من خلال تلك الهفوات انهم لم تكتمل لديهم مساحة الوعي والبصيرة السياسية! بل وأحيانا التقوى والتشخيص الذي تقف خلفه القراءة الذكية وسبر اغوار عالم السوشل ميديا الذي عدّه وهيئه العدو اللاعب الاساس فيه ومن يوجهه ويوجه المزاج من خلاله ليطيح بذا ويغرر ويوهم ذاك! واصبحنا نواجه مشكلة حقيقة في أهم روافد المعرفة العملية وهو “المنبر” ونوع من يرتقيه – المنبر – وهو أعظم وسائل التأثير! ومقتل الأغلب من الشيعة خاصة في ربيع المنبر مثل شهر رمضان المبارك وشهري محرم وصفر!

غياب الضوابط التي تسمح وتمنع من ارتقاء المنبر خطر التأثير هي وراء امتطاء هذه الاعواد حتى لمن لم يكمل الشوط البسيط من الدراسة الحوزية! هذا ما جعل الفارق كبير بين روح الواقع وعميق التشخيص وبعد الأهداف التي لا يحتكم على مقادير الألفاظ الدقيقة جدا والمناسبة في التعبير عن قضايا كثيرة يجلس العدو لها جلوس المستمع الجيد ليصطاد منها ما يجعله مادة دسمة ترجع بالخطر على أمة الشيعة! مثال من يتكلمون على الحكومة الشيعية وهم غير مدركين لوجود الحكم الشيعي بعد ذهاب البعث الكافر ومن خلفه أمريكا وبين وجود فاسدين من الشيعة والسنة والاكراد وغيرهم من ضمن جوقة أمريكا وخططها لمنع نجاح الحكم الشيعي! وهنا يضيع الخطيب ويصبح أداة قاتلة هذا المعمم وذاك وكل يوم نصحوا على سقوط خطيب في فخ الجهل والعجلة وسوء الفهم ووووووو ونفس هذا السقوط مادة تضاف الى مواد نجاح العدو! وهكذا ينتج نقص البصيرة كوارث ومصائب!!!

الواقع السياسي ومشهده المعقد يحتاج لمن يريد نقده أن يكون حسن نصرالله وعبد الملك الحوثي وهذه الرتبة التي تعرف بعميق المعرفة الى أين تتجه الامور وأي شيء ينفع في هذه اللحظة وماذا ان يقال في هذه الأزمة أو تلك التي تغيب جذورها على أغلب مرتقي المنبر! ليصبح هذا المنبر المسكين بعد أن عاش عزه وتاثيره العجيب يوم ارتقاه مثل الدكتور احمد الوائلي قدس سره الشريف..

علينا أن نكون حريصين على روح الخطاب الشيعي وقضاياه الدقيقة الحكومة بعيدا عن الأشخاص المسيئين، المقاومة وما تتعرض له من عملاء هنا وهناك وامور ليست بمتناول خطيب ما مجرد يحفظ كلمتين ليس فيهم عمق سياسي وحس أمني يخشى فيه على أمن الشيعة القومي..

“البصيرة هي ان لا تصبح سهمًا بيد قاتل الحسين يُسَدَّد على دولة الفقيه”
مقال آخر دمتم بنصر ..