خدّام الحسين قَتَلَة..!
الشيخ جمعة العطواني ||
الثلاثاء 23/ 7/ 2024
لا نستغرب عندما نسمع من (سقط المتاع) في المجتمع العراقي من يتهم الاسلام بالارهاب، وانه سبب في دمار العراق، فقد سمعنا ذلك من (ربائب) السفارة الامريكية ، من ناشطين او سياسين ممن يشيعون الفاحشة والانحاط في المجتمع العراقي، ويطالبون بالتعبد بدين امريكا الذي يدعو الى المثلية والجندر والتحول الجنسي وتبادل الزوجات، حتى وصل الانحطاط الخلقي والاجتماعي الى درجة ان سيدة هؤلاء (السفيرة الامريكية) تصرح بكل عهر بان ( اقرار قانون تجريم المثلية والتحول الجنسي من شانه ان يعطل عمل منظمات المجتمع المدني في العراق) في دلالة واضحة عن طبيعة عمل المنظمات المرتبطة بالسفارة الامريكية، الذين نشاهدهم في كل يوم يشنون حملات التسقيط والتشويه بحق الاسلام ومقدساته .
كذلك لا نستغرب من نفايات السفارة وخريجي مدرسة المطعم التركي، وهم يتهمون الاسلام السياسي بانه سبب دمار العراق، لان هذه الشتائم اصبحت مستهلكة ولا تحرك فينا ساكنا، كونها تخرج من افواه تلفظ (قيحا )وليس كلمات وجمل مفيدة.
ما سمعناه من المدعو سجاد سالم وهو خريج المدرسة المذكورة لم يحرك بنا ضميرا او يهز لنا وجدانا، كون كلامه تكرارا لما ذكره اسياده من ذي قبل، بل انه دخل مدرسة الانحلال والانحاط في زمن متاخر، فقد سبقه كبار المنحطين من امثال فائق دعبول وغيث التميمي واحمد الابيض ( الاهوازي).
في الوقت الذي استغل هؤلاء مطالب الناس المشروعة في تشرين وتسلقوا على( آهاتهم) ومعاناتهم ليفصحوا عن وجوههم القبيحة ودونية مواقفهم.
لكن الذي هز وجداننا وضمائرنا ذلك الاتهام الخطير الذي وجهه المدعو سجاد سالم بحق المواكب الحسينية باتهامه لهم بقتل الناس.
ان تصل القباحة الى اتهام خدام ابي عبد الله بارتكاب جرائم قتل فهذه التهمة تعبر عن حجم الحقد الذي يحمله هؤلاء ضد الشعائرالحسينية، وهو بلا ادنى شك يمثل النهج الذي انتهجه نفايات البعث في القرن الماضي لكن بطريقة امريكية .
نعم رغم غرابتنا من ذلك التصريح، الا اننا يمكن ان نحلل دوافعه واهدافه، ومنها ان خدام ابي عبد الله عليه السلام بما يقدمونه من خدمة لزوار سيد الشهداء، وكذلك توفير الامن لهم انما يمثل غصة في افواه ربائب السفارة، فهذه الظاهرة المليونية تعبر عن هوية المجتمع العراقي، وهذه الهوية وبخاصة في زيارة الاربعين من شانها ان تطهر ارض العراق من قاذورات السفارة الامريكية، فعملهم للسفارة يستمر لعام كامل بين اتهام الاسلام واهله وترويج للدولة ( العلمانية ) المتحللة من كل قيم الانسانية، فضلا عن الاسلامية والقيم الاجتماعية، لكن في زيارة سيد الشهداء في محرم وصفر تاتي امواج البحر الحسيني من الزائرين لتطهر ارض العراق من هذه الشعارات، ويتحول عملهم الى هباء منثور( وقدمنا الى ما علموا من عمل فجعلناه هباء منثورا) .
الاغرب ان المدعو سجاد سالم يدعو هو الاخر ومن (مؤخرة) سفينة السفارة الامريكية الى حل الحشد الشعبي وتذويبه في المؤسسات العسكرية.
هذه الدعوة هي الاخرى قد سئمنا سماعها من سنوات، قبل ان يبلغ سجاد سالم الحلم، لكنه عندما بلغ الحلم لم يبلغ الرشد السياسي، لذلك يعيد ما قاله الاسياد من قبل .
ربما لا يعلم سجاد هذا ان حل الحشد الشعبي وتذويبه سيؤدي بالضرورة الى تذويب العراق بكل مؤسساته، وفي مقدمتها المؤسسة التي (نزا) عليها سجاد في غفلة من الزمن ليصبح نائبا في البرلمان وتزداد نسبة الطارئين على المؤسسة التشريعية اكثر من ذي قبل.
فالحشد الشعبي هو الضمانة ( الوحيدة ) في استقرار الدولة وفي الحفاظ على كرامة الشعب العراقي، كيف الا، وهو نتاج لفتوى سليل سيد الشهداء المرجع الاعلى السيد علي السيستاني (دام ظله)، بل ان هذا الحشد فيه نفحة سيد الشهداء بلا ادنى شك .
فعندما جد الجد وتهدد وجود العراق دولة ومجتمعا ومؤسسات، هب ابناء الحسين استجابة لفتوى ابن الحسين، وهم يحملون شعار( لبيك يا حسين )، وبهذا الشعار استجاب الله تعالى لصدق ندائهم، لانهم خرجوا لا يحلمون بمنصب كما خرج سجاد هذا مستغلا عذابات الناس، ولا يحلمون بغير تحرير الارض من براثن الارهاب التكفيري، او نيل الشهادة كما فعل اصحاب سيد الشهداء ، وبنداء لبيك يا حسين تاسس الحشد المقدس.
سيد الشهداء عليه السلام في يوم عاشوراء وبعد ان علم بصدق نوايا اصحابه قال مقولته المشهورة( والله لا اعلم اصحابا خير من اصحابي )، لانهم لا يبتغون دنيا ولا مال.
ابناء الحشد هم امتداد لاصحاب سيد الشهداء، ويشهد الله اننا لا نعلم اصدق واخلص للعراق من رجالات الحشد وشبابهم.
لذلك نعني ما نقول بان تذويب الحشد يعني تذويب العراق وسيطرة بغايا السفارات وسقط المتاع على الدولة والمجتمع.
فاتنا ان نشير الى مصطلح طالما يكرره اسياد سجاد هذا، كما كرره هو ايضا ، فهو يتهم الاسلام السياسي سببا في دمار العراق.
انا على يقين ان سجاد سالم لا يفقه معنى الاسلام السياسي، لانه اجهل من يلامس تلك المصطلحات ومن اطلقها، كما انه لا يوجد في العراق اسلام سياسي، ففي العراق دولة علمانية تبيح الموبقات وتجيز الملاهي وحانات الخمر ونوادي الليل باجازات مكتوبة على ابواب تلك البارات فاي اسلام سياسي هذا .
نعم يوجد في ادبيات الاسلام ( حاكمية الاسلام)، ولكن الذين فصلوا الدين عن السياسة راحوا يلاحقون الدين في ادق تفاصيله لاجتثاثه من المجتمع والحياة .
فلو كان نظام العراق اسلاميا لاصبحنا اليوم ننافس الجمهورية الاسلامية في تقدمها وتطورها العلمي والتكنولوجي، وعنفوانها واقتدارها السياسي والعسكري وغير ذلك.
لكننا انتهجنا النظام العلماني بنسخته الغربية بكل حمولاتها المنحطة عن فطرة الانسان وقيم الاسلام واعرافنا الاجتماعية، وليس الدعوة الى المثلية عنا ببعيد، واستنكار بلا سخارت وسفيرتكم في العراق لتشريع قانون يحظر هذه الممارسات، لانها تشعر ان العراق قد خرج من النظام العلماني بنسخته الغربية والامريكية، لهذا تكرهون الاسلام وتحقدون على مواكب ابي عبد الله وتحملون ضغينة على الحشد المقدس.