السلطة ام الحكومة؟!
رياض الفرطوسي ||
يقول الكاتب الامريكي إرنست ميلر همينغوي : اتعس انواع السلطة هي التي تفرض علينا ان نتذكرها صباح مساء .
الانظمة السياسية الحديثة تجاوزت مفهوم السلطة ( اي النظام السياسي ) الى القوى الكبرى داخل المجتمع ممثلة بالاحزاب والتيارات الاجتماعية والعشائرية والقبلية والمؤسسات الثقافية المحلية . يفترض ان تكون تلك القوى روافد تصب في نهر السلطة . الا ان المفاهيم وقيم وعادات وانماط هذه القوى تتطلب نسخ الانسان وفق خلطة ابوية صارمة وغير مستقلة فكريا وسلوكيا تتعارض مع مفهوم فلسفة الدولة والنظام السياسي في تحقيق الامن وتنظيم عمل المؤسسات بشكل قانوني .
يمكن قراءة وجه النظام السياسي في اي مجتمع من خلال طبيعة العلاقات الاجتماعية ونظافة الشارع والحدائق العامة ونظام التعليم ونوع الاعلام وطبيعة الخطابات والشعارات . اسمع ما يقوله اصحاب البسطيات وكيف ينظرون للحكومة .
توقف عند اشارات المرور وانظر الى حالة الاطفال وهم يبيعون الماء لاصحاب السيارات . هذا الامر يكشف لك مستقبل النظام السياسي .
اذهب الى المسشفيات العامة لتتعرف على الوجه الحقيقي للنظام الاجتماعي والسياسي . لن يحصل تغيير حقيقي مالم يحدث انقلاب في البنى التحتية للمجتكع وللعقل السياسي وذهنيته وطريقة تفكيره .
تلك المتاهة الدائرية التي نعيش فيها تحتاج لمن يكسرها بعد ان تضخمت بالمتناقضات وازدحمت بالمسكوت عنه وستكون النتائج وخيمة ما لم تحدث معجزة ولا اظن اننا نعيش في زمن المعجزات.
اقرء ايضاً
