التعايش مع الخسارة والبحث عن نصر وهمي..!
نتنياهو في الحكم والحرائق في اليمن، التعايش مع الخسارة والبحث عن نصر وهمي..!
غيث العبيدي ||
تعايشت وتساكنت وتوافقت الحكومة الإسرائيلية، مع النيران الناتجة عن قصف طائراتها الحربية لميناء الحديدة اليمني، واعتبروها العامل المشترك الأكبر للتوافق، فقسموها ”كمؤشر رضا“ بين أعضاء الكنيست الاسرائيلي بدون باقي، وسوقوها إعلاميا على أنها مغزى استراتيجي تاريخي، وانتصار مؤكد على اليمنيين، ورسالة تحذيرية لأعداء اسرائيل في عموم الشرق الأوسط.
دائما مايبحث المهزومين والمحبطين والمكسورين وفاقدي القيمة، عن انطباعات قادرة على تحقيق ”الانتصارات المستعارة“ للتقليل من مرارة واقعهم الحقير، ووضعهم الذميم، للانتقال من حالة مزرية ومخزية وسيئة، لحالة افضل، ولخلق نوع من التوازن النفسي، في نفوسهم الضاربة للحسرات، والمحاصرة بشعور الخوف من الفشل، والقلق من قادم الأيام التي لا تحمل غاياتهم، والغير قادرة على تحقيق رغباتهم، سواء في جبهة اليمن أو باقي جبهات محور المقاومة، فما كان منهم الا إلاعجاب بمنظر حرائق خزانات نفط ميناء الحديدة ، وحركوا أحلامهم ومنوا أنفسهم بأن مثل هكذا مناظر قد إعادت لإسرائيل قوتها المزيفة وصلابتها المفقودة، واكدوها ب…”لاسرائيل اليد الطولى في المنطقة“ لمعالجة مشكلات الانكسار في الداخل الإسرائيلي.
حسم الحرب والانتقال لحالة الانتصار، لا تتحقق بالنيران ولا بالخراب والدمار، وكثرة الضحايا، ولا بمستويات التدريب، وعدة التسليح، وتكنولوجيا المعلومات، بل على الكفاءة والعقيدة والايمان الراسخ بالقضية، وحكمة القيادة ومعنويات الجيش وتأييد الشعب، واليمن تمتلك كل تل المقومات بدلائل عديدة أهمها..
▪ الاعلان السريع على لسان أعلى قيادة سياسية في البلاد على الدخول في ”المرحلة الخامسة“ في معارك إسناد غزة.
▪ الفشل الإسرائيلي في إبعاد اليمن عن ميدان الصراع، حيث أعلن اليمنيون عن قصف اهداف مهمة في ايلات بعد الغارات الاسرائيلية مباشرة.
▪ الانطلاق في تحديد أهداف جديدة، في يافا وعموم فلسطين المحتلة، واستمرارية تهديد السفن الداعمة للكيان المحتل، يثبت بأن مايمتلكة اليمن من قدرات عسكرية يفوق التصورات الإسرائيلية بكثير.
يمتلك اليمنيون السبق في الإيمان بالله، والقوة والعطاء وسخاء الإسناد، وحكمة القيادة، وترسيخ الانتصارات، وجرأة القرارات، لذلك أدرك اليمنيون بأن أقصى ماسيذهب إليه الصهاينة استهداف البنى التحتية اليمنية ”لمرة أو مرتين وكأقصى حد لثلاث مرات“ مع ”تفخيمات“ لمنظر حريق هنا ورماد لحريق هناك، ولم يدرك الصهاينة لحد هذه اللحظة، أن مفاعل ديمونة ”لا تحمها صورة الحرائق المفخمة ولا الانتصارات المستعارة“ .
وبكيف الله.