الخميس - 15 مايو 2025

الصراع على السلطة (السنة ضد السنة)..!

منذ 10 أشهر
الخميس - 15 مايو 2025

حسام الحاج حسين ||

 

لا تزال أطراف إقليمية ودولية تبذل جهودا حثيثة لتوحيد الصف السني في العراق ، واستعادة العملية السياسية للمكون نحو شراكة مرضية ، إلا أن عدم حل أزمة تقاطع المصالح و التي تغذي حركات التمرد السياسي في العراق منذ عام ٢٠٠٣ يُبقي الأوضاع في المحافظات السنية هشة وتشهد خروقات أمنية بين الحين والأخر ،
وكما يبدو ان الخلاف بين القطبين السنيين احدهما متهم بالأرهاب ( سابقا ) والأخر عزلة المحكمة الأتحادية من منصبه بتهمة التزوير ( حاليا ) تتجاوز مجرد صراع بسيط على السلطة بين شخصين ، بل هي انعكاس لأزمة عميقة الجذور داخل هيكل الحكم في المكون السني . فأدوات الصراع كلها حاضرة على الطاولة من لغة التخوين والعمالة والأرتزاق وصعودا الى الأرهاب ..!
كما أن الأعلام السني في العراق يعيش مرحلة الأنحطاط في زمن الحروب البينية والحزبية والأستقطاب ، حيث تحول الأعلام الى منابر سياسية في معركة تشكيل الكتلة السياسية السنية الأكبر .
ودخل عناصر المكون وقياداتها البارزة في حرب اقل ماتوصف بانها حرب ( السنة ضد السنة ) حيث غادر الجميع الأخلاقيات والقيم والمعايير المهنية .
وينشغل البعض منهم في صناعة الأكاذيب بدل المصداقية وغرس الكراهية والأنتقام بدل التسامح والتعايش .
كما أن الخوض في تاريخ القيادات السنية يكشف أن المكون يعاني من أزمة هوية طويلة الأمد غذت حركات التمرد السياسي العديدة منذ عام ٢٠٠٣ الى يومنا هذا .
أن العجز، أو ربما عدم الرغبة، لدى القيادات السياسية للمكون السني عن إدارة التنوع في البلاد والتعبير عن رؤية مشتركة أدى إلى توزيع عادل للتوتر وعدم الأستقرار السياسي في محافظاتهم ..!
أن تحقيق السلام والأطمئنان في المحافظات السنية يتطلب التركيز على هموم السكان المهمشين في مناطق النزاع والمناطق المحرومة. وعوائل ضحايا العمليات الأرهابية . وسكان المخيمات والنازحين .
ويتطلب ذلك أيضًا معالجة الأسباب الجذرية للعنف المسلح. ومن بينها قضايا التهميش، والعلاقة بين الدين والدولة، والحكم، وتقاسم الموارد، في المحافظات والعدالة الاجتماعية والمساواة على المستوى الوطني .
وان يبتعد الجميع عن عمليات الأبتزاز والتسقيط والتآمر من خلال المال السياسي الفاسد . والذي يتفاخر به البعض من خلال التقاط الصور في اليخوت المطلة على سواحل دولة جارة ..! مما شكل استفزازا للمحرومين والمهمشين الذين يدعي الدفاع عنهم ..!
في وسط مساعي الطرفين المتصارعين إلى تشديد قبضتهما وفرض سيطرتهما على المناطق المهمة وجني المكاسب السياسية من خلال الوصول الى رئاسة البرلمان والذي خسرته تقدم بسبب عملية تزوير اطاح بزعيمها .
يأتي ذلك في الوقت الذي يعاني فيه مئات الآلاف من ابناء المناطق السنية من النزوح واللجوء بالإضافة إلى تفاقم معاناة الألاف من الأسرمن تدهور معيشتهم ..!ان فكرة الأستحواذ على المنطقة الغربية تتجاذبه أطماع ودوائر خارجية عديدة، بحكم موقعه الجيوسياسي، وبدأت تتزايد في أواخر فترة زعامة رئيس مجلس النواب المقال . وتصاعدة وتيرة المطالبة بالأقليم كحلقة من حلقات الأبتزاز للحكومة المركزية التي كانت ومازالت في دائرة مغلقة من المشاكل مع الأقليم الكردستاني و الضحية مازال ومايزال هو المواطن السني لاغير ..!
ان دعوات الأقلمة التي تلوح في الأفق ماهو الامنابر للأبتزاز السياسي على المستوى المحلي والأقليمي الهدف منها زيادة اعداد اليخوت والطائرات الخاصة . وطبعا الضحية هو المواطن السني المسكين .

حسام الحاج حسين
مدير مركز الذاكرة الفيلية .