الثلاثاء - 05 نوفمبر 2024

دبلوماسية المواطن ودبلوماسية الوطن..!

منذ 3 أشهر
الثلاثاء - 05 نوفمبر 2024

قاسم الغراوي ||

كاتب ومحلل سياسي
يمكن تعريف دبلوماسية المواطن على (أنها تفاعل غير رسمي يهدف إلى التأثير على الرأي العام من أجل مساعدة القادة في حل النزاعات أو إدارتها. )

تقدم دبلوماسية المواطن الحلول الممكنة دون مفاوضات رسمية، ويمكن أن يكون المواطنين الدبلوماسيين أساتذة جامعات أو باحثين أو طلبة أو رجال أعمال أو رياضيين أو فنانين أو عاملين في المجال الإنساني . وفي المقابل، الدبلوماسية التقليدية هي ما يقوم به المبعوث الدولي أو الدبلوماسي لتحسين العلاقات بين الحكومات من خلال التواصل مع مبعوث دولي آخر.

إن أهمية دبلوماسية المواطن تذكرنا بالمواطن الصحفي الذي يمارس هذه المهمة بمسارات مفتوحة لكن دون حدود او ضوابط مهنية او منهجية للعمل الصحفي المهني .

مراكز الدراسات ايضا كونها منظمات مجتمع مدني وانشطتها غير رسمية وتطرح الاراء وتضع الحلول والرؤية في تقييم الأوضاع الداخلية والخارجية وتقدم دراسات وبحوث او ندوات من اجل هذا الغرض .

ينظر بعض المنظرين الى مفهوم دبلوماسية المواطن ونشاطه لما تقدمه التجمعات والمنتديات والمنظمات العالمية من تغيير في الافكار وتصحيح المواقف بهدف تقارب الشعوب ، الا ان هذا المفهوم يصطدم بقيم ومواقف وثقافات الشعوب وقد تلتقي هذه الشعوب في المواقف الانسانية ومواقف اخرى الا ان التاريخ ومسيرته والظلم وفقدان العدالة والحروب والتوترات اثرت على مواقف عموم الشعوب لذا فان الاستجابة والانفتاح لهذه الرؤية لم تكن بالمستوى المطلوب .

سوء فهم الطرف الآخر بسبب عدم التواصل، وتعقيد المواقف واختلاف النظر لمفهوم االسلام العالمي لن يتحقق بدون معرفة الشعوب لبعضها البعض لكي تتمكن من التعاون في جميع المجالات بممارسة دبلوماسية منتجة في هذه العلاقات والذي سيصب في مصلحة الجميع .

وهنا تبرز اهمية العلاقات العامة لكونها تضمن استمرارية كافة الجهود الاتصالية المبذولة والمستمره في الداخل وعلى مستوى الخارج حيث يمارس افرادها دبلوماسية مهنية للوصول الى متبنيات واهداف الجمعية التي تنعكس ايجابيا على الواقع.

إن دبلوماسية المواطن تعزز دور الجهات الفاعلة غير الحكومية، لا سيما في العلاقات الصعبة بين الدول، وتساعد في حل النزاعات العميقة الجذور التي لا يستطيع القادة السياسيون والدبلوماسيون حلها بمفردهم بتبني مواقف ضاغطة ولو اضطرت للتظاهر السلمي على سبيل المثال ،كما يمكن أن يعزز القوة الناعمة للدولة. هذا يعيد إلى الأذهان كلمات جوزيف ناي، الذي كتب أن “القوة الناعمة – جعل الآخرين يرغبون في النتائج التي تريدها – تتعاون مع الشعوب بدلاً من إكراههم”.

لقد غير عصر المعلومات بشكل جذري قطاعات عدة، بما في ذلك الإعلام والتعليم والسياسة والدبلوماسية بالتأكيد وبرزت مفاهيم وقيم جديدة مثل دبلوماسية المواطن والمواطن الصحفي ومنظمات مجتمع مدني تحاول ان تجمع الشعوب على قيم جديدة متجاوزة الحدود لرسم مسارات جديدة تجتمع فيها شعوب العالم .