مراكز دراسات اسلامية باسماء آشورية وبابلية وأكدية..!
✍ماجد الشويلي ||
2024/7/24
لست ادري ماهي الدوافع التي دفعت ببعض الجهات الاسلامية الى تسميتها مراكز الدراسات باسماء تاريخية لاتمت الى الهوية الاسلامية بشئ.
جل هذه الاسماء كانت لشخصيات مشركة وقفت بوجه الانبياء (ع) وحاربتهم واستضعفت عباد الله وقتلتهم.
وحينما نتلوا القرآن نجد انه يعلنهم ويحذر من تعظيمهم وتبجيلهم،
ومع ذلك تجد أن جهات اسلامية مرموقة ، وشخصيات معتبرة ، تتراس مراكز الدراسات تلك وتدعمها بكل قوة.
فما الذي حصل ؟
هل هو تنصل عن المسار والمنهج الاسلامي؟
هل هو تعبير بالعجز عن اسلمة مؤسساتنا وهيآتنا وفعالياتنا ونتاجاتنا الثقافية والفكرية والعلمية ؟
أم هو مجاملة للتيارات الاخرى
ومحاولة لاستقطاب وجذب الرأي الآخر ؟
لو كان هذا الامر بالفعل فهو اشتباه كبير،
فمراكز الدراسات تُعرف هويتها بنتاجاتها
وبحوثها وهي ليست موردا انتخابيا
او استقطابيا البته .
أما اذا تناقض مدلول نتاجاتها وبحوثها مع مسمياتها ، فاننا نسال ما الجدوى من ذلك ؟.
ولو اتسقت مخرجاتها مع مسمياتها، فاننا نكون بذلك أمام استدارة ثقافية لوجودات اسلامية كان ينتظر منها الاسهام بتعزيز الهوية الاسلامية، او على الاقل الثقافة الاسلامية في هذا البلد لا أن تدير ظهرها له .
بعض هذه الجهات الاسلامية اسست ورعت مراكز دراسات باسماء علمانية،
فقلنا لاباس بذلك لاعتبارات سياسية معينة ، أما أن تعتمد اسماء شركية فهو أمر مستغرب .
هناك احتمال أن تكون هذه الجهات قد غفلت عن مداليل هذه المسميات، لذا وجب علينا من باب الحرص تنبيهها لهذه الهفوة .
نحن لا نطالب بضرورة اعتماد الاسماء والعناوين الاسلامية ، لكننا ندعوا الى التدقيق والتثبت باختيار هذه الاسماء.
فان تداول مثل هذه الاسماء الشركية عاملا مؤثراً في تنشئة الجيل الصاعد الذي سينغرس في ذهنه وفكره تعظيم تلك الاسماء الأكدية والآشورية والبابلية وغيرها.
في الوقت الذي بدأت فيه الاجيال الحالية نسيان الكثير من رجالات الاسلام وبطولاتهم ومآثرهم .
اننا الى حد هذه اللحظة لم نكرم الكثير من شهداء الحركة الاسلامية ورموزها
العظيمة .
وللاسف فقد ساهمت التقاطعات الحزبية والتنظيمية في تلاشي تلك المآثر والعناوين والبطولات .
والله إن لمن هوان الدنيا أن نعمد الى احياء ذكر طاغية او مشرك مضى على هلاكه آلاف السنين ولا نرفع اسم شهيد من شهدائنا أو مفكر من مفكرينا ونزين به نتاجاتنا العلمية والبحثية والفكرية.