رحله ال 276 يوما في حاكميه المخابرات (الجزء الاول)..!
باحث واكاديمي صلاح الاركوازي ||
في ليله من ليالي الشهر الخامس من عام 1996 تحديدا في ليله الخامس على السادس من شهر ايار واثناء رجوعي من اهل المهمات الجهاديه من العاصمه بغداد الى السليمانيه وفي الطريق الرابط بين خانقين وكلار معي الدليل (القجقجي ) شخص يدعى احمد من اهالي كلار ( اكتشفت اثناء التحقيق بأنه يعمل وكيلاً لامن خانقين مع نقيب عطيه ) وقعنا في كمين الاستخبارات فرقه 34 حيث من تلك الليله بدات رحله المعاناه حيث مررنا بعدة محطات منها استخبارات فرقه 34 وكتيبه الاستطلاع الغميق او الاستخبارات الفرقه الثانيه ومنها تم تحويل قضيتي الى منظومه مخابرات الشرقيه ( استلم ملفي شخص يدعى مقدم دريد ) في منطقه خرنابات في بعقوبه ومن هنالك تم تحويلي الى حاكميه المخابرات في بغداد حيث بدات رحلةُ طويلة وعسيرة لكن كانت قدره الله والطافه وانظارصاحب الزمان وال البيت ع حاضره ومتواجده في كل مرحله من مراحل التحقيق والتعذيب فهذا الحبل الممدود واللطف الالهي ما ان تمسك به الانسان فلن يعرف ما هو الخوف والرهبه لانهم سيكونون معك في كل خطواتك وحركاتك وسكناتك فقد خصهم الله سبحانه وتعالى بتلك المكانة وكل من يسير على نهجهم يكون فائزاً وناجياً ( والاخوة المجاهدين يعرفون هذه الحقيقة التي لمسها كل واحد منهم )ولا يعرف الهزيمه فاذكر انه تم وضعي في غرفه رقم 19 كانت مقابل لمكان جلوس الحرس حيث كنا ننام بطريقه ((الشد والحل)) اي قدمي يكون ملاصق لوجه زميلي في الزنزانه وقدم زميل يكون ملاصق لوجه حتى نستطيع ان ننام جميعا في هذه الغرف والغرف كانت صغيره لا تتجاوز الاثنان مترين ونص بمترين واحيانا كان عددنا يتجاوز 12 و 13 و 15 احيانا حتى يصل الى 17 شخصا وكانت القضايا مختلفه فمنها قضايا امنيه مخابراتيه سياسيه فبعد ان التحقيق والتاكد من ان هذه القضايا ليس لها ابعاد سياسيه امنيه مخابراتيه يتم تحويلها الى جهات الاختصاص كان تكون مراكز شرطه او اثار او مكافحه الى اخره وفي الحاكميه وجد العجب العجاب فقد صادف انه الشهر الاول من عام 1997 شهر رمضان المبارك حيث كان الكثير من السجانين صائمين ولكنه في صومه كان يمارس ابشع واقذر انواع التعامل اللا انساني حيث كان يعذب ويهين ويحتقر وهذا كان عنده شيئا طبيعيا لان في دين بني اميم يجب اطاعه والدفاع عن الحاكم ((وان ضرب ظهرك واخذ مالك )) فهذه الاعمال عندهم تقربهم زلفه الى الله لانهم يدافعون عن الحاكم المنصب من قبل الله وحاشا لله على هذا الشيء .
من احقر الاساليب التي كان ينتهجها النظام المقبور واجهزته الامنيه انه يتم التعامل معك على اساس رقم وليس اسم اي انت لا شيء انت نكره فهذه العقده المتاصله في نفوسهم وشخصيتهم يحاولون التغطيه عليها بالصاقها بالطرف الاخر حيث كنت احمل شخصيا الرقم 750 لعام 1996 علما احيانا كانت الارقام تتكرر مما سببت الكثير من المشاكل والاشكالات وذهب العديد ضحايا لارقام سنوات السابقة او سنوات اللاحقة حيث القضايا تختلف حيث ان قضيتو الاصلية قد لا تكون كبيرة ومشددة لكن الرقم المشابه له قد تكون قضية كبيرة وتم حكمه بالاعدام على اساس هذا الشيء وفي خلال فتره تواجدي في الحاكميه وفتره ايضا تم نقلنا الى سجن الخاصه في ابو غريب التقيت بالعشرات لا بل بمئات من المعتقلين والمسجونين بمختلف القضايا فقد صادفت اشباه الرجال بقضايا لا تليق الا بهم وبالطرف الاخر صادفت ابطال مجاهدين صامدين تحدى وبعلانيه السجانين وبقوا صامدين فمنهم من مات تحت التعذيب ومنهم من حكم عليه بالاعدام ولكن لم يطأطأ راسه ولم ينحني الا لله خالق السماوات والارض لم ينحني الا في ركوعه ولم ينكسر او يسجد الا في سجود للله الواحد القهار فمثل هؤلاء يجب ان يخلدهم التاريخ حيث ان تكون بطلاً وشجاعاً في وكر السجانين لا ينالها الا ذو حظ عظيم.