تحيرنا بين الباطل والباطل وما للحق من نصير
الكاتب والناقد السياسي..حسن درباش العامري ||
بحثت في مواقف تذهلني وتجعلني احسب اصابعي متحيرا في مواقف وافعال تتناقض مع الكثير من الاقوال والشعارات المرفوعه ،واحيانا حتى صمت البعض يعكس موقف يثير الكثير فليس لرجال الدين والسياسه والاجتماع ان يصمتوا فصمتهم ذنب ..
الجميع يرفع شعارات البلد الحر والشعب السعيد وهنا لا اقصد شعارات الحزب الشيوعي ولكن اقصد معنى الكلمات ومغزاها..ان واقع حال الدوله العراقيه يرتكز على العديد من المرتكزات لبناءه واعادة موقعه وتقدمه وبناء الانسان فيه ..ومن اهم تلك الركائز هي الموارد والخيرات التي حبا الله بها العراق ،وهي اليوم تتبدد بسبب سوء الاداره وتراجع الثوابت والمحددات الدينيه واباحة المال العام والاستئثار واستغلال المنصب وتراجع دور الرقيب الذي بدوره استأثر واستغنى..حتى اصبح الانسان طبقات فكل له طبقه وسماء لايدري كل منهم عما يحصل بسماء غيره..وما اذكى ذلك،، القوانين والقرارات التي تفصل كلٌ لحجمه ومنصبه وطبقته من اجل ان يستقر كل بمكانه مع الحرص على ان لا يسمح لاهل طبقة اخرى لاستراق السمع او الانتقال بين الطبقات فيصيبه شهاب ثاقب!! ومسموح لابناء الشعب ان يكونوا سُلماً لصعود اهل الطبقات العليا ولايسمح لاهل الطبقات الدنيا برفع رؤسهم للنظر نحو سمواتهم ..
ومرتكز البشت!!! قيل ان من ليس له كبير فليضع بشته ويستشره….ولكن حينما يكون بشتك طموحا وينظر نحو السماء ليرتفع ويعيد الكره مرات ومرات حتى يكون شغله الشاغل ويعمل على تغيير كل مايؤمن به ويحولها الى جناحين يطير بهما ليبلغ بهما طبقه اعلى ثم سماء اعلى..حينها تشغله همومه عن هموم اهله وهذه هي طبقه شيوخ عشائر ووجوه اجتناعيه ووجوه دينيه ليجعل من هم القصر الجديد فوق هم تطبيق الاوامر الدينيه والاخلاق والقيم والاعراف…
ثم يتبعه البعض ممن لهم نفس الطموح من الشعب ليجرب جناحيه فيكون كالدجاجه لايطير وان طار فأنه سيسقط..
لقد ظلمنا من صور لنا ان تصدير الثوره في ايران بعبع سيلتهمنا ويقتلنا ويستولي على خيراتنا !! ولكن لنراجع معاني تلك الثوره لنجدها تنقل روح الاسلام والخلق القويم ولنقارن بين سير لمن خاف مبادئ الثوره ولمن يصدر الثوره …فمن خاف بالفساد غارق وانحرف فهوى ،ومن يصدر تمسك واغتنى بعلمه ودينه ،نأخذ اسماء للمقارنه فقط عراقيه وعربيه ابن زايد حول الامارات لبلد مجون وعري في حين خرج احمدي نجاد انهى فترته الرئاسيه ليعود استاذ جامعي ويرعى بأغنام عائلته دورنما سرقه او استأثار بالاموال ودون سيارات …ابن سلمان حول بلد مهبط الوحي الى ملهى ليلي ومجون وحفلات ممارسات فسق وفجور ..وبين الرئيس الامام رئيسي رحمه الله مع الفارق للمقارنه مات وهو في بيت مساحته اصغر من مساحه بيوت الكثير من المواطنيين الفقراء وامه في بيت صغير واثاث متواضع واخوه واخته هم كما كانوا قبل توليه ..وبين بعض الساسه عندنا يدخل من باب الحكومة تحل عليه الصدقات ليخرج في حال قاروني اخر ..
فمن منهم اولى بالاتباع من تخلق بخلق علي عليه السلام ام من اضاع دينه بدنياه ..فثوره تنجينا من عذاب اليم خير من قارون وهامان وجنودهما الذين يردونا لسقر… ونستمر في حيرتنا وذهولنا الى ان يشاء الله او يحدث شئ كان مفعولا….