الجمعة - 16 مايو 2025
منذ 10 أشهر
الجمعة - 16 مايو 2025

محمد الحسن ||

 


حزب “تودة” الايراني من الاحزاب الشيوعية المشهورة في المنطقة. هذا الحزب كان منسجماً مع توجهات الشاه “الاصلاحية” المفروضة عليه امريكيا والتي كان يطلق عليها ب”الثورة البيضاء”.
يدّعي بعض السامعين، أنّ فتوى الامام الحكيم ضد الشيوعية هي دعما لنظام الشاه ضد “تودة” الايراني، وفي الواقع أن ذلك الحزب الشيوعي كان متفقا مع الشاه بتوجيه من موسكو وتحديدا في تلك المرحلة، وذاك الاتفاق كان مبنياً على النظرية الديالكتيكية الشيوعية التي تعد تلك “الثورة” قد تؤدي إلى تغيّرات نوعية، وبالتالي فأنّ القول بأنّ فتوى الامام الحكيم هي فتوى مناصرة لنظام الشاه هو قول سفيه ولا قيمة تاريخية له، وما يؤكد ذلك برقيّته الاحتجاجية ضد ممارسات نظام الشاه الاجرامية في احداث المدرسة “الفيضية” والتي دعا من خلالها علماء الدين في قم المقدسة الى القدوم للنجف الاشرف، وهي البرقية التي اجاب عليها الامام الخميني بالاحترام والتقدير.
وبالعودة الى حزب “تودة” الشيوعي، فقد اصدر الامام الخميني قراراً بحظره في عام 1983 فضلا عن طرد اكثر من 18 دبلوماسيا سوفيتيا لارتباطهم ب”تودة”. والقرار الصادر عن الامام هو بمثابة الفتوى، وبصرف النظر عن ذلك، فهو قرار ينسجم مع فتوى الامام الحكيم ضد الشيوعية.
وهنا يتّضح سفه وبطلان وجهالة إدّعاء انّ الفتوى الخالدة ضدّ الشيوعية، هي فتوى لمناصرة نظام الشاه تارة او لدعم التوجهات القومية تارة اخرى؛ فالامام الحكيم هو اول مرجع يواجه جميع الحكومات في العهد الجمهوري، سواء شيوعية او قومية او بعثية، وقد واجهها عندما كانت في السلطة وفي اوج قوتها، ومواجهته ليست سياسية؛ إنما تنطلق من منطلقات شرعية.