الأحد - 12 يناير 2025

هنيئاً لهنية ولمُحسن منا الشُكر ..!

منذ 5 أشهر
الأحد - 12 يناير 2025

زمزم العمران ||


قال تعالى في كتابه الكريم :(وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ )

بعد سنين من العمل ،والكثير من العطاء والاخلاص والوفاء والالتزام ، آن الأوان ليرى العالم الوجه لهذا المجاهد العظيم ،وليتعرفوا على ملامح شرف المهنة والجهاد ،فهو رمز من رموز المقاومة الكبار ، ومن صانعي القوة والاقتدار ، ومن قادة الميادين الذين ماتركوا الجهاد حتى استشهد شهادة الاخيار .

الشهيد السيد القائد الجهادي الكبير ، فؤاد علي شُكر (الحاج مُحسن ) ، شهيداً مجاهداً مضحياً، في أشرف المعارك وأعظمها، على طريق القدس ودرب التحرير، في معركة طوفان الأقصى المباركة، التي جسدت بالدماء وحدة أحرار الأمة وشرفائها ، فكان من الجيل المؤسس لحزب الله، وصاحب دور قيادي في تأسيس وتنظيم المجموعات الأولى للمقاومة الإسلامية في لبنان.

شارك في التصدي للإجتياح الإسرائيلي مطلع الثمانينات، وأصيب في مواجهة خلدة البطولية عام 1982، لعب دوراً أساسياً في تخطيط وإدارة العمليات، وخصوصاً النوعية، ضد قوات الإحتلال الإسرائيلي في لبنان، المسؤول العسكري المركزي الأول لحزب الله في حقبة التأسيس والنصف الأول من التسعينات، أدار ونظّم عملية إرسال كوادر عسكريين من حزب الله لنصرة المسلمين المستضعفين في البوسنة والهرسك بين عامي 1992 و1995، القائد المسؤول عن وضع الخطط العسكريةللمقاومةالإسلامية، خصوصاً في حرب تموز 2006 وما بعدها، سواءً على الجبهة الشرقية ضد الجماعات التكفيرية أو الجبهة الجنوبية ضد العدو الإسرائيلي،قاد مهام عسكرية وأمنية نوعية خلال مراحل مختلفة من تاريخ المقاومة،شغل عضوية الشورى المركزية لحزب الله خلال فتراتٍ من مسيرته الجهادية، كما شغل عضوية المجلس الجهادي للمقاومة الإسلامية منذ تأسيسه، قاد العمليات العسكرية على جبهة الإسناد اللبنانية منذ بداية معركة طوفان الأقصى.

وبعد هذا الانتهاك للعدوان الصهيوني الغادر ، الذي قام به إثر عملية اغتيال بتاريخ 30/7/2024 في ضاحية بيروت الجنوبية ، قامت إسرائيل بهجمة صهيونية غادرة أخرى على أثرها استشهد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، بغارة إسرائيلية على مقر إقامته في العاصمة طهران أثناء مشاركته في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان .

الشهيد أسماعيل هنية ، قيادي سياسي فلسطيني، وأحد رموز حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ترأس الحكومة الفلسطينية بعد فوز الحركة بتشريعيات 2006، إلى أن أقاله رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس في يونيو/حزيران 2007، انتخب رئيسا للمكتب السياسي لحركة حماس في مايو/أيار 2017.

في 10 نيسان/أبريل الماضي قتل 6 من أفراد عائلة هنية، بينهم 3 من أبنائه وعدد من أحفاده في قصف إسرائيلي استهدف سيارة كانت تقلهم في مخيم الشاطئ بينما كانوا يتجولون لتهنئة سكان المخيم بحلول عيد الفطر آنذاك، كما قتل 10 أشخاص من عائلته، بينهم شقيقته، في قصف إسرائيلي استهدف منزلهم في مخيم الشاطئ غرب غزة، في 24 حزيران/يونيو، علق هنية على الحادثة، قائلا إن “ما يقرب من 60 من أفراد عائلته ارتقوا شهداء شأن كل أبناء الشعب الفلسطيني ولا فرق بينهم”، وأضاف أن “الاحتلال يعتقد أنه باستهداف أبناء القادة سيكسر عزيمة شعبنا” ،صرح عقب إبلاغه نبأ استشهاد أبنائه وأحفائده قائلاً: إنّ “دماء أبنائي وأحفادي الشهداء ليست أغلى من دماء أبناء الشعب الفلسطيني، أنا أشكر الله على هذا الشرف الذي أكرمني به باستشهاد أبنائي الثلاثة وبعض أحفادي”.

وتحت راية واحدة ، راية الحق ونصرة المظلوم وفي جبهة واحدة بعدالاعتداء السافر على السيادة العراقية في منطقة جرف النصر الذي أسفر عن استشهاد عدد من أبناء الحشد الشعبي ، حيث كان حزب الله يعطي الدماء سواء كان في العراق أو لبنان ، ولكن نتأسى بما قاله الشهيد أسماعيل هنية في لقاءه الاخير مع السيد علي الخامنئي (دام ظله ) “هكذا هي الدنيا ، أمات وأحيا واضحك وابكى ، الله سبحانه وتعالى يحيي ويُميت ، ولكن هذه أمة خالدة أن شاءالله ومتجددة ، وكما قال الشاعر : إذا غاب سيدٌ قام سيدٌ .

هذا الطريق ذات الشوكة ، سنكمله ولن يزداد بنا إلا عزيمة وقوة وفخر، وهذه الراية ستُسلم إلى صاحبها صاحب العصر والزمان ( عجل الله فرجه الشريف) ، وكل قادتنا ينتظرون هذه الرسالة الإلهية كرسالة الحُسين بن علي (عليهما السلام)
اما بعد من لحق بي منكم استشهد ومن لم يلحق لم يدرك الفتح والسلام.