الخميس - 15 مايو 2025
الخميس - 15 مايو 2025

القاضي حسين بن محمد المهدي ـ اليمن ||

 

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

لقد ارتقى فارس العرب وحليف القرآن وشهيد الإسلام، مَن حسنت مساعيه وطابت مراعيه ، وعظم جهاده، وصح اجتهاد، الرجل القوي، والعلامة المجاهد الفذ التقي، ضياء الإسلام، وزينة الليالي والأيام، المفكر الكبير، والسياسي الخطير، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خير العرب اسماعيل هنية شهيدا، ففاز بخير الدنيا والآخرة، وعما قريب يبلغ الأمر حده، فيحمد في الأولى، ويشكر في الأخرى.
وحسبنا وحسب أهله وذويه ومحبيه وأتباعه إن اسماعيل هنية فاز برضوان الله، وربح الحياة الدائمة، (وَلاتَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)، (وَلاتَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّـهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ)
أما والذي من فضله أخرج المرعى
وجازى بعدل كل نفس بما تسعى
لذكرك طيب في المواقف كلها
تفيح به نشرا ويملى به سمعى
هنيئا لك العمر الذي قد قطعته
وان كان مكروها يعارضه طبعا
فهنيئا لك اسماعيل الفوز بالشهادة والظفر بها، وانت تؤدي واجبك وتسعى إلى إعلاء كلمة ربك، وانقاذ شعبك من مهاوي الردى
لقد تقحمت الصهيونية اليهودية بالإقدام على اغتيال اسماعيل هنية في طهران أودية الهلاك، وحلت بشعاب الموت.
لعمرك ما الليث الذي غدروا به
إذا جاء يوم الروع عنه يحيد
ولكنه غدر الخسيس صنيع مَن
تزيَّ بصهيون الخبيث عتيد
لقد كان اسماعيل ليثا وفارسا
شجاعا لامجاد الرجال يَعُود
إلى لبوة الحرب التي عقمت لدى
سواه وأضحت منه وهي ولود
فلا تفرحوا إن نلتموا منه غرة
تسوق بكم نحو الردى وتقود
فتجني به صهيون سوء فعالها
تجرعه كالسم وهو صديد
وإن تحسبوها ديدنا لصنيعكم
فاخرى بكم فيها الرجال تعيد
فتلك الاعادي يابن بطحاء غزة
غزتكم قرود بالقبيح ترود
فدتك جيوش يافلسطين ضحوة
ومدتك من عون الإله جنود
وفاضت عيون الناس حتى كأنها
عيون لهم مما تفيض وقود
وقود لصاروخ أتى الكفر عنوة
فاحرقهم بالنار وهو حديد
ولا غرابة مما حدث، فالصهيونية اليهودية جبلت على الغدر، واستمرأت سفك الدماء، مغترة بتشجيع الصهيونية اليهودية في أمريكا وأوروبا لها.
فحينما تعدت المدنية في أوروبا وأمريكا حدودها الطبيعية وخرجت عن طورها الإنساني، فإنها تكون قد نسيت القيم الخلقية كليا، وكفرت بها صراحة وعلنا، وتغافلت عن كل غاية نبيلة، ومقصد شريف، وعن كل واقع وحقيقة غير إشباع رغباتها واهواؤها، لايردعها رادع أخلاقي ولا وازع قانوني، وهي بذلك تكون قد وضعت اساسا لتفسخها وانحلالها
فهي تعيش لحظة رهيبة من الاحتضار
فهي لم تعد تحسب لعواقب المغامرات اي حساب، وكأنها قد أيست من استمرار الحياة
أما الشعب الفلسطيني المظلوم واحرار الأمة الإسلامية واسودها من أنصار الله وحزبه فإنها لاتزيدهم أمثال هذه الحوادث إلا قوة وعزة وتكاتفا وشجاعة واقداما وتلاحما ووحدة
إن الرجال العظماء يموتوا مغدورا بهم ولايزيد أمتهم ذلك إلا قوة وصلابة وشجاعة وإصرار على الجهاد والتمسك بالمبادئ.
وهذا الإمام علي عليه السلام قتل شهيدا مغدورا به، ولم يزد ذلك اتباعه واحفاده وأمته إلا قوة وعزيمة من أجل امضاء ما كان عليه الشهيد وشيعته وأتباعه هاهم يملؤن الدنيا
لقد عانقت روح الإمام علي عليه السلام وأرواح المهاجرين والأنصار السماء فصاروا خالدين متأسين بهدي خاتم النبيين
وهاهي روح اسماعيل هنية تعانق هذه الأرواح الطاهرة وتبعث في الناس العزيمة والباس والتحضر للجهاد من أجل تحرير فلسطين ورفع راية الإسلام واعلاء كلمة الرحمن.
لقد كان شهيد الإسلام شهيد الأقصى نموذجا حيا وعلما يقتدى به
لقد كان عالما وزاهدا وعابدا ومقاتلا وداعيا إلى الله وصريحا وحكيما وسياسيا واداريا فطنا أدار حماس بروح المسلم الصادق الذي لايواد من حاد الله ورسوله (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَ يُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللَّـهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّـهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى‏ نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)
تعازينا الحارة لحركة حماس وللشعب الفلسطيني الأبي ولقائد المسيرة القرآنية السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي حفظه الله ومحور المقاومة والمجاهدين في هذا المصاب الذي سيجمع المسلمين ويحفز على الجهاد نسأل الله لأهل الفقيد الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين والخزي والهزيمة للكافرين والمنافقين ولانامت أعين الجبناء(وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)