السبت - 14 سبتمبر 2024
منذ شهر واحد
السبت - 14 سبتمبر 2024

أمين السكافي ||

كلمة “المحور” نرددها يومياً عدة مرات أو نسمع ذكرها في وسائل الإعلام أو نراها تتكرر في وسائل التواصل الاجتماعي. المحور هو مجموعات من الذين رفضوا الضيم لأوطانهم ولقبلتهم السياسية، فآثروا الموت في سبيل العزة والكرامة ونصرة المظلوم واسترجاع الحق المسلوب.

من هي هذه المجموعات؟ وكيف تأسست؟ وكيف التقت على نفس الهدف؟ دعونا نبدأ من اليمن العزيز وأنصار الله، الذين كانوا يدعون في البداية بحركة الشباب المؤمن، ومن بعدها ارتبطوا باسم الحوثيين نسبة إلى المؤسس بدر الدين الحوثي. أهدافهم الداخلية واضحة: رفع الغبن والحرمان ومحاربة الفساد المستشري في البلاد. علاقتهم طيبة مع إيران وسيئة مع الخليج.

بصراحة لم أعرف السبب الحقيقي لهذه العداوة التي جعلت دول الخليج بقيادة السعودية تشن حرباً عسكرية واقتصادية عليهم. انتصر فيها أنصار الله بالثبات في وجه ثماني دول. وللأمانة.

سبب الكره والحرب والظلم هو الشعار الذي يرفعه اليمنيون: “الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام”.

ربما حرك هذا الشعار وإنتشاره وتعميمه حساسية لدى دول الخليج. يجمع الكل على فقر اليمن اقتصادياً، وأرى أنها من أغنى الدول بالعزة والكرامة والشرف ونصرة المظلوم رغم وضعهم المادي السيء.

نأتي إلى بلاد الرافدين وعاصمتهم المحببة إلى القلوب، بغداد، حيث يقف التاريخ مليئاً بحكايا الحروب والشعراء والعلوم والاختراعات، هذا بالإضافة إلى الأجساد الطاهرة التي تستلقي في ترابها من النجف إلى كربلاء وغيرها. يزخر العراق بكل شيء، وأهمها الحرية التي سُلبت منها في عهد البعثيين الذين انتهوا مع الدخول الأميركي، ولكن العراقيين بكل تشكيلاتهم انضووا تحت تسمية الحشد الشعبي وقرروا مواجهة المحتل.

قاتلوا، مع الدعم الإيراني لهم، خوارج العصر الذين عرفوا باسم داعش وانتصروا عليهم.

للحقيقة، أن العراق قدم الكثير من الشهداء فداء لحريته وكرامته وتأثر كثيراً بالأحداث التي جرت على أرضه، ولكن هذا لم يمنعه من أن يلبي نداء الواجب الديني والأخلاقي والإنساني نصرة لغزة ولكل فلسطين، ولتسقط الشهداء نصرة للحق وللمظلوم والمغتصبة أرضه.

والآن دعونا نذهب إلى لبنان وجنوبه المعطاء من دماء أبنائه.  ودعونا نعترف للكيان بأنه وراء قيام هذه المقاومة الصلبة، المؤمنة، القادرة التي أضحت أكثر من نداً له.

دعونا نوضح الأمور. حينما اتخذ قرار الدخول إلى لبنان من حكومة بيغن ووزير دفاعها آريئل شارون، ظنوا أنهم بذلك سيتخلصون من خطر منظمة التحرير التي تزعجهم، ولم يخطر ببالهم وهم مزهوون بنصرهم بدخول العاصمة بيروت أنهم سيكونون السبب في انطلاقة جبهة المقاومة اللبنانية (جمول) ومعها حركة أمل، وليولد حزب الله (المقاومة الإسلامية).

هذا الحزب الذي سيتحول لاحقاً إلى أسوأ كوابيس إسرائيل، والتي ولو خرجت من لبنان ذليلة، فهي لن تتخلص منه، فهو حزب عقائدي مدرب ومجهز ومتطور ولديه النية والإمكانيات والهدف واضح: تحرير فلسطين ونصرة أهل غزة والقضاء على كيان اغتصب أرضاً وشتت شعباً وأقام دولة على دماء الفلسطينيين.

يبقى لدينا سوريا، ماذا نقول في سوريا؟ السند والجبل الذي تتكئ عليه في وقت الشدة.

سوريا التي لم تتزحزح قيد أنملة عن موقفها الممزوج بالكرامة العربية في تاريخ الصراع مع العدو.

سوريا دفعت أثماناً باهظة جداً لأجل موقف قيادتها بدعم المقاومة ونصرة فلسطين. هذا المحور يعمل بتناغم لا مثيل له، وهم جبهة واحدة إن أرادوا، وعدة جبهات إذا اقتضت الحاجة.

هم ليسوا مصر وسوريا والأردن في عام ٦٧، لقد مضى ذلك الزمن. والجميل في الأمر اجتماع المحور على نصرة غزة وأبطالها، ولو اختلفت بعض الأفكار بينهم، فهم اجتمعوا على حب ونصرة فلسطين.

يتبقى لنا إيران وغزة، وعنهما حدبث كير جدا، يحتاج الى قراءة الموقف كله بتمعن وسلام..