شتان بين أمريكا وإيران..!
علي عزيز الزبيدي ||
باحث في الشأن السياسي
الخطاب الامريكي دائما يدعو للتفريق بين شعوب المنطقة منطقة الشرق الاوسط والتي تضخ النفط والغاز والذهب للغرب عليها ان تتصارع وتبقى متفرقة الى حد اختلاق الحروب العبثية مرة على الحدود واخرى على الماء واحيانا تكون دينيًا وطائفية وقد تستمر لسنوات وتصل الى قطع العلاقات ورسخت امريكا واذنابها هذا العداء بين الدول تارة بالاعلام المدفوع الثمن وتارة بالاتهامات بالتدخل بالشان الداخلي وهي اكثر من تتدخل بالشؤون الداخلية للدولة التي لها مطامع فيها وضحايا امريكا دولًا عديدة على مر العصور وهي عدو للشعوب العربية والاسلامية
واما الخطاب السياسي والاعلامي الايراني دومًا يدعو الشعوب العربية والاسلامية بالخصوص الى التحاور والوحدة والاتحاد بوجه المخططات الاميركية والصهيونية وهذا مايغيض امريكا ويصل العداء بينها وبين ايران الى الاغتيالات والحرب بكل الاسلحة المتاحة لديها ضد ايران المسلمة
وكم هو غريب فعلاً حين تجد أناساً عندما يسمعون عن شخص ما أنه سيسافر إلى إيران للدراسة يقفزون من أماكنهم قائلين نعم ! ألم نقل لكم أنكم تابعين لإيران وأنكم عملاء لها وأنكم شيعة ومجوس وروافض ووووو!!؟
والصواريخ إيرانية ومن يطلقها إيراني والدعم إيراني والأموال من إيران….!!
لا تعلم أهم أغبياء أم أن الجهالة أخذت منهم موثقاً ، أم أنك تعيش في مكان ليس مكانك وفي دنيا غير دنياك!!
الجميع يعلم عن الحصار المجحف بحق سوريا ولبنان وايران واليمن ، وأن لا يمكن أن يدخل بصيص نور من دول الجوار براً أو بحراً أو جواً ، فما بالك بصواريخ سكود أو غراد أو دوشكا يصل طولها أمتاراً، إلا إن كان التحالف يريدها أن تصل لليمن لأن بودها أن تقصف السعودية والإمارات وأن تدمر!! مالكم كيف تحكمون؟
حسناً لنقل أن هذا كله صحيح وأن كل ما ذكر يصلنا من إيران وأن من ذهب ليتعلم هناك هو أصلا مجوسي ورافضي وعميل لإيران..
برأيكم.. أليس من يذهب لأمريكا ليدرس أو يعمل هو نصراني ويهودي وملحد و ماسوني؟؟؟؟
أليس عميلاً فيدرالياً ويستلم منها أوراقاً خضراء ثمينة؟
لما لا يعد من استقر في أمريكا صهيونيا..ً أو نصرانياً ؟؟
لنذهب الي الجانب الآخر من بؤرة الصراع.. هل الصواريخ القادمة من السعودية عربية الصنع ، أم من الذي يدير المعركة استخباراتياً ولوجستياً ويشارك في الحرب بجنود أميركيين وإسرائيليين ؟؟
على الأقل إيران دولة مسلمة وقفت مع قضية اليمن واليمنيين و المظلومية التي تنهال عليهم كل يوم، ولكن الصورة النمطية التي رسخها اليهود ومن معهم في أذهان العرب هي أن إيران وإن كانت مسلمة وتقف بصفنا فهي عدو ، بينما أمريكا الماسونية والصهيونية وإن كانت ضدنا فهي ولي حميم ..
شتان ما بين البلدين وبين من يغترب فيهما..
طالما أن من اغترب في أمريكا أو أي دولة أجنبية لازال مسلماً يؤدي الصلوات ويصوم رمضان كما هو في بلده ولا يتأثر بثقافة و بيئة البلد فما المانع أن يمارس نفس هذه الطقوس الدينية في إيران؟
وفي النهاية من يلج في بحر العمالة والخيانة لا يحتاج أن يكون في أمريكا أو إيران، لا يستلزم الأمر حصر العمالة لهاتين الدولتين فالعمالة قد تكون حتى لدولة عربية مسلمة كالسعودية أو الإمارات ومن ورائهما إسرائيل. اليس كذاك
نحن نعيش في زمن الجهل المتعمد من البعض في التقييم مع من تكون المصلحة والحقيقة التي لاغبار عليها هي ان الحق منتصر لامحال .