الاثنين - 09 سبتمبر 2024

هل ينفع “التفاوض” مع “النظام” الاسرائيلي بدون قوة؟!

منذ شهر واحد
الاثنين - 09 سبتمبر 2024

عدنان جواد ||


لقد جرب الفلسطينيون وطوال عقود مضت المفاوضات مع حكومات اسرائيل المتعاقبة وداعميها من اللوبي الصهيوني الحاكم في واشنطن، ودول الغرب الخاضعة لها، من زمن عرفات الذي لم يترك مؤتمر ولا اجتماع الا وشارك فيه، في اوسلو وغيرها ، ولا دولة تنادي بحل الدولتين وحل القضية الفلسطينية الا وذهب اليها، سواء كانت عظمى او نامية، شرقية او غربية، ولكن اسرائيل بدل من الاتفاق اخذت بقضم الارض بإنشاء المستوطنات وطرد اهلها منها، ولكن الضغط الكبير من اشقائه العرب بالذهاب بمنهج التفاوض وترك المقاومة، لأنها تجلب القتل ، ولان الفلسطينيين لا يملكون السلاح وان اسرائيل دولة قوية تسيطر على البحر والبر والجو وخلفها الولايات المتحدة الامريكية التي لا تقهر، وان القانون الدولي والمنظمات الدولية سوف تنصف الفلسطينيين في نهاية المطاف، ولكن ياسر عرفات اصبح مسن وفقد الامل بالمفاوضات، ويقال انه اراد ان يصرح ان لاسبيل للخلاص من الاحتلال غير المقاومة، لذلك تم وضع السم له والله العالم، وجاء عباس وسار على نفس النهج ولايجيد غير الخطابات، وهاهو في عمر الشيخوخة ولم يحصل حتى على وعد بحل الدولتين من واشنطن والغرب وحكومة اسرائيل، ومع الاسف هو وبعض الاعراب لازالوا متمسكين بمنهج التفاوض لا لشي فقط لإرضاء سيدهم على حساب الشعب الفلسطيني الذي يقتل يوميا.
بعد طوفان الاقصى الذي حول الضعف الى قوة، واصبح العدو مرعوبا بعد ان كان هو من يرسل الرعب، واصبح المستوطن مهجراً بعد ان كان الفلسطيني فقط هو من يهجر، واصبح لا يأمن على حياته بعد ان كان لايصل الى مدنه اي صاروخ او مسيرة، فاليوم وصلت تلك الصواريخ والمسيرات الى عاصمته المحصنة تل ابيب، صحيح ان الصهيونية تسيطر على العالم ، لكن هناك الكثير من الاحرار في العالم الذين ينبذون العنف والقتل والابادة، وبفعل الرفض الشعبي في الدول الغربية اصبحت اسرائيل دولة منبوذة، بعد ان كانت الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط ، كما كان يصورها الاعلام الغربي المدعوم من الصهيونية ، لكن اليوم ارتبط اسمها بالاجرام والقتل وكل شيء بشع، فهبت دول ومنظمات لمحاكمتها دولياً ، لكن مع الاسف تلك المنظمات ايضاً تخضع لمنطق القوة،
فالقوة اثبتت التجارب الحديثة كما صنعها المجاهدون في محور المقاومة، ان ليس فقط التفوق العسكري من يصنع الانتصار، فحماس بمجموعة صغيرة دخلت غلاف غزة واسقطت مدن وجلبت رهائن، وحزب الله بمجاهديه وصواريخهم ومسيراتهم اخرج سلاحهم المتطور من رادارات ودبابات عن الخدمة، وجعل مدنهم مدن للأشباح، وفي اليمن انصار الله الذين جعلوا الموانئ الاسرائيلية فارغة من اي سفن، ففرضوا عليها الحصار بعد ان كانت هي من تفرض الحصار على الدول، فاليوم منطق القوة هو من سوف يسود، وبعد ان تمادى نتن ياهو باستهداف الشهيد هنية في طهران، والشهيد فؤاد شكر في جنوب لبنان وقصف ميناء الحديدة، فتوعد قادة المقاومة في ايران ولبنان واليمن على الرد بقوة على هذه الاعتداءات، فقد ولى زمن الخوف والتردد في الرد على اسرائيل، وتبين انها اوهن من بيت العنكبوت كما يصفها سماحة السيد حسن نصر الله ، وانها لا تساوي شيئاً من دون دعم الولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية وبعض الخونة من الدول العربية فهاهي الاردن تصرح بانها سوف تسمح لاسرائيل باستخدام مجالها الجوي ولا تسمح للصواريخ والمسيرات الايرانية في المرور فوق سمائها!، فهي اليوم تشكل عبء على داعميها، فالولايات المتحدة الامريكية لديها قوات في العراق وسوريا والتي ستكون عرضة للاستهداف المباشر، وبدات الهجمات عليها في العراق وسوريا من قبل العشائر، نتيجة لما شاهدوا من جرائمها ومساندتها لاسرائل لقتل اخوانهم في غزة، وانها لم تجلب لهم غير القتل والتدمير، وشعارها بالديمقراطية ما هي الا فوضى وتقسيم، حتى قادة قسد الكردية باتوا مقتنعين ان امريكا لا يمكن الوثوق فيها وانها سوف تتركهم مثل ما تركت عملائها في افغانستان، وربما في الايام القادمة نراهم يتفاوضون مع الحكومة السورية ، وما يسمون نفسهم بالعارضة السورية سوف ينتهون مثل داعش والقاعدة ، فالحليف الروسي داخل بقوة بعد ان غزته امريكا والغرب في عقر داره ، وزودت واشنطن كييف بطائرات اف 16 المتطورة، لذلك وبعد ان احست الدول الداعمة لاسرائيل بضعفها واحتمال عدم قدرتها على الصمود اما الردود من محور المقاومة، سارعت الى اطلاق مفاوضات جديدة في 15 اب لوقف اطلاق النار في غزة، والطلب من ايران ومحور المقاومة بعدم الرد، واذا ردوا فانهم السبب في نشوب حرب اقليمية، فعلى محور المقاومة الا ينخدع بحيل التفاوض، فإما قرار واضح وصريح بوقف اطلاق النار والانسحاب من غزة ، واطلاق سراح الاسرى ، وادخال المساعدات واعمار غزة، او الرد وبقوة الاغتيال بالاغتيال وحرق المصافي بحرق المصافي والموانئ، فالتفاوض بدون قوة فيه ذلة وضعف.