ما وراء البيان..!
كوثر العزاوي ||
صرخة من قلب يشتعل، أبٌ رؤوف ينتقي كلمات تنزف لوعة من منبع المسؤول، بيان استنكاريّ انطوت ثناياه على ألف مغزى ومغزى، فكان عزاءً لنا ونحن نشاهد من المجازر مايندى له جبين الإنسانية! جاء البيان كما قرأه فكري القاصر، بأنه عبارة عن مزيج من الألم والاستنكار ورفض للاحتلال جملة وتفصيلا، ثم الاعتراف بأحقية القضية الفلسطينية كما ديدنه وكل العلماء منذ قرون خلت، كما سمى ضحايا أهل غزة أبرياء شهداء، واطلق دعوة للحدّ ومواجهة الاحتلال، كما أبدى تأسّفًا ولوعة من قلبه الطاهر إزاء موقف الدول العربية الخاذل والمتخاذل أمام مايجري في غزة وقبح سكوت حكّامها المطبّعين فضلا عن دعمهم للاحتلال في السر والعلانية، ومع زفرات حرّى استرجع بلا حول ولاقوة الا بالله العلي العظيم! ومعنى ذلك كما ورد عن رسول الله”صلى الله عليه وآله”: إذا قال العبد “لا حول ولا قوة إلا بالله” فقد فوّض أمره إلى الله، وحقٌّ على الله أن يكفيه.
وهلموا لنتأمل أهم ماجاء من عبارات نازفة وردت في بيانه “حفظه الله” الصادرة اليوم عن مكتبه بهذه المناسبة المؤلمة: لنقرأ ماوراء المسميات معانٍ ومضامين تكشف عن صمت هادر لم يكن يومًا صمتًا كما يروق للبعض أن يسميه، إنما كلمات صارخة هادرة، وليس من مسمى للصراخ والهدير سوى الصوت بأعلى درجاته بغَضَب أو شكوى وبصوت مرتفع، كما صُراخ المظلومين، وهو مما ينافي الصمت بلا ريب ولاشك! وتلك هي العبارات
كما وردت:
-“جيش الاحتلال الإسرائيلي..”
-“مجزرة كبرى في قطاع غزة الأبية”..
-“من المدنيين الأبرياء بين شهيد وجريح..”
-“جريمة مروعة تضاف الى سلسلة جرائمه المتواصلة منذ ما يزيد على عشرة أشهر..”
-“إن الكلمات لتقصر عن إدانة هذه الجرائم النكراء التي باءت بآثامها وحوش بشرية تجرّدوا من كل القيم الإنسانية والمبادئ السامية..”
-“عمليات اغتيال غادرة استهدفت قيادات بارزة في مقاومة الاحتلال..”
-“خرق بها سيادة عدد من دول المنطقة..”
-“من المؤسف أنهم يحظون بدعم غير محدود من عدد من الدول الكبرى..”
-“ندعو العالم ـ مرة أخرى ـ للوقوف في وجه هذا التوحش الفظيع ومنع تمادي قوات الاحتلال عن تنفيذ مخططاتها لإلحاق مزيد من الأذى بالشعب الفلسطيني المظلوم.”.
-“ندعو الشعوب الإسلامية – خاصة – الى التكاتف والتلاحم للضغط باتجاه وقف حرب الإبادة في غزة العزيزة وتقديم مزيد من العون إلى أهلها الكرام..”
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم..
٥-صفر-١٤٤٦هجري
١٠-٨-٢٠٢٤ميلادي